بسم الله الرحمن الرحيم زورق الحقيقة قراءة في مذكرة \"نداء التغيير\" لرئيس حزب الأمة القومي أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم [email protected] أثارت المذكرة بعض الشكوك وكثير من الإتهامات، دعونا نعقلن الحوار وحتى نستفيد مما جرى وتحويل الإتهامات والشكوك والمذكرة لرصيد إيجابي لصالح الحزب ولصالح اهلنا وجماهيرنا الذين ينتظرون حزبهم، فالإتهام بالتخوين لم ولن يحل مشكلة وتجاهل المشاكل أو محاولة القول بأن كل شيء تمام التمام والمشاكل في عقول أصحاب المذكرة قول في غير محله وتجاهل المذكرة واعتبارها مجرد خيانة وإنها \"مذكرة تخريبية\" كما جاء في البيان عمل غير عقلاني. فكل اصحاب الشموليات فعلوا الشيء نفسه ولكن ننأى بحزبنا وبرئيس حزبنا أن يكون مثل مبارك والقذافي وغيرهم من الشمولينن الذين رفضوا كل شيء واتهموا كل من خالفهم الرأي بالخيانة ونتيجة هذا النوع من الحوار معروفة إلى ماذا سوف تنتهي. نحن حزب ديمقراطي فاصحاب المذكرة لم يشقوا الحزب أو حاولوا أن ينشأوا جسم جديد وإنما خاطبوا قضايا وقالوا وجهة نظرهم وإن جاءت بحروف من نور ونار، فآخر العلاج الكي وما ينير ظلمات الأمس هو نور تغيير الغد، كنت اتوقع من رئيس حزبنا أن يكون لجنة لدراسة المذكرة وتحليل محتوياتها والموقعين عليها وحتى لو كانوا مجانين فهو كان يمكن ان يكون العاقل الوحيد ويعقلنهم بالحوار لا بالإستخفاف والرفض بإستلام المذكرة كما جاء في البيان، فرئيس حزبنا يحاور الانقاذ التي انقلبت على حكمه وحكم حزب الامة وأذاقته وحزبنا واهلنا الأمرين ولا يحاور كوادر وقيادات في الداخل والخارج لها وجهة نظر مختلفة في مسار ومسيرة الحزب ومآلات الوطن والحزب وتطالب بتغيير شرعي وحتى لو كانت هناك جهات حاولت اختطاف المذكرة فسوف لن يستطيعوا أن يفعلوا شيء غير شرعي ويجب ان نطمئن. أيضاً نؤكد أن المذكرة تم تداولها لمدة ثلاثة شهور كاملة عبر الإنترنت وحدثت مساومات وخرجب بشكلها هذا وربما كانت هناك أخطاء فنية في طريقة التسليم وقامت جهة بنشر نسخة غير النسخة الاصلية قبل التسليم وأخطاء أخرى ولكن المهم أن نناقش المحتوى والمضمون ونتحاور بشكل إيجابي عن طريق حوار ديالوج لا منلوج الذي فيه يأتي الفكر ووجهات النظر في إتجاه واحد من أعلى إلى اسفل يصب صبا لذلك لم تقبل المذكرة لأنها جاءت من أسفل إلى أعلى والإستنكار جاء كيف يتجرأ الكادر ويكتب ويستفسر ويقول رأي ويريدون أن يقولوا لنا لا نريكم إلا ما نرى. لا يوجد جهة محددة أو تيار وراء المذكرة هي مجموع كلي ونقاش جماعي ولا علاقة للإصلاح أو التيار العام بالمذكرة وحتى لو كان هناك افراد منهم قد وقعوا على المذكرة ولا علاقة للسيد مبارك المهدي بها، فأعداء الوحدة وأصدقاء التوريث وديمومة الوضع الحالي يريدون أن يحملوه المسئولية لتعطيل الوحدة وتكريس الواقع وتصفية الحسابات، يريدون أن يستغلوا المذكرة لتحميله المسئولية وابعاده وآخرين وقتل الوحدة التي قطعت مسافات بعيدة وهذا يغضبهم، وأيضا لا يتصورون أن هناك كوادر أحرار وكأنما الفكر والسياسة تم احتكارها وكل من يكتب ويفكر او يقول رأي فأما أن يكون السيد الصادق أو السيد مبارك وهذا استخفاف بحركة الوعي داخل حزب الأمة في ظل انتشار التعليم التكنولوجيا. لا ادري لماذا الضجة، فأصحاب المذكرة لم يرسلوا دبابات لتحتل دار الأمة وتنقلب على رئيس الحزب، وإنما أرسلوا كلام مكتوب، لم ار أن هناك حزب ديمقراطي يخاف من الكلام المكتوب والحوار، الشموليات وحدها هي من تخاف من الكلام المكتوب والحوار المفتوح لذلك يصادرون الصحف ويمنعون نشر الكتب ونشر المقالات التي تخالفهم، أما في حزب ديمقراطي تحدث كل هذه الضجة لأن مجموعة من الكوادر كتبت مذكرة، إنه إستدعاء لذاكرة شمولية داخل حزبنا، يجب أن نذبح هذه الشمولية. دعونا نحلل المذكرة: الموقعين على المذكرة حتى الآن بلغ عددهم: 735 منهم اعضاء مكتب سياسي: 18 اعضاء هيئة مركزية: 34 عشرات القيادات في تنظيمات المهجر وهيئات كاملة لفرعيات وقيادات سابقة في مكاتب العمل الخارجي. كوادر ناشطة وقيادات طلابية وقيادات في العمل الخارجي والداخلي نساء وشباب وطلاب بشكل شخصي وحزبي سوف اقف ضد اي محاولة لشق صف الحزب لا لشيء فقط لأن ذلك عمل لا تاريخي وسوف لن ينجح، والتاريخ يقول لم تنجح أية حركة انشقت من الحزب الأم منذ المنشفيك والبلشفيك حيث انتهي المناشفة الأقلية، واسس البلاشفة اي الأغلبية الحزب الشيوعي، لذلك لا جدوى من هكذا عمل وهو مضيعة لوقت اهلنا والإنشقاقات السابقة اكسبت النظام قوة واضعفت حزبنا وعطلت عجلة التