بعد خسارته لسباق ثمانمائة متر في دور الألعاب الأولمبية بسدني 200 أمام العداءالكيني الذي تخونني الذاكرة عن اسمه والتي كانت مفاجئة لكل خبراء ألعاب القوى قال العداء المغربي القروج في المؤتمر الصحفي الذي أعقب السباق وهو يبكي قال إنني تعرضت لضغوط نفسيه كبيرة ولم أنم الليلة السابقة لأن الكل كان ينتظرني شعب بلدي والشعب العربي وتلقيت العديد من الاتصالات من الملك وحتى أختي الصغيرة فخسرت بسبب هذه الضغوط وأنا آسف لأنني فشلت في تحقيق حلمهم. تذكرت حديث القروج الذي كنت حاضراً له من خلال مشاركتي في تغطية تلك الدورة تذكرته عقب خروج منتخبنا الوطني من نهائيات أمم إفريقيا بعد الخسارة التي تعرض لها أمام نظيره الزامبي والتي أطاحت بحلمنا في الصعود إلى المربع الذهبي وهي بلاشك مؤلمة لأننا ومن واقع ماقدمه في الدور الأول لم يكن يستحقها بعد أن تفوق على منافسيه الثلاثة أداء على ساحل العاج وانجولا وأداء ونتيجة على بوركينا فاسو وأظهر مستوى أفضل من كثير من المنتخبات المشاركة في البطولة. وقد وضح منذ بداية المباراة أن اللاعبين دخلوا الملعب تحت ضغوط نفسية بعد أن ارتفع الطموح وزاد الاهتمام الإعلامي المحلي والعالمي باللاعبين وبدأ الحديث عن الاحتراف ومتابعة أعين السماسرة ومنهم من تلقى بالفعل اتصالات فأثر كل ذلك في تركيزهم وعلى لياقتهم الذهنية فشاهدنا الانفعال والذي أدى لنيل البطاقات وحتى سيف مساوي الرزين نال صفراء ثم إحمرت كما يقولون . كل الفرق والمنتخبات الكبيرة تحرص على وجود طبيب نفسي يعمل على تهيئة اللاعبين نفسياً قبل كل مباراة خاصة في المباريات الكبيرة التي يوجد فيها ضغط جماهيري وتؤثر نتيجتها على موقف الفريق في المنافسة وقد شاهدنا حتى الهلال والمريخ كيف يعانيان في المباريات الحاسمة. منتخبنا خسر نتيجة الضغط النفسي الذي ولد الأخطاء الفردية وأثر على مستوى اللاعبين خاصة الكبار وعلى رأسهم بشة الذي واجه اهتماماً إعلامياً كبيراً لم يتعوده من قبل فافقده التركيز وقد كنت أكرر في اتصالي اليومي بالبعثة أننا نطالب اللاعبين بأداء مباراة زامبيا بأعصاب هادئة وكأنها مباراة عادية فلا أحد يلومهم إن خسروا وصعودهم إلى ربع النهائي في حد ذاته معجزة قياساً بماتوفر لهم من معينات. خسرنا بالأخطاء الفردية وقدم منتخبنا ما أقنع بأننا عائدون بقوة ويكفي لاعبينا أنهم وضعونا ضمن أفضل ثمانية منتخبات في القارة الإفريقية وسيتقدم تصنيفنا في الدولي في الشهر القادم. من هنا نبدأ وعلينا أن نلتف حول المنتخب وأن يخضع الاتحاد هذه المشاركة لدراسة للاستفادة منها ونحن مقبلون على مباراة حاسمة نحافظ بها على مقعدنا في نهائيات أمم إفريقيا القادمة 2013 ونحقق حلم الصعود إلى نهائيات كأس العالم 2014 بإذن الله ولما لا وقد وضح أننا نملك لاعبين مميزين قدمتهم هذه البطولة خاصة الذين شاركوا لأول مرة أكرم الهادي وبشة ونزار حامد ومعاوية فداسي وأمير كمال مع نضوج سيف مساوي وعلاء بابكر وبلة جابر ومدثر كاريكا ومصعب عمر. يستحق المنتخب الاستقبال وهو يعود فجرالغد وكالعادة بادر المشجع القومي فضل الله الصحاف بقيادة الاستقبال وهو الذي ظل دائماً في وداع واستقبال المنتخب . حروف خاصة أسفت والله وأنا أطالع أمس بعض الأعمدة في صحافة التعصب والتي أبدى كتابها شماتة في خسارة المنتخب . شماتة من خسارة منتخب الوطن لأنهم ينظرون إليه بنظرة الميول الداخلية وهي كتابات تجسد بحق المحنة التي تعيشها الصحافة الرياضية التي ابتلاها الله بأقلام أفسدت المهنة ونالت من شرفها. أقلام تتغزل في فرق أنديتها وتجد لها العذر إن أخفقت وخرجت من الجولة الأولى وتشمت في منتخب حقق إنجازاً زين به تاريخنا بعد لقب 1970 والعزاء ماناله اللاعبون والمدرب من آراء إيجابية وإشادة من خبراء اللعبة والإعلام من الخارج. مؤسف أن يصل الحال بأن يصف أحدهم صعودنا إلى ربع النهائي بأنه كذبة. غداً نعود بإذن الله وغداً أكتب عن القائد الاستثنائي هيثم مصطفى الذي حقق مالم يحققه أي لاعب في تاريخ المنتخب الوطني.