الضرب على (أوجاع) الشباب..!!! الخرطوم: وجدان طلحة (كرامة لله.. أعطيني مما أعطاك الله .. أرحموني ياعباد الله)... هذه شعارات معروفة يهدف قائلها الى استدرار عطف من حوله من المارة لإعطائه نقوداً ، لكن هذه الأساليب تغيرت وفقاً للمتغيرات الاجتماعية الماثلة، ولم نعد نسمع الكلمات السابقة عند الطلب، وتم استبدالها بعبارات أُخرى في مقدمتها : (الله يعرس ليك)... حيث نجد أن مشكلة العنوسه التى تلاحق الشباب أينما ذهبوا نسبة للأسباب الاقتصادية والاجتماعية، جعلت حتى (أطفال المتسولين الصغار) يعرفون الأزمة التى زلزلت ثبات الشباب، فما أن يرى الطفل "الشحات" شاب، حتى يذهب نحوه طالباً منه نقوداً مصطصحباً معه عبارة تبين الأزمة الحقيقية التى ألمت بالشباب..والتى غالباً ماتدور حول: (الله يعرس ليك ياأبو الشباب)..!!! (1) ولعل تعثر خطى الشباب فى الوصول الى عش الزوجية نسبة للظروف التى فصلها علماء الاجتماع وأفصح عنها حتى الشباب أنفسهم هو ما جعل هؤلا الأطفال ينتهجون هذا الأسلوب فى "الشحتة " بل ونما الى علمهم أن الجامعات والكافتريات تحتضن تجمعات الشباب من الجنسين وهذا يجعل لقمة العيش عند هؤلاء مضمونة. (2) صحيح أنهم أطفال فى الغالب لا تتجاوز أعمارهم العاشرة، ولكن الألفاظ والإيماءات التى يستخدمونها من أجل بضع قروش توحي لك بأنهم قد تجاوزوا تلك السن العمرية بكثير, وفى أحد شوارع وسط الخرطوم والتى تمثل تجمعا كبيرا للطلاب اشتهر طفلان "بنت وولد " بوجودهم فى ذلك الشارع حتى أن الطلاب يعرفونهم بأسمائهم وكذا حال الطفلين...سألت الطفل: (من أين أنت ؟)... أجاب بسرعة ودون مقدمات: (أنا من مايو محل المريسا بتعرفيها ؟)... أصبت بحالة من الذهول لإجابته تلك ونظرت إليه لثوان ليس لأنني لم أسمعه لكن للبراءة التى سرقتها منه الظروف التى تبين لي من خلالها أنه يأتي الى هذا المكان ليعيش على ما يتركه الطلاب من بقايا الطعام وبذلك يكون كفى نفسه شر بطنه. (3) خلال مرورنا بذلك الشارع رأينا بأُم أعيننا أن كثيرا من التصرفات التى تصدر عنهم لا يقبلها الطلاب كأن يمسك الطفل بملابس الطلاب أو أن يحاول اختراقهم أثناء جلسة ربما خاصة، ويأبى الطفل إلا أن يجلس ويقول ما يجيش بخاطره أو يذهب بحديثه ليفرج عن صورة ظلت عالقة بذهنه. (4) يختلف الناس حول وصول الأطفال الى هذه الأماكن ففريق يعزيه لأسباب اقتصادية وآخر لفشل أكاديمي، لكننا نقول إن مثل هؤلاء الأطفال معرضون للعنف دون غيرهم من الأطفال ويكونوا مستهدفين من عديمي الرحمة الذين يفعلون المستحيل للظفر بما يملكه هؤلاء الأطفال من مال على الرغم من قلته وبطريقة قد لا تخطر على بال أحد.