ليقيني وإيماني القاطع بنهج صحيفتكم الغراء في تبني قضايا المجتمع وانحيازها التام لكلمة الحق ومن مبدأ أن التجارب المعاشة لأي شخص مهما قل شأنه في الحياة العامة قد تفيد غيره وأيضا من مبدأ ومنطلق أن كلمة الحق يجب أن تقال في وجه أي شخص يعمل في مهنة من المهن الحساسة التي يلجأ إليها الناس وترتبط بها مصائرهم، فأود أن أسرد لكم تجربتي المريرة وحكايتي الغريبة مع طبيب من أطباء مدينة كسلا والذي يجمع بين مهنتي الطب والمختبرات. لقد جئت لمختبره لإجراء فحص معين ولكنه أصر على تحديد الفحوصات بنفسه وأخذ عينة من دمي وقام بإجراء تحليل لمرض من نسج خياله مع أنني كنت قد طلبت منه تحليلا لوظائف الكلية. وعند حضوري لأخذ النتيجة أتدرون ماذا قال لي؟ (عندك زهري واحتمال يكون عند إيدز)! دون أي مقدمات أو تمهيد وكتب لي روشته بعلاج الزهري وطلب مني العودة مرة أخرى لتحليل مرض الإيدز. هل يعقل أو يصدق أن طبيبا مارس هذه المهنة لسنين عديدة أن يقول مثل قول طبيب ذائع الصيت بكسلا؟ وما أدراك ما كسلا؟ وفجأة تحول طبيبي المحترم من طبيب إلى قارئ كف ورمالي! يا أهل الطب هل يمكن معرفة مرض الإيدز بالنظرة المجردة؟ أفيدونا؟! المهم بعد سماعي لقول طبيبي المخضرم ذهبت لمقابلة اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية وأعطيته نتيجة الفحص. وبعد المعاينة والكشف السريري من الاختصاصي المتخصص نفى وجود الزهري والإيدز المحتمل وقال لي بالحرف الواحد إن تحليلVDRLيسمى بالتحليل الكاذب ولا يمكن للطبيب الأخذ به إلا بعد إجراء فحوصات أخرى وبالمعاينة السريرية. وقال لي أيضا (إنني قد نبهت هذا الطبيب "الطرطور" مرارا لهذا الأمر). ولم أطمأن تماما وقمت بإجراء فحص يسمىRBR والنتيجة أكدت خلو جسمي من المرض ولم أطمأن تماما أيضا فذهبت لبنك الدم كسلا وتبرعت بالدم. وبعد تبرعي بالدم عدت لطبيبي المحترم.. كتلةً من الغيظ والغضب وأوضحت له بأنني رجل متزوج وزوجتي امرأة فاضلة وأنا صاحب خلق ودين. ووضعت بين يديه كل الحقائق العلمية والفحوصات المخبرية ولكنه أصر على رأيه ولم يعترف بأخطائه. وعندما طالبته بتعويض نتيجة لتحليله الخاطئ قال لي أرفع شكوى للنيابة أو المجلس الطبي أو القضاء. وفي الختام أطرح سؤالا مهما هل أصبح أطباؤنا في السودان أصحاب حوانيت وقراء كفوف؟ وهل هانت مهنة الطب لهذه الدرجة؟. ناصح حامد/ كسلا