تليلي ريتانيت وأنقولي إمسيونيت وا قات كيتي ... أو بالعربية: (ليس من رأى كمن سمع!) كما ترجمها لي الزميل أبوعيشة كاظم رئيس تحرير صحيفة (صوت برؤوت) ... أن تشاهد (خوجات شقر وبيض) جاءوا وهم يحملون الدولارات ليسددوا ثمن إقامتهم في السودان ويمارسوا هواية الغطس ثم يتناولون أسماك الشاطيء السوداني ... الناجل والسيجان وشاعور بالإضافة للجمبري... أن تشاهد هذا بنفسك يختلف تماما من الحكاية ..! الطائرة التي حملتهم هي (سودانير)، قدموا من (روما) إلي القاهرة ومكثوا لمدة يوم أو يومين في نتظار سودانير، وتلك قصة أخرى أو بالأحرى (غصّة) أخرى، لأن سودانير فشلت في تسيير رحلات مباشرة من العواصم الأوربية وبخلت على مطار بورتسودان أن يفتح أجواءه لغيرها ولو على سبيل المشاركة أو (المشارطة) بالفوائد والتسهيلات وإيجارات الطائرات ... والنتيجة أن ملايين الدولارات تضيع بهذا الخلل الإداري المريع ... وربما العلة في التركة المثقلة في تقلب الشركة بين الأرباب وأصحاب المنافع المحتكرة والعيدان (المغزوزة) ... حتى لا نكون قد ظلمنا المدير العبيد فضل المولى وهو رجل مجتهد ونظيف ..! المهم أن مدام إيمان صاحبة منتجع البحر الأحمر جهزت كل شيء للسواح، ولولاها لما عرفنا أن أطنانا من الدولارات في متناول الإقتصاد السوداني لو كنتم تعلمون ..! أيضا في ولاية الثغر ... هناك في ذرى الجبال (أركويت)، ومنتجع جديد اسمه (جبل الست) وقصة هذا الجبل (الذي يضع قدمه في وادي هيلاليت حيث فجر عثمان دقنة ثورته!) أن خواجية اعتلته لتشاهد أنوار سواكن ليلا مثلما يفعل أهل المدينة فسقطت وماتت. المنتجع في سفح هذا الجبل ويتكون من شاليهات وغرف وأجنحة، الجميل في الأمر أن مالكه من أبناء أركويت (أحمد بشير أبوالقاسم) وهو ليس مستثمرا في السياحة ولكن بسبب تشجيع الوالي (إيلا) وطريق (صمد - أركويت) الجديد قام الرجل بتشييد المنتجع الذي يديره ويستقبل ضيوفه في البوابة الحاج عبدالرحمن، وهو المنتجع الوحيد بعد المنتجع الحكومي الذي بناه الإنجليز. أركويت (أرك: كبير، ويت: الخريف) منطقة مكسوة بالخضرة ومناخها ماطر بالرذاذ صيفا وشتاء، والضباب يزور الغرف من نوافذها. حتى أن العريس يجلس مع عروسه فتغمر صينية الشاي قطعة من ضباب تتراءى تحتها الأكواب والأباريق اللامعة وكأنها ميناء تبدت محاسنه للمسافرين من بعيد أو كما قال أحمد مطر ... ألق اللآليء في الصدف، سرج ترفرف في السدف، ومرافيء بيضاء تنبض بالنقاء من خلل الضباب ..! معتمد محلية سواكن محمود محمد (فقيري) شاب مهذب من مواليد العام 1972... خريج علوم البحار في جامعة البحر الأحمر ... يهتم بالتراث والبيئة البحرية زرنا معه مدينة أبو هداب السياحية وفيها متحف بناه هذا الرجل السواكني من حر ماله ليخلد تاريخ بلدته القديمة ... المتحف يشمل مشربيات وأواني وصناديق المدينة السحرية وكؤوس المعدن والسيوف الصقيلة ... ونواصل ..!