أعضاء خارج الشَّبكة..!! تحقيق: إنعام الطيب، ياسر الكُردي وإشراقة مكي مازالت حلقات (مسلسل) مستشفى بحري، والذي تدور (حكايته) حول ثلاث أنفس عزيزة، غادرت دُنيانا الفانية لأنها احتاجت بشدِّة ل(شوية) أوكسجين، لكن تعاسة حظها جعلتها تحتاج لهذا (الأوكسجين) بمستشفيات (الدولة!!!)، ولذا هيهات لها أن تجده حتى خروج الروح، ما زالت تتواصل!!.. نقول من خلال الوقائع التي أمامنا إنَّ حلقات هذا ( المسلسل المكسيكي) ستطول.. بدليل أنه في الوقت الذي نفى فيه التقرير الختامي للجنة تقصي الحقائق وجود أية علاقة مباشرة بين وقوع حالات الوفيات ونقص الاوكسجين، قطع عضو أصيل في نفس اللجنة بأن فقرة (مفصلية) في ذلكم التقرير لم تكن موجودة البتة في النسخة التي وقَّعوا عليها، لكن لأنَّ في (السودان!!) كل شيء جائز، فقد وجدوها في النسخة التي سُلِّمت إليهم في المؤتمر الصحفي مثلهم ومثل أي (إعلامي!!) أتى لتغطية ذلكم المؤتمر العجيب. في السطور التاليات، نضعكم أمام أهم ما ورد في تقرير لجنة تقصي الحقائق، ومن ثمَّ نستمع جيداً لشهادة عضو ألجمته الدهشة لتقرير لجنة هو أحد أعضائها؛ دكتور ياسر ميرغني!!.. ونختتم بما قاله لنا رئيس اللجنة الاستاذ أشرف عبد المجيد السراج، فمعاً الى التفاصيل. الوصول إلى ( الحقيقة)..!! بدءاً يُمكن حصر أهم ما ورد في التقرير الختامي للجنة تقصي حقائق مستشفى بحري في الآتي: بناءً على القرار الوزاري رقم وخ/وص/44/أ/1بتاريخ 18/1/2012م والذي صدر من وزير الصحة بولاية الخرطوم تم تكوين لجنة التحقيق وفقاً لصلاحيات مُحددة تتمثل في الآتي: اولا: الوصول للحقيقة التي تسببت في وفاة ثلاثة مرضى رحلوا يوم 19/1/2012م بمستشفى بحري وذُكر أنهم توفوا بسبب نقص الاوكسجين. ثانيا: لقاء كل المسئولين بإدارة المستشفى – الإدارة العامة وإدارة الحوادث-. ثالثا: تحديد ما إذا كانت الوفاة فعلا لنقص الاوكسجين وإن كانت كذلك فأين يكمن الخلل ومع تحديد المسئولية. رابعا: وضع موجهات عامة. بدأت اللجنة في عقد اجتماعاتها اعتبارا من 21/1/2012م وحتى 25/1/2012م يوميا. ومن خلال تلك الاجتماعات استمعت اللجنة لكل من اخصائي الطوارئ المعالج والمتابع لحالة المرضى المتوفين، السسترات المسؤولات عن متابعة حالة المرضى المتوفين، مدير طبي الطوارئ المناوب، مسؤول الإمداد عن الاوكسجين في الطوارئ، المدير الإداري للطوارئ، الطبيب المشرف على العمليات والاوكسجين والغازات، مساعد المدير العام السابق للطوارئ، مساعد مدير عام المستشفى، مدير عام المستشفى، مندوب شركة الهواء السائل للاوكسجين، المدير العام للشركة العربية (مورد اوكسجين). وحسبما ورد في التقرير فقد تم أخذ أقوال جميع المذكورين عاليه بعد أداء القسم وتم التوقيع من جانب كل شاهد على الأقوال المأخوذة منه. طُلب من مساعد مدير عام مستشفى بحري استدعاء مرافقي المرضى المتوفين لأخذ أقوالهم تحقيقا للعدالة والشفافية، لكن مساعد المدير أفاد بتعذر استدعائهم وذلك بعد البحث الذي قام به والسبب هو عدم وجود عناوين أو أرقام هواتف لهم. حيث إن المستشفى لا تقوم بمثل هذه الإجراءات، وقد أمَّن مدير عام المستشفى على ذلك. فزُّورة التوصيات..!! بعد (45) سطراً من (الشرح!!)، توصَّلت اللجنة الى أن المريضة (المتوفاة) بهية دهب حسين (80) عاما، والمريض المتوفى بابكر محمد بشير (90) عاما تُوفِّيَا لأسباب لا علاقة لها البتة بالأوكسجين. وحتى هُنا فلن نقول غير (كل شيء جائز!!).. لكن هيَّا بنا الى ماورد في شأن المتوفى الثالث فقد قالت اللجنة (الموقَّرة!!): أما عن المريض المتوفى الثالث الأمين محمد الأمين (55) سنة ف(رغم) أن وفاته كانت في الثامنة من صباح يوم 10/1/2012م؛ و(لم يكن) هنالك حينها اوكسجين متوفر بقسم الطوارئ (رغم) حاجة المريض المتوفى له. (لكن) مع ذلك ف(المُرجَّح) أن سبب الوفاة هو (الالتهاب الرئوي الاستنشاقي) و( لا يمكن) الجزم بأن (عدم) توفر الاوكسجين هو السبب المباشر للوفاة. وهنا حريٌّ بنا نحن – إنعام الطيب- ياسر الكردي وإشراقة مكي- أن نوضِّح أن الكلمات الواردة بين الأقواس (من عِندِينا) حتى لا نُخاطب من قِبل (اللجنة الموقَّرة!!) بعبارة: (من أين لك هذا؟!..). ( اللحم الحي..!!) يقول الدكتور ياسر ميرغني: إن غرائب وعجائب لجنة تقصي حقائق مستشفى بحري بدأت منذ عملية الاختيار، فمثلاً أنا تم اختياري باعتبار أنني ممثل لحماية المستهلك لكن الربكة بدأت منذ الدعوة للاجتماع الأول يوم السبت حيث أن الخطاب وصلني يوم الخميس ولم أكن (شغَّال) في ذلكم اليوم ولذا لم أتمكن من الحضور إلا لاجتماع يوم الأحد (الاجتماع الثاني) وفيه قال دكتور ضياء أخصائي الطوارئ بالنص: (نحنا مابنقدر نعرف إن العيانين ديل ماتوا بنقص الاكسجين إلا ننبُش القبور ونشرّح الجثث عشان نتأكد هل الوفيات كانت بسبب نقص الاكسجين أم لا). لكن هنا تدخَّل وزير الصحة - بروف مأمون حميدة – قائلاً: لا ياضياء نحن دايرين اللجنة تقول لينا لمَّا الناس ديل ماتوا كان في اكسجين في الحوادث أم لا ). ويمضي د. ياسر ميرغني بقوله: بالتالي فعمل اللجنة كان واضحاً ولذا عملنا بمهنية وتجرد وصدق وثقة كاملة في بعضنا وتعاملنا مع ال(14) شاهد الذين قدموا إلينا بعد أدائهم لليمين وسمعنا أقوالهم، وقد كنتُ شخصياً مع اللجنة التي كان رئيسها أشرف السراج ومقررها دكتور الخاتم الياس وضياء عجيب في الطوارئ ودكتور خالد سعد ممثل وزارة الصحة والاستاذ الفاتح حمد النيل ممثل صحيفة أخبار اليوم وقد واصلنا عملنا بكل همة لمدة خمسة أيام وكانت اجتماعات مضنية تستمر من العاشرة صباحا حتى الثالثة عصرا وكتبنا تقريرنا الختامي في نفس المحضر ووقَّعنا عليه. وفيه أوضحنا أن المريضة (بهية) عندما توفيت كان الجهاز الاوكسجين (مركب) لها. أما المريض الثاني بابكر فكان الاكسجين مركب له لكن عندما توقف قلبه وحصل له إنعاش قلبي وكان محتاجا للاكسجين لم يكن متوفرا حينها.. وهذا ما قمنا بكتابته بكل وضوح ووقفنا عند هذه النقطة لنبدأ بعدها بفقرة جديدة أشدنا فيها بتعاون المرضى وسلمنا التقرير يوم الأربعاء 25 /1/2012م ثم انتظرنا أسبوعا لعقد المؤتمر الصحفي .. لماذا ؟؟.. لا أعرف..!! تلبيس وتدليس ..!! يقول دكتور ياسر ميرغني: كان ينبغي على رئيس اللجنة أن يستدعينا نحن الستة أعضاء لكيما نوقَّع على التقرير بدلاً من أن يقوم بتسليمه للوزير بعد أن وقَّع عليه هو – رئيس اللجنة- ومقررها، وهنا أُبرِّئ ذمتي أمام الله والناس أجمعين بأن هناك فقرة زُجَّ بها في التقرير النهائي وغيَّرت كل شيء وهي :(والمرجح أن سبب الوفاة هو الالتهاب الرئوي الاستنشاقي ولا يمكن الجزم بأن عدم توفر الاوكسجين هو سبب الوفاة).. هذه الفقرة أُدخلت عمداً لحاجة في نفس من أدخلها وصاغها، كأنما أريد بها تبرير موقف شخص ما..!!. ولذا لنا أن نشُكِّك أن الهدف منها مخارجة شخصٍ ما، عليه فأنا شخصياً ياسر ميرغني لن أشارك لاحقاً في أية لجنة طرفها وزارة الصحة بولاية الخرطوم. لأنَّ أبسط ما وجدناه أن وثيقة حقوق المرضى لا تطبق بشكل كافي في مستشفى بحري ولا توجد عناوين واضحة في ملف المريض ووضعنا توصية توجب كتابة العنوان بشكل واضح وكامل وأي أخصائي لا بد أن يكتب اسمه بالكامل مصحوبا بختمه أسوة بكل الأطباء في العالم، لذلك سنراقب توصياتنا التي كتبناها في التقرير ولكن نقول إن المريض الأمين محمد الأمين مات لأنه كان يحتاج الى الاكسجين ولم يكن موجوداً. تلاعب بالألفاظ..!! ويذهب د. ياسر ميرغني لأبعد من ذلك حين يقول: "أنا شخصياً كعضو لجنة لم أستلم هذا التقرير إلا في المؤتمر الصحفي ولذا لم أتحدث في المؤتمر الصحفي لأنني لم أملك التقرير فقد استلمته مع الصحفيين الذين حضروا المؤتمر. علما بأنني سبق وأن اشتركت في أكثر من 15 لجنة وكانت كل تقارير اللجان تعرض علينا في اجتماع خاص ويتم التوقيع عليها – التقارير - إلا هذه اللجنة رغم أنها بدأت بمهنية عالية وكان يجب أن تنتهي بنفس تلكم المهنية إلا أنه وللأسف الشديد تم تزوير تقريرها الختامي خلال ال(6) أيام التي تم فيها تسليم التقرير للوزير. فجاءت كلمات من شاكلة (نرجح ولا نجزم). وهي لا تمثل سوى تلاعب بالألفاظ سأكشفه لكم أنا ياسر ميرغني في لقاء قادم فهنالك المثير الخطير الذي قيل في المحضر وأمام الشهود. المثير الخطير..!! ولمعرفة قليل من (المثير الخطير) الذي وعد به دكتور ياسر قال: لقد أقسم دكتور مجاهد - المسئول عن الأكسجين- أقسم باليمين أن دكتور احمد يعقوب المدير العام قال له ما تودي أوكسجين للطوارئ؛ مالك ومالها. لكن دكتور احمد يعقوب وفي رده على اللجنة قال: (أنا كُنت بهظِّر معه)!!. أيضا من الأشياء التي لا بد من ذكرها أن دكتور مزمل ودكتورة وصال أخصائية طوارئ طلبوا أكثر من مرة مقابلة دكتور احمد يعقوب بمكتبه إلا أنه رفض مقابلتهم قبل الحادث ورفعوا له أكثر من تقرير. لكن المدير العام قال إنه عندما جاء وجد فوضى في الاوكسجين ولذا أوقف كل الشركات والتجار الذين كانوا يتلاعبون في الاكسجين واعتمد فقط على الشركات المنتجة وهي شركة الهواء السائل والشركة العربية التي وقع معهم وهي نقطة تحسب له للأمانة. واختتم د. ياسر بقوله إنه سيقوم برفع دعوى ضد رئيس اللجنة لنقابة المحامين وأخرى مماثلة ضد مقرر اللجنة. بعد أيه ..؟؟!! ويمضي د. ياسر ميرغني بقوله: من خلال عملنا باللجنة وجدنا أن استهلاك الحوادث يومياً مابين 25 الى 35 أسطوانة غاز أوكسجين ويوم 8 يناير أي قبل الحادث بيوم واحد كانت الشركة العربية قد أحضرت 25 اسطوانة وشركة الهواء السائل أحضرت 35 أسطوانة ليكون المجموع 60 أسطوانة ما يعني أن الاوكسجين كان موجودا إلا أنه ليس في الحوادث علماً بأنها أكثر الأقسام حاجة له. أما دكتورة مزاهر فعندما سُئلت - على اليمين – عن لماذا كتبت أن الثلاثة ماتوا بسبب الاوكسجين أجابت بقولها: (لأنَّ دكتور مزمل قال لي في الصباح لمَّا جبت الأسطوانة جبتيها بعد شنو؟؟ بعد الناس ماتوا!!.. ولذلك كتبت أنهم ماتوا بسبب نقص الاوكسجين). حرب بيانات في الطريق..!! لكل ماورد عاليه كان لزاماً علينا أن نسعى سعياً حثيثاً لسماع رأي رئيس لجنة التحقيق الأستاذ أشرف عبد المجيد السراج والذي قدَّمنا له أسئلة مباشرة جداً هي: هل كل أعضاء اللجنة قاموا بالتوقيع على التقرير الذى تم توزيعه فى المؤتمر الصحفي فأجاب بنعم وأضاف بأن التقرير خلاصة لمحضر قمنا بصياغته جميعا والمحضر اشتمل على نتائج التحقيق مع ستة عشر شاهدا فى ستة اجتماعات كان آخرها الاجتماع الذى تمت فيه الصياغة النهائية والتوقيع عليه من قبل كل أعضاء اللجنة وأنا وكل أعضاء اللجنة مسئولون عنه حيث تم رفعه للسيد الوزير وتم تسليم نسخ منه لكل الحاضرين فى المؤتمر الصحفي الذى عقده السيد الوزير. وبسؤالنا له عما ورد فى التقرير من فقرات أكد عدد من أعضاء اللجنة أنهم لم يروها ولم يوقعوا عليها؛ قال رئيس اللجنة: أنا لن أرد على حديث هؤلاء لكني سأصدر بيانا. لكن د. ياسر ميرغني قال رداً على حديث الأستاذ أشرف عبد المجيد السراج: نتحدى رئيس اللجنة أن يكشف للرأي العام محضر التحقيق الذي وقعنا عليه .. لماذا لم يطلب منا التوقيع على التقرير الذي عرضه في المؤتمر الصحفي أمام الصحفيين لماذا وقع عليه هو ومقرر اللجنة وحدهما فقط. العبارة التي وردت مثار الجدل ليست عبارة قانونية وإنما طبية. السؤال لماذا وافق على إضافتها دون علمنا ولمصلحة من؟. مأمون حميدة طلب من اللجنة في الاجتماع الأول أمام الصحفيين(عادل سيد احمد وهويدا سر الختم) معرفة إن كان هناك أسطوانات اوكسجين أم لا ساعة الوفاة. وزارة الصحة على الخط أما وزارة الصحة الولائية فقد أصدرت بياناً تلقت (السوداني) نسخة منه قالت فيه إن اللجنة عملت بكل شفافية دون أن يكون للوزارة علاقة بمحتوى وخلاصة تقريرها حيث إنها تركت للجنة تقصي الحقائق وكامل حرية العمل بغية الوصول للحقائق. وإن العضوان د. ياسر ميرغني، أمين عام جمعية حماية المستهلك، والاستاذ الفاتح الأمين مستشار تحرير صحيفة أخبار اليوم شاركا في أعمال اللجنة منذ البداية وحتى الإعلان النهائي للتقرير ولم يعترضا عليه حتى لحظة إعلان المؤتمر الصحفي ولم يعترضا لدى السيد الوزير لإبداء وجهتي نظرهما حول الفقرة التي ذكراها في بيانهما.