فأكثر الخلق، بل كلهم إلا من شاء الله، يظنون بالله غير الحق ظن السوء... فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق، ناقص الحظ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله. ولسان حاله يقول ظلمني ربي ومنعني ما أستحق... ونفسه تشهد عليه لذلك، وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به. ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامناً كمون النار في الزناد... فاقدح زناد من شئت ينبئك شَراره عما في زناده.. ولو فتشت من فتشته، لرأيت عنده تعتباً على القدر... وملامة له... واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به... وأنه ينبغي أن يكون كذا وكذا... فمستقل ومستكثر... وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك... فإن تنجُ منها تنجُ من ذي عظيمة... وإلا فإني لا أخالك ناجياً.... وقال رحمه الله في (الجواب الشافي): ما عند الله يُطلب بطاعته. ياسر عثمان