هدد المؤتمر الوطني بأنه سيستخدم كافة الخيارات العسكرية والأمنية والسياسية للتصدي للهجوم الذى شنته وحدات تابعة للجيش الشعبي على ولاية جنوب كردفان، في وقت أكدت فيه القوات المسلحة أن الجيش الشعبي لحكومة الجنوب اعترف اعترافاً كاملاً بهجومه على بحيرة الأبيض وتحمل المسؤولية كاملة في الاعتداء الذي وصفته القوات المسلحة بالصارخ، فيما جددت الحكومة تأكيداتها بعدم نيتها خوض حرب مع دولة الجنوب وأكدت أنها ستكتفي فقط برد العدوان على البلاد، فيما لا تزال المعارك متواصلة بين الطرفين . واكد رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان اسماعيل عدم وجود مسار (مغلق) لدى حزبه، وقال إنه سيقدم شكوى للجنة الإفريقية المعنية بمراقبة إنفاذ الاتفاق عبر الحدود، داعيا جوبا للتحلي ب(بالشجاعة) والاعتراف رسميا باختراقها لاتفاق عدم العدائيات الذي أبرم مؤخرا بين الدولتين من خلال الهجوم الذي شنته وحدات تابعة للجيش الشعبي على ولاية جنوب كردفان، وطالب جوبا بتحمل كافة تبعات هجومها، واكد أن أجانب وسفراء كانوا في جوبا أكدوا وجود قيادات التمرد بجوبا واعتبرت أن ما حدث الآن سيزيد من حالة التوتر القائمة بين البلدين. وحدد اسماعيل للصحافيين بالمركز العام أمس أن أمام دولة الجنوب خيارا واحدا في حال أرادت معالجة القضايا بين البلدين ومواصلة الحوار يتمثل في الاعتراف بالواقع الموجود على الأرض الآن في السياق أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد أن الجيش الشعبي لحكومة الجنوب اعترف اعترافاً كاملاً بهجومه على بحيرة الأبيض وتحمل المسؤولية كاملة في الاعتداء الذي وصفه بالصارخ من خلال إعلان محافظ منطقة فارينق بولاية الوحدة مابيك بيلكوي والتي جاء الهجوم من جانبها حيث كشف لموقع سودان تربيون عن خسائر الجيش الشعبي في المعركة وأن مصابيه يتلقون العلاج بمستشفى بانتيو وتحدث عن استيلائهم على عدد من السيارات والمعدات . وقال الصوارمي إن القوات المسلحة لم تشك لحظة واحدة في أن الهجوم نفذته حكومة الجنوب جملة وتفصيلا، وأن المنطقة التي تدعي حكومة الجنوب أنها داخل حدودها وتطلق عليها اسم جاوا هي نفسها بحيرة الأبيض التي تمر الحدود عبرها، مشيرا إلى أن الهجوم وقع داخل العمق السوداني وأكد أن الأممالمتحدة على علم به وليس هنالك أي نكران من قبلها لوجود الجيش السوداني داخل أرضه بهذه المنطقة التي لا علاقة لها بأي خلاف حول ترسيم الحدود. من جهته لفت الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير العبيد مروح في حديث ل(السوداني) إلى أن التنوير الذي تم لرؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالخرطوم أمس أكد أنه ليس في نية الحكومة خوض حرب مع دولة الجنوب ولا الحرابة معها، وتكتفي فقط برد العدوان عليها، فيما أوضح وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود في تنويره للسفراء أن حكومة جنوب السودان ما تزال تقدم الدعم والمساندة للمتمردين في الولايتين وظهر ذلك جلياً في الهجوم الذي شنته الحركة الشعبية بالأمس على منطقة الأبيض بجنوب كردفان .