أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم* أثارت المذكرة بعض الشكوك وكثيراً من الاتهامات، دعونا نعقلن الحوار وحتى نستفيد مما جرى وتحويل الاتهامات والشكوك والمذكرة لرصيد إيجابي لصالح الحزب ولصالح أهلنا وجماهيرنا الذين ينتظرون حزبهم، فالاتهام بالتخوين لم ولن يحل مشكلة، وتجاهل المشاكل أو محاولة القول بأن كل شيء تمام التمام والمشاكل في عقول أصحاب المذكرة قول في غير محله، وتجاهل المذكرة واعتبارها مجرد خيانة وأنها "مذكرة تخريبية" كما جاء في البيان عمل غير عقلاني. فكل أصحاب الشموليات فعلوا الشيء نفسه ولكن ننأى بحزبنا وبرئيس حزبنا أن يكون مثل مبارك والقذافي وغيرهما من الشموليين الذين رفضوا كل شيء واتهموا كل من خالفهم الرأي بالخيانة، ونتيجة هذا النوع من الحوار معروفة إلى ماذا سوف تنتهي. نحن حزب ديمقراطي وأصحاب المذكرة لم يشقوا الحزب أو حاولوا أن ينشئوا جسما جديدا وإنما خاطبوا قضايا وقالوا وجهة نظرهم وإن جاءت بحروف من نور ونار، فآخر العلاج الكي وما ينير ظلمات الأمس هو نور تغيير الغد، كنت اتوقع من رئيس حزبنا أن يكوّن لجنة لدراسة المذكرة وتحليل محتوياتها والموقعين عليها وحتى لو كانوا مجانين فهو كان يمكن أن يكون العاقل الوحيد ويعقلنهم بالحوار لا بالاستخفاف والرفض باستلام المذكرة كما جاء في البيان، فرئيس حزبنا يحاور الإنقاذ التي انقلبت على حكمه وحكم حزب الأمة وأذاقته وحزبنا وأهلنا الأمرين ولا يحاور كوادر وقيادات في الداخل والخارج لها وجهة نظر مختلفة في مسار ومسيرة الحزب ومآلات الوطن والحزب وتطالب بتغيير شرعي وحتى لو كانت هناك جهات حاولت اختطاف المذكرة فلن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا غير شرعي ويجب أن نطمئن. أيضاً نؤكد أن المذكرة تم تداولها لمدة ثلاثة شهور كاملة عبر الإنترنت وحدثت مساومات وخرجب بشكلها هذا وربما كانت هناك أخطاء فنية في طريقة التسليم وقامت جهة بنشر نسخة غير النسخة الأصلية قبل التسليم وأخطاء أخرى ولكن المهم أن نناقش المحتوى والمضمون ونتحاور بشكل إيجابي عن طريق حوار ديالوج لا منلوج الذي فيه يأتي الفكر ووجهات النظر في اتجاه واحد من أعلى إلى أسفل يصب صبا لذلك لم تقبل المذكرة لأنها جاءت من أسفل إلى أعلى والاستنكار جاء كيف يتجرأ الكادر ويكتب ويستفسر ويقول رأيا ويريدون أن يقولوا لنا "لا نريكم إلا ما نرى". لا توجد جهة محددة أو تيار وراء المذكرة هي مجموع كلي ونقاش جماعي ولا علاقة للإصلاح أو التيار العام بالمذكرة وحتى لو كان هناك أفراد منهم قد وقعوا على المذكرة ولا علاقة للسيد مبارك المهدي بها، فأعداء الوحدة وأصدقاء التوريث وديمومة الوضع الحالي يريدون أن يحملوه المسئولية لتعطيل الوحدة وتكريس الواقع وتصفية الحسابات، يريدون أن يستغلوا المذكرة لتحميله المسئولية وإبعاده وآخرين وقتل الوحدة التي قطعت مسافات بعيدة وهذا يغضبهم، وأيضا لا يتصورون أن هناك كوادر أحرار وكأنما الفكر والسياسة تم احتكارها وكل من يكتب ويفكر أو يقول رأيا فإما أن يكون السيد الصادق أو السيد مبارك وهذا استخفاف بحركة الوعي داخل حزب الأمة في ظل انتشار التعليم التكنولوجيا. لا أدري لماذا الضجة؟ فأصحاب المذكرة لم يرسلوا دبابات لتحتل دار الأمة وتنقلب على رئيس الحزب، وإنما أرسلوا كلاما مكتوبا، لم أر أن هناك حزبا ديمقراطيا يخاف من الكلام المكتوب والحوار، الشموليات وحدها هي من تخاف من الكلام المكتوب والحوار المفتوح لذلك يصادرون الصحف ويمنعون نشر الكتب ونشر المقالات التي تخالفهم، أما في حزب ديمقراطي فتحدث كل هذه الضجة لأن مجموعة من الكوادر كتبت مذكرة، إنه إستدعاء لذاكرة شمولية داخل حزبنا، يجب أن نذبح هذه الشمولية. دعونا نحلل المذكرة: الموقعون على المذكرة حتى الآن بلغ عددهم: 735 منهم اعضاء مكتب سياسي: 18 اعضاء هيئة مركزية: 34 عشرات القيادات في تنظيمات المهجر وهيئات كاملة لفرعيات وقيادات سابقة في مكاتب العمل الخارجي. كوادر ناشطة وقيادات طلابية وقيادات في العمل الخارجي والداخلي نساء وشباب وطلاب. بشكل شخصي وحزبي سوف اقف ضد اي محاولة لشق صف الحزب لا لشيء فقط لأن ذلك عمل لا تاريخي وسوف لن ينجح، والتاريخ يقول لم تنجح أية حركة انشقت من الحزب الأم منذ المنشفيك والبلشفيك حيث انتهى المناشفة الأقلية، واسس البلاشفة اي الأغلبية الحزب الشيوعي، لذلك لا جدوى من هكذا عمل وهو مضيعة لوقت اهلنا والإنشقاقات السابقة اكسبت النظام قوة واضعفت حزبنا وعطلت عجلة التغيير داخل حزبنا وعجلة تغيير النظام. دعونا نشخص واقع حزبنا وواقع البلد ونقترح ما يطور حزبنا ويحركه للأمام، دعونا نفكر في النقاش الإيجابي الذي يخلق حركة وعي ويحرك قضية بلدنا للأمام. المهم لقد بدأنا في تشييد قضيب لقطار التغيير وحتما سوف يمر القطار يوماً عليه، يبدو أنه حلم بعيد، ولكن كل المشاريع الكبيرة بدأت بأحلام، لقد قرأت قصة غاندي وشاهدت فيلما قديما عن حياته، كان يظن الناس انه مجنون، شخص ينسج ملابسه بنفسه ويشرب من لبن عنزة، عندما منع من ممارسة اي نشاط سياسي، قال في مرة انه ذاهب لميناء للعمل مع العمال في تجميع الملح وبيعه ولديه محاضرة عن فوائد الملح، فظن الإنجليز انه مجنون، وقد بدأ مسيرة مئات الأميال على ارجله فبدأ ومعه مجموعة بسيطة وسرعان ما كبر العدد عندما يمر على القرى والمدن ويخبرهم بأفكاره إلى أن وصل موقع صناعة الملح وخطب في جماهيره عن فوائد الملح ولكن أوجد حركة التفاف ووعي بطريقة بدون أن تزعج السلطات وحقق هدفه، من يصنعون التاريخ يبدأون من افكار كبيرة ويملكون الفكرة للجميع وتكبر الفكرة الى أن تصبح دولة، هكذا يعلمنا التاريخ وهكذا فعل الإمام المهدي والإمام عبد الرحمن. لذلك إذا لم يغير الفكر الواقع، هناك مشكلة في هذا الفكر وذلك لأن الفكر لم يشخص الواقع بشكل جيد