احتفل رايلا أودينجا رئيس وزراء كينيا بعيد ميلاده السابع والستين ثم غادر إلى جوبا ليحتفل بتوقيع عقد الأنابيب مع دولة جنوب السودان. ولد أودينجا غربي كينيا وتزوج (بيتي) ورزق منها ثلاثة أطفال. وهو رجل ديمقراطي علماني غربي في كل شيء إلا في (حقوق الشواذ) حيث يدعو إلى إلقاء القبض عليهم. وصل إلى رئاسة الوزراء في إبريل 2008 رغم أنه خسر الانتخابات الرئاسية كمرشح في 2007 أمام مواي كيباكي إلا التسوية المدعومة من الدول الغربية قضت بقسمة السلطة بينه وبين كيباكي. أودينجا كان ضد قانون مكافحة الإرهاب وهذا سبب تباطؤ أمريكا في دعمه واستعجالها بتهنئة كيباكي بالفوز ولكن سرعان ما وصلت الرسالة للسيد أودينجا وغير مواقفه تماماً وسارع بالتطبيع مع إسرائيل. وفي نوفمبر 2011 زار تل أبيب وطلب الدعم لمكافحة الإرهاب ومهد بكل عناية لزيارة سلفاكير التي تمت بعد زيارته بشهر. خلال فترة (سلام نيفاشا) كان أودينجا مشرفاً على كل عمليات التسليح لدولة الجنوب بالإضافة إلى التجارة البرية والاستثمار الكيني في الجنوب الذي يستحوذ الآن على نصف اقتصاديات الجنوب ومتوسعاً في النصف الآخر على حساب يوغندا والحركة الشعبية الحاكمة! ويخطط أودينجا إلى تخصيص ميناء لامو بالكامل لدولة الجنوب الحبيسة مع طريق بري وسكة حديد مملوك لشركات (كينية جنوبية) وليس تصدير النفط فقط الذي قد لا يتم لعدم جدواه الاقتصادية. صار أودينجا من المؤيدين لدخول الجيش الكيني في المستنقع الصومالي ومن المؤيدين للقطيعة الكاملة بين الخرطوم و جوبا. ولا يبدي ترحيباً بإحداث تحول ديمقراطي في الجنوب بالرغم من أنه ينتمي إثنيا لمجموعة اللوو والتي تتحدث بذات رطانة الشلك والجور والأشولي، ولذلك هو لغوياً مع لام أكول وسياسياً مع (دينكا بحر الغزال) ..! ينتمي الكينيون الأفارقة إلى نحو 40 مجموعة عرقية مختلفة. أكبر مجموعة هي كيكويو ومنها (كيباي)، وتشكل حوالي 20% من السكان. كما توجد أربع مجموعات أخرى هي الكالنجي وكامبا ولوهيا واللوو، وتشكل كل منها نسبة تتراوح بين 10 و15% من السكان. وقد أدى هذا الاختلاف الإثني والتباين الكبير في التطور الاقتصادي والاجتماعي إلى احتكاكات بين هذه المجموعات في كثير من الأحيان، وأشهر هذه الاحتكاكات (مجازر الوادي المتصدع). يدعم أودينجا الجنائية ولديه معها (اتفاق خاص) استطاع القانوني السوداني ورئيس دائرة إفريقيا بالمجموعة الوطنية لحقوق الإنسان طارق عبد الفتاح من تتبع خيوطه بدقة والتنبوء قبل سنوات بهذا الاختراق الكبير للجنائية في دولة كينيا. والذي سيكون له ما بعده. بدا من الواضح أن الدور اليوغندي في جنوب السودان سيتراجع لصالح النفوذ الكيني الاقتصادي.