الأحمدي فرح هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته ملامح (ربيع) سوداني للمعارضة المعارضة السودانية بطبيعة الحال يجب أن تكون هي الند التقليدي للحزب الذي يلعب الدور الرئيسي في حكم البلاد وهو حزب المؤتمر الوطني ؛ وبالتالي دائما ما نجد أن كل من الطرفين يحاولان استغلال أي فرصة إعلامية ليؤكد كل طرف منهما سلامة موقفه وامتلاكه لقواعد سياسية وأنه يمثل نبض الشارع السوداني؛ بينما لو جئنا لحقيقة الأمر ونظرنا للشارع السوداني بنظرة فاحصة فلن يكون من الصعب علينا اكتشاف أن كلا الطرفين لم يقدما الوجه الكامل للحقيقة !! ؛ فمعظم شرائح المجتمع السوداني هي في واقع الحال في حالة غيبوبة سياسية حقيقية؛ من حيث فقدان معظم هذه الشرائح الرغبة في ممارسة العمل السياسي نتيجة لوقوع معظم هذه الشرائح في دائرة من الإحباط وعدم الاقتناع بجدوى العمل السياسي في ظل جو من المماحكات السياسية ومشاهد فقدان المؤسسية في معظم الأحزاب وبعدها الفعلي عن نبض الشارع مما يجعلها في أغلب الأحيان غير جاذبة للمواطن العادي !! وللإنصاف فهناك أحزاب سياسية لها محاولات للتواصل مع نبض الشارع؛ ولكن هذه المحاولات في معظمها هي خبط عشواء وليست بالقدر المطلوب الذي يعزز ثقة الشارع السوداني في جدوى ممارسة أفراده لحقوقهم الدستورية عبر العمل السياسي السلمي والعلني عبر الأحزاب السياسية؛ لذلك نجد أن الشارع السوداني يظل ضيفا شبه دائم في خلافات المؤتمر الوطني مع أحزاب المعارضة حيث يصير هذا (الشارع) محل نزاع بين كلا الطرفين وكل طرف يؤكد أنه يمثل تطلعات هذا الشارع بين معارضة تمني بعض قياداتها النفس بانتفاضة شعبية تفتح لها الطريق لتصل للقصر والبدء في تشكيل حكومة وبين حزب حاكم يتحدث بعض قياداته عن أن الشارع السوداني راض عن أداء الحكومة ولذا فهو لا يستجيب لنداءات المعارضة بينما نصف الحقيقة الغائب عن المشهد وليس غائباً عن الأذهان أن الشارع السوداني غارق في دوامة معيشية صعبة ولا يجد في ممارسات الأحزاب ما يلفت نظره لكي يتوجه صوبها ويعمل من خلالها على تلبية أحلامه وتطلعاته المشروعة!! ولكن في الآونة الأخيرة برزت بعض المظاهر الإيجابية للمعارضة فها هي الأحزاب المعارضة تعمل على إنهاء خلافاتها بنفسها وها هي هالة عبد الحليم رئيس حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) تنجح قبل أيام في طي صفحة من الخلاف بين د.الترابي والإمام الصادق المهدي بعد ملاسنات حادة بين الطرفين امتدت للصحف !! ومما لفت نظري في حديث رئيسة الحركة عن الأمر هو قولها بحسب (السوداني) : (وكما هو معلوم فإن المستفيد الأول والأخير من الانشقاقات والأزمات بين قوى المعارضة هو النظام القائم الذي يفجر ويؤجج مثل هذه الانشقاقات والأزمات ويصب عليها الزيت) مما يعني أن المعارضة بدأت تنتبه وتعمل على (حلحلة) أزماتها بيدها بشكل فعلي وهذا دليل عافية ودليل (ربيع) للمعارضة لا يقل أهمية عن الربيع العربي بالنسبة لنا فطالما ظلت معارضتنا متهمة بالعجز عن تقديم حلول لمشاكلها فكيف لها أن تساهم في حل مشاكل البلاد ؛ لو استمر نهج المعارضة بهذا الشكل الإيجابي وعملت على تقوية كياناتها وعلاقاتها الداخلية وتعزيز ثقة الشارع السوداني بالتواصل معه ومحاولة جعل همومه وقضاياه في أجندتها فلابد أنها سوف تكون بداية حقيقية لربيع سوداني للمعارضة الشابة منها و العجوزة!