وإلا لما لبث النظام لما يقارب الربع قرن ونحن نتكلم وتلك هي المشكلة، ما نحتاجه هو فكر جديد ينبع من الواقع ويحلل الواقع كما هو وليس كما هو متخيل ويغير الواقع المزري لأهلنا وجماهيرنا لا تكريسه عبر سياسات متماهية مع النظام. في كل حزب هناك تيارات متعددة، تيارات تكون مشدودة للوراء للخلف وتخاف من التغيير، وتيارات تنشد التقدم وتتحرك للأمام ويحدث صراع إيجابي يُحدث حركة وعي، وفي كثير من الأحيان يتحرك الوسط في هذه الحالات وينهزم التخلف وعندما يتحرك الوسط يتحرك نحو التقدم، بعدها يأتي التقدم والتطور والتغيير والتغير، فالتغيير يأتي نتيجة لعوامل خارجية والتغيير ينشأ من ذات الشيء وقوانينه الداخلية، فالمذكرة حاولت تحليل هذه القوانين الداخلية والبدء بالتشخيص وبعدها وصف العلاج لداء عضال أقعد هذا المارد واصبح جسما كبيرا يتكلم وهو كسيح الفعل ولا يقوى على الحركة والفعل، نريد أن يتحول الحزب إلى تنظيم تتحدث افعاله لا اقواله التي كثرت ولم تنجز اي تغيير، لابد أن هناك خللا فلا يمكن أن نقول كل شيء تمام التمام ونحن نقود الخط الفكري والسياسي في البلد حسب بيان مكتب رئيس حزب الأمة والبلد انقسمت وتتلوى فيها الحروب كثعبان في كل فج عميق ونحن سادرون في سياساتنا الفوقية بقيادتنا للخط الفكري وعلاقاتنا الخارجية عبر مؤتمرات مهمة ولكنها غير ذات جدوى لقضايا اهلنا بشكل مباشر. ايضا عندما بدأ غورباتشوف مسيرة الاصلاح وكتب كتابه البيروستوريكا بعد ذلك ظن الناس انه مجنون كيف يخالف قانون اللعبة وقانون الصراع والحزب الشيوعي متجذر، قال إنه وجد البلد واقتصادها وتنظيمها في حالة تعفن ولكن لا احد يريد أن يقول الحقيقة وينشد التغيير البعض لخوفهم والبعض الآخر لانهم تعودوا على شكل واحد وقيادات بعينها لا يتصورون التغيير. التغيير وحركة التطور تخيف الكثير هكذا يقول علم النفس الجماهيري. ولكن يمكن أن نبني حزبا قويا حزبا يعبر عن تطلعات اهلنا في كل مكان حزبا تكتب برنامجه الجماهير وابناء المناطق المختلفة من واقع حالهم لا حال واقعهم الذي فرض عبر تحليلات فوقية وبرامج لا علاقة لها بواقع اهلنا، بناء حزب ديمقراطي يحتاج لأناس احرار في انفسهم لهم وجهات نظر لا يخافون ولا يرتعدون لان المجموعة الكبيرة تسير في اتجاه واحد وحتى لو كان عكس الطريق وعكس حركة التاريخ ويسحبون توقيعاتهم خوفا وطمعا، لا يمكن أن تبنيا حزبا بمن يخاف ويتراجع، يمكنك أن تبني حزبا بكوادر احرار اقوياء ويمكن أن تعتمد على من يثبت ولا يحنث أما المترددون الخائفون فهم عماد الإنتهازية في كل الأنظمة وهم الذين يعطلون حركة البشرية وحركة التطور، نحن لسنا طريقة صوفية يتم توريث القيادة فيها، نحن حزب ديمقراطي وأساس الديمقراطية النقاش المفتوح والتداول السلمي للمواقع عبر المؤتمرات، دعونا نناقش كأحرار في حزب حر. *الامين العام لحزب الأمة القومي الولاياتالمتحدة الأمريكية