قرأت فى الصحف أن وفداً شبابياً سودانيا قد حضر مؤخرا مؤتمرا فى إيران عن الصحوة الإسلامية!! حقيقة استغربت من هذا المؤتمر الإسلامي الإيراني باسم الصحوة الإسلامية المفترى عليها فى حين تدعم الحكومة الإيرانية نظام البعث السورى وهو أكثر الأنظمة إعلانا واعتزازا بعلمانيته ومحاربته لأي نوع من الصحوة الإسلامية منذ استيلائه على السلطة بالقوة عبر الانقلابات وليس إرادة الشعب السوري. إن أنظمة البعث سواء كانت فى سوريا أو العراق ظلا حربا صريحا على الفكر الإسلامى بل حدثني من أثق فيهم أنهم يحاربون أي موظف أو عسكري يصوم رمضان أو يؤدي صلاته بانتظام.. لقد انتهج النظام الإيراني سياسة مزدوجة تجاه البعث العراقي والبعث السوري؛ ففي حين حاربت إيران البعث العراقي بقيادة الهالك صدام حسين دعم النظام الأيراني نظام البعث السوري ووقف ضد إرادة الشعب السوري الثائر فقد ظل النظام السوري بقيادة أسرة الأسد الأب والأبناء والحرس القديم القتلة ينتهكون حرية وكرامة السوريين ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويعدمون الشباب ما نقموا منهم إلا أنهم يؤمنون بحريتهم وكرامتهم. أي صحوة إسلامية تتحدث عنها قيادة النظام الإيراني؟. لقد ظل نزيف الدم مستمرا فى سوريا منذ أن جاء هذا النظام البعثي المجرم الظالم وقدم الشعب السوري آلاف الشهداء والجرحى والذين هربوا للخارج هربا من المجازر الوحشية التى يقوم بها الجيش البعثي العقائدي العلماني وشبيحة النظام. مالم ترفع إيران يدها عن النظام البعثي السوري فلن يعتقد أحد أنها تدعم صحوة إسلامية بل سنعتقد جازمين أنها مجرد وسيلة للتدخل فى شئون الآخرين لمصالح دنيوية وأهداف مذهبية ضيقة بحتة لا صلة لها بالإسلام الصحيح الذى نعرفه نصيرا للضعفاء والمقهورين وليس نصيرا للظلمة والقتلة مصاصي دماء الشعوب. أحداث مصر ما حدث فى مصر من فوضى عارمة فى مباراة بورسعيد لا أشك مطلقا أنها بتدبير الذين أداروا معركة الجمل فى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير 2011 العظيمة المباركة. واضح أن فلول نظام مبارك الذين كانوا يمسكون بمفاصل السلطة لأكثر من ثلاثين عاما لا يريدون أن يفقدوا سلطتهم ونفوذهم وثرواتهم، ولا شك عندي أن المجرمين أمثال وزير الداخلية السابق العادلي وضباطه الذين قتلوا الثوار فى ميدان التحرير والذين قد يواجهون أحكاما قاسية قد ترقى الى الإعدام أو السجن مدى الحياة وتجريدهم من أموالهم، وأولئك اللصوص من سماسرة نظام مبارك الذين جمعوا الأموال حراما من عرق الشعب المصري وحتى الرئيس مبارك وأبناؤه الذين فقدوا السلطة فجأة.. كل أولئك يستغلون سماحة الشعب المصري والتزام النظام الجديد بمحاكمات عادلة لم يعطها نظام مبارك ولا الثورة المصرية منذ يوليو 1952 لمعارضيها. هؤلاء اللصوص المجرمون يخططون لفوضى عارمة يعتقدون أنها ستقلب الأوضاع وربما تعيدهم للسلطة لينجوا جميعا من العقاب.. ولكن هيهات. ورغم ذلك فرغم ما يحدث من فوضى فهو أمر طبيعي لأي ثورة، فقد حدث ذلك في الثورات العالمية الشهيرة كالفرنسية والإنجليزية والأمريكية ولكنها جميعااستقرت فى نهاية الأمر. إن الثورات الكبرى مثل الزلازل لها ارتداداتها ولكن سرعان ما تستقر الأوضاع وتعود المياه لمجاريها.. سلمت مصر من كل شر.