اقتصاد الخدمات يشمل أنشطة اقتصادية عديدة بعضها تتولاه الدولة مثل خدمات الكهرباء، المياه، التعليم، الصحة، وغيرها. وأنشطة اقتصادية يتولاها القطاع الخاص أهمها السياحة، النقل، التخزين، التمويل، التأمين، البيع القطاعي، صناعة الضيافة (كالمطاعم، الفنادق والكازينوهات) وغيرها. يعتبر اقتصاد الخدمات العنصر الرئيس في مكونات الناتج المحلي الإجمالي للدول عالية ومتوسطة النمو. حيث شهدت نسبة قطاع الخدمات في الاقتصاد العالمي نمواً سريعاً خلال القرن العشرين. فعلى سبيل المثال، استأثر قطاع الخدمات في الولاياتالمتحدة بأكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي في عام 1929 م، والثلثين في سنة 1978 م، وأكثر من ثلاثة أرباع في عام 1993 م وما بعده. في أوائل القرن الحادي والعشرين، نجد أن صناعة الخدمات أصبحت تمثل أكثر من ثلاثة أخماس الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويوظف هذا المجال أكثر من ثلث القوى العاملة في جميع أنحاء العالم. حسب نتائج مسح الناتج المحلي الإجمالي للولاية الذي أجري خلال العام 2014 اتضح أن حجم الناتج للولاية هو 82 مليار جنيه. وأن نسبة مساهمة القطاعات في هذا الناتج كانت على النحو الآتي: القطاع الزراعي 23%، الصناعي 30%، وقطاع الخدمات 47%. عليه يعتبر القطاع الخدمي أكبر قطاع اقتصادي في الولاية. ووفقاً للبيانات التي تم جمعها فإن عدد المنشآت الصناعية بالولاية بلغ 10343منشأة، وعدد المنشآت الزراعية 5857 منشأة، وعدد المنشآت الخدمية 91023 منشأة. إن القطاعات الفرعية ذات الأولوية في قطاع الخدمات، والتي يمكن أن تساهم بصورة إيجابية في اقتصاد الولاية، ومن ثم في الاقتصاد الكلي للبلاد تشمل:- قطاع النقل العابر القاري: ومقصود به شركات النقل الكبرى التي تدير أساطيل نقل تشمل الشاحنات والعربات المبردة، وفي مرحلة لاحقة يمكن أن تشمل الطائرات والقطارات. هذه النوعية من الشركات يتركز وجودها في ولاية الخرطوم وتقوم في الوقت الحالي بالنقل العابر لكل من إثيوبيا وتشاد ودولة جنوب السودان ومؤخراً مع مصر. إن تطبيق اتفاقية استخدام ميناء بورتسودان مع كل من إثيوبيا وتشاد ومستقبلاً مع دولة جنوب السودان وأفريقيا الوسطى يمكن أن تجعل من هذا القطاع قطاعاً مدراً للعملات الأجنبية بصورة واضحة. قطاع السياحة: تتركز في الخرطوم مرافق سياحية مهمة مثل الفنادق فئة خمسة نجوم كالسلام روتانا وكورنثيا وكورال، وهذه تجعل في الإمكان الترويج لإقامة المؤتمرات والمنافسات الرياضية والثقافية بالسودان فيما يعرف بسياحة المؤتمرات الجالبة للعملات الأجنبية، والمحركة للقطاعات الأخرى كقطاع الليموزين وتجارة التحف والاتصالات وغيرها. وبالخرطوم تتركز أيضاً المتاحف الكبرى في البلاد مثل متحف السودان القومي ومتحف بيت الخليفة ومتحف التاريخ الطبيعي. ومنظر التقاء النيلين بالخرطوم بالمقرن لا يتكرر في أي مكان بالعالم، ويمكن ربطه بتحليلات دينية وثقافية يمكن أن تجلب العديد من السياح من ذلك أن جبل البركل بالشمالية هو جبل الطور وأن فرعون موسى هو تهراقا النوبي. فمن الخرطوم يمكن أن تنطلق الأفواج السياحية للمواقع الأثرية في النقعة والمصورات بولاية نهر النيل، أو لجبل البركل بالولاية الشمالية. المرافق التعليمية والصحية الراقية: وهذه تتوفر في الخرطوم بصورة واضحة، ففي الولاية الجامعات السودانية الكبرى الحكومية والخاصة، ويمكن لهذه الجامعات استيعاب الآلاف من الطلاب الأفارقة من دول الجوار برسوم بالعملات الأجنبية يمكن أن تمثل رافداً مهماً للبلاد. كما توجد بالخرطوم المرافق العلاجية الراقية، التي يمكن الترويج لها على الأقل للأخوة الأفارقة الذين يحبون السودان والسودانيين. نشير إلى أن الأردن تحقق أكثر من مليار دولار سنوياً من السياحة العلاجية، 300 مليون دولار منها من طين البحر الميت وحده، لدينا مياه كبريتية في العديد من المناطق، والجردقة على ضفتي النيل شمال الخرطوم علاج عجيب لكل أدواء البطن وأمراض أخرى. والله الموفق. د/ عادل عبد العزيز الفكي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته