بينما تقدم المعارضة (رجل) وتؤخر الأخرى في موضوع المشاركة في الحكومة التي يسعى المؤتمر الوطني لتشكيلها بشكل يجعله ينجح في (طي المعارضة) في جلباب الحزب (العريض والوعاء الجامع) تتشابك الخيوط السياسية حول بلادنا ؛ بين مذكرات من محكمة (أوكامبو!) أو من خلفته في المنصب .. وبين نبرات متباينة في الحدة من قبل الإدارة الأمريكية تجاه بلادنا .. في خضم كل هذا نجد أن المشهد السياسي بدل أن يتجه إلى وضوح ملامحه فإن العكس هو الذي يحدث ! فمشاركة المعارضة في الحكومة وفي ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها بلادنا هو أمر مطلوب جدا ً ولكن في الوقت نفسه مشاركة بطريقة رمادية وبطريقة تقسيم (الكيكة!) هو أمر من شأنه زيادة الوضع السياسي تعقيدا ً بدل أن يساهم في رتق رقعة الخلافات السياسية في البلاد .. فمشاركة المعارضة في الحكم عبر مؤسساتها وبطريقة واضحة المعالم وبنسب (معلومة!) وبشكل علمي بحيث تكون مشاركة هذه الأحزاب الغرض الأساسي منها هو خدمة الوطن لا الترضيات والمحاصصات السياسية هو أمر من شأنه إنقاذ بلادنا من الدوامة التي دخلنا فيها .. أما انتهاج أساليب المشاركة السياسية غير واضحة المعالم فهو أمر من شأنه زيادة تعقيدات الوضع السياسي .. فالوضع السياسي كل ما مر يوم جديد عليه نجده يدخل في مزيد من التعقيدات مع المشاكل السياسية في دارفور والمشاكل الاقتصادية التي تلقي بظلالها على المواطن العادي .. ففي الوقت الذي يدخل فيه أبناء قيادات المعارضة للحكم ويبدأون في أداء واجباتهم التي تعكس ما وصلوا إليه من قناعات بضرورة المشاركة كما جاء على لسان الإمام الصادق المهدي عن نجله عبد الرحمن الصادق أنه قام بتلغيم (العاصمة) استعدادا لإحداث انفجارات ومن ثم تغيير النظام بالقوة !! ثم تحدث الإمام عن أنه قام بإقناع نجله بالعدول عن هذه الأفكار والانخراط في العمل السياسي السلمي وأوضح الإمام تغير قناعات نجله في اتجاه (المشاركة) لقناعاته بعدم تغييره بالقوة !! في الوقت الذي يتحدث فيه الإمام عن المعارضة السلمية نجد أن المعارضة تسير في الاتجاه المضاد .. وتسير في اتجاه التصعيد السياسي وليس تصعيدا سياسيا ً عاديا ً بل هو تصعيد سياسي خطير ينذر بالمزيد من التعقيدات وجاء الحديث عن الأمر من (ابنة) الإمام والتي هي في ذات الوقت مساعد الأمين العام لشؤون الاتصال بحزب الأمة د . مريم الصادق حيث كشفت أول أمس عن هيكل جديد للمعارضة يضم (كل!) القوى السياسية والفصائل المسلحة بمسمى وميثاق جديد لتحقيق التغيير (الشامل!) في البلاد وقالت أن هذا الهيكل سيتم الإعلان عنه خلال الإسبوع الحالي ! يعني هذا أنه خلال اسبوعين يدخل القصر الجمهوري أبناء المعارضة وينشط بقية أبنائها بالخارج لإحداث التغيير - وهو حق لهم طبعا ً إذا كان سلميا ً - أليس هذا زيادة لمشاكل البلاد .. أليس من الأفضل صناعة (ربيع) سوداني وتحقيق سلام شامل وحقيقي عبر صناعة حكومة (إنقاذ) تكون أهدافها انقاذ البلاد من كل المشاكل السياسية والاقتصادية ؟؟ ولابد أن هكذا أمر سوف يجد الدعم والسند الدولي نتمنى أن يكون (الربيع السوداني) ربيعا تشترك فيه المعارضة والحكومة لإنقاذ محمد احمد من مآلات أي أزمات سياسية محتملة .. فهل تستجيب الأطراف السياسية في بلادنا لهذا الأمر وتعمل جميعا ً في صف واحد من أجل صناعة (ربيع انقاذ محمد احمد !!) .. ؟؟ الأحمدي فرح هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته