حكومة جنوب السودان تستعد للحرب وحكومتنا تستعد للتفاوض، سلفاكير يوجه الجيش الشعبي بالاستعداد للحرب، يرفع درجة الاستعداد القصوى وسط كل الوحدات العسكرية للجيش الشعبي ويدعو شعبه للتعبئة لمواجهة المهددات والمخاطر ويصدر أوامره للجييش بالانتشار على طول الحدود المشتركة مع دولة السودان في هذه الأثناء وخلال هذه الأجواء المشحونة برائحة البارود الجنوبي يستعد وفدنا المفاوض للمغادرة غدا إلى أديس ابابا لحل القضايا العالقة مع حكومة جنوب السودان. القضايا العالقة المتعلقة بالنفط والحدود وأبيي لا تساوي شيئا يذكر أمام القضايا الجديدة التي تخطط لها حكومة الجنوب وهي الحرب. في حديث الاقتصادية لوفد التفاوض معي قبل يومين ووقتها لم ترفع جوبا رايات الحرب العلنية كما الأمس كان يرى عدم الذهاب وإعادة المحاولة مرة أخرى مع وفد دولة لا ترغب في التفاوض ولا في حل القضايا المعلقة، د. صابر كان يعتقد أن مشكلة النفط حلت تماما باتخاذ كل دولة ما يحقق مصالحها لكنه رجع وأكد أنهم سيذهبون إذا رأت القيادة السياسية ضرورة للتفاوض، ويبدو أن القيادة السياسية هي التي أصدرت الأوامر بمغادرة الوفد إلى أديس ابابا غدا، السؤال هنا: لماذا رأت القيادة السياسية مواصلة التفاوض رغم دق جوبا طبول الحرب؟ ثم لماذا يذهب وفدنا للجلوس مع وفد يكيل الاتهامات والسباب لدولتنا ولا يراعي أدب لحظة الجلوس للمفاوضات؟ ولماذا يذهب وفدنا إذا كانت مشكلة النفط حلت نفسها بنفسها باتخاذ كل جانب القرار الذي يراه صائبا؟ في تقديري إذا لم تتلق حكومتنا تعهدا من الوساطة بجدية حكومة الجنوب في التفاوض (حقو) نلزم الجابرة ولا داعي للمهزلة ولا داعي لأن نجعل حكومة الجنوب تستفيد من وجود وفدنا للتفاوض لتسغل الوضع إعلاميا للمزيد من رفع سقف المطلوبات وهي ملاحظة يتحدث عنها كل الشعب السوداني، كلما جلست الحكومة للتفاوض وقدمت التنازلات زادت حكومة الجنوب في مطالبها وعقدت الأمور. إذا انتبهت حكومتنا لحديث وزير النفط السابق القيادي بالحركة الشعبية دكتور لوال دينق لبعض الصحف لقررت مقاطعة المفاوضات إلى أن تأتي حكومة الجنوب تطلبها بنفسها بل تلح على الوساطة في الاستعجال، د. لوال -وهو رجل سياسي واقتصادي وعايش وعاصر فنيات البترول- قال إن مشكلات فنية ستحدث إذا استمرت حكومة الجنوب في إغلاق آبار النفط. وقال إن البترول سيتجمد في الحقول بسبب الطبقات الشمعية ولن تخسر كل آبارها. لماذا لا نوقف المفاوضات مع حكومة الجنوب في هذا الجو المتوتر والمشحون من قبل الطرفين؟ ولماذا لا تلتفت حكومتنا إلى تعظيم بدائل تأجير الخطوط واستخدام الجنوب موانئ التصدير؛ فترشد من الصرف وتضع معالجات مالية للاستغناء عما هو متوقع من الجنوب مقابل تصدير البترول؟ فلنترك المفاوضات إلى حين تهدأ النفوس.