أعيتهم الحيل وطالت معاناتهم فسدوا الطرقات مرضى الكلى.. الشعب يريد (هيبركس) أسرة أحد المرضى: "ظللنا نتلقى التهديدات من قبل إدارة المركز عقب الفراغ من كل جلسة بأنه لن تكون هنالك جلسة قادمة لعدم توفير المحاليل وها قد تحقق ما كنا نخشاه". زوجة مريض:" لو الراجل ده مات البربي البت دي منو"؟! مصدر طبي: اللأطباء لم يصرفوا مرتباتهم منذ شهرين ولم يتسلموا الأجر الإضافي قرابة العام، وفوق كل ذلك يصرفون على المرضى. تقرير: محمد البشاري تصوير: سعيد عباس احمد طلب "ليس هناك سوى وعود متكررة، لا جديد فيها".. هكذا رددت زوجة أحد مرضى الفشل الكلوي، عسى ولعل يصل حديثها لقيادات الدولة العليا لتتدخل لحل مشكلة مرضى الكلى بمستشفى الخرطوم والذي يعتبر من أكبر المراكز على مستوى الدولة، وقالت الزوجة والعبرة تسد حلقها فى أعقاب إغلاق العشرات من المرضى شارع السكة حديد وافتراشهم الأرض أمام بوابة المستشفى من الناحية الجنوبية مما أدى لتجمهر المئات من المواطنين أمس وسط إجراءات أمنية مشددة فيما قالت الزوجة إن مرضى الكلى ظلوا فى حالة تهديد دائم من قبل إدارة المستشفى بعدم إجراء الغسيل الدوري للمرضى فى الجلسة القادمة بدواعي عدم توفر المحاليل إلى أن فوجئوا صباح الأمس بتوقف الأطباء عن العمل لعدم صرف رواتب شهرين الأمر الذي دفعهم لإغلاق الشارع. بحلول ظهيرة الأمس أغلق العشرات من مرضى الكلى بمستشفى الخرطوم شارع السكة حديد الواقع بالقرب من مستشفى الخرطوم مما أدى لتغيير مسار حركة المرور للعبور عبر كبري المسلمية. الطريق الذى عرف بازدحامه شهد حدثا هو الأول من نوعه فمنظر المرضى وهم يفترشون الاسفلت ينم عن إهمال واضح تجاه العشرات من مرضى الكلى دفعهم لإغلاق الشارع فى خطوة للضغط على قيادات الدولة لاتخاذ خطوات تصحيحية لمواقف الصحة بالبلاد. مطالب محدودة طالب المرضى وذويهم بضرورة تدخل رئيس الجمهورية ووزير الصحة الاتحادي لحل مشكلتهم المتمثلة فى توفير المحاليل من قبل المركز القومي للكلى لحل ضائقة المرضى وتجنيبهم إجراء عمليات غسل الكلى فى المؤسسات الخاصة والتى وصفوها بأنها فوق طاقتهم، وأوضح من تحدثوا منهم ل(السوداني) أن توفير معينات العملية يجنب الدولة الكثير لجهة أنهم يقومون بشراء جميع مستلزمات عملية غسل الكلى من مادة "الهيكسين" والقسطرة الدائمة والتى تكلف المريض (750) جنيها، وطالب المرضى بضرورة حل مشاكل الأطباء داخل مركز الكلى بالمستشفى حتى يتسنى لهم تقديم خدمة طبية متميزة، وأشار المرضى الى جهود أطباء المركز وتكفلهم بنفقات بعض المرضى ودفعهم من مالهم الخاص لسد حاجة الأطباء، وقالوا إن سبب توقف المركز عن العمل يعود لإضراب الأطباء عن العمل يوم أمس لعدم صرفهم مرتباتهم لشهرين وعدم التزام إدارة المستشفى بصرف الأجر الإضافي للأطباء منذ أبريل الماضي مع العلم بأن الأطباء بالمركز يعملون ل (16) ساعة فى اليوم عبر أربع ورديات ، مما دفع الأطباء إلى اتخاذ قرارهم بالإضراب عن العمل يوم أمس وقاموا بمخاطبة المرضى صباح أمس بتوقفهم عن العمل مما دفع المرضى وذويهم للخروج الى الشارع وإغلاقه حتى تحل كافة مطالبهم بحسب قولهم. وقالت زوجة أحد المرضى للسوداني إن زوجها يعاني منذ فترة طويلة من الفشل الكلوي ويقوم بعملية غسيل مستمرة فى المركز باعتباره أكبر المراكز على مستوى البلاد وأضافت :"ظللنا نتلقى التهديدات من قبل إدارة المركز عقب الفراغ من الجلسة بأنه لن تكون هنالك جلسة قادمة لجهة عدم توفير المحاليل للمرضى من قبل المركز القومي للكلى وها قد تحقق ما كنا نخشاه". وفى ذات السياق قاطعتها زوجة أحد المرضى وقالت بحسرة واضحة: "نحن نقوم بشراء كافة متعلقات عملية الغسيل من جيوبنا لجهة أن الدولة لا تريد الاضطلاع بمسئولياتها تجاه المرضى"، وأشارت إلى عدم تراجعهم عن المطالب، مطالبة بالتدخل الفوري لرئيس الجمهورية لحل الأزمة، وقالت: (لو الراجل ده مات البربي البت دي منو) وشنت هجوما عنيفا على القائمين على أمر المركز القومي للكلى، وقالت إنهم يعانون فى شراء الأدوية المتعلقة بعملية الغسيل خلال الجلسة، مؤكدة على عدم قدرتهم على العلاج وإجراء الغسيل الدوري بالمؤسسات الخاصة. تواجد أمني تواجدت الشرطة والقوات الأمنية بصورة مكثفة حول موقع الحدث وحاول ضباط من الشرطة المكلفين بتأمين الحدث؛ التدخل لحل المشكلة القائمة إلا أنهم اصطدموا بجدار الرفض من قبل المرضى وذويهم ، فيما هبت القيادات التنفيذية بالمستشفى للموقع وطالبوا المرضى وذويهم بالدخول للمستشفى للتحاور ووعدوهم بحل القضية بصورة فورية مما أدى إلى انقسام حاد وسط المرضى وذويهم ما بين مؤيد للأمر ومعارض له إلا أنه وفى خاتمة الأمر رضخ المرضى للأمر وقاموا بإفساح المجال للعربات بالتحرك مع تأكيدهم على معاودة إغلاق الطريق مرة أخرى فى حال عدم تنفيذ كافة مطالبهم. وحمل مصدر مطلع بمركز الكلى بمستشفى الخرطوم فى حديثه ل(السوداني) المركز القومي للكلى مسؤولية ما وقع من أحداث لجهة عدم توفيره للمحاليل وكل ما يلزم عملية غسل الكلى، مؤكدا أن إضراب الأطباء نتاج طبيعي لسياسات المستشفى بعدم صرف رواتب شهرين للأطباء بالإضافة لعدم تسلمهم للأجر الإضافي منذ أبريل الماضي، وأشار المصدر ذاته – الذي فضل حجب اسمه - إلى أن الأطباء وخلال تلك الفترة ظلوا يقومون بالصرف على المرضى من مالهم الخاص، واعتبر أن ما تم من قبل المرضى وذويهم نتاج طبيعي لعدم التزام المركز القومي للكلى للقيام بواجباته تجاه المرضى مما حدا بالمرضى للخروج للشارع وإغلاقة فى وجه المركبات تعبيرا عن غضبتهم تجاه العملية الصحية بالولاية، وقال إن الأطباء يعملون فى اليوم الواحد (16) ساعة بنظام الورديات والتى قسمت الى أربع وفى أحيان كثيرة تزداد الى خمس ورديات لافتا الى أن الوردية الواحدة تستقبل (116) حالة وفى ظل تماطل المركز القومي عن دعم المركز. وزاد:"نحن بنمشي المركز يعطونا (10) محاليل (هيبركس) – تستخدم فى غسيل الكلى- نعالج بيها منو من الحالات الكثيرة التى تأتي للمركز"، لافتا الى ضرورة إيجاد معالجات فورية للمشكلة والتى قد تتسبب فى فقدان الكثيرين لأرواحهم. إحباط تام كشفت جولة (السوداني) وسط المرضى المعاناة التى ضربت بأطنابها أحوال المرضى ودخولهم فى حالة من الإحباط التام مع ملاحظة تورم أقدام بعض المرضى بصورة مخيفة لعدم إجراء غسيل كلى للمرضى فى التوقيت المحدد كما لاحظت عدم قدرتهم على تناول المياه لجهة تسبيبها لأضرار للمرضى حال تناولها. المصورون في (البوكس) ونجم عن التواجد الأمني الكثيف قيام أفراد من السلطات الأمنية المرابطة باعتقال بعض الزملاء المصورين وإيداعهم بعربة بوكس وعقب محاولات من قبل الصحفيين نجحت المساعي بإطلاق سراحهم وتسليمهم لكاميرات التصوير عقب تفريغ المادة التى تم تصويرها، فى الوقت ذاته طالب مدير العلاقات العامة والإعلام الصحفيين التوجه لمكتب المدير العام لتلقي تنوير عن الأحداث من قبل وكيل وزارة الصحة وظل الزملاء الصحفيين فى حالة ترقب للتنوير حتى سئموا الانتظار وخاب مسعاهم إلا أن مدير العلاقات العامة عاود الكرة مرة أخرى واستدعى الصحفيين لمكتب نائب المدير العام للتنوير إلا أن محاولاته لم تفلح. فيما لاحظت (السوداني) تجمهر المئات من المواطنين المساندين لقضية المرضى وذويهم، فى وقت قطع مئات من المواطنين المسافات راجلين للوصول لموقف كركر فى أعقاب إغلاق المرضى للطريق وتمددهم على الطريق فى مظهر جسد المعاناة الحقيقية للمرضى. من جهتها تصرفت قوات الشرطة بحكمة وعقلانية تامة تجاه موقف إغلاق المرضى للطريق باتخاذ الحوار كمبدأ لحل القضية دون المساس بالمرضى وذويهم ومحاولة التخفيف عنهم ووعدهم بمناقشة الأمر مع جهات الاختصاص لحل القضية إلا أن مبادراتهم فشلت تماما فى حل القضية وتلاحظ تدخل قيادات من إدارة المستشفي الذين تمكنوا من إقناع المرضى بحل المشكلة بصورة فورية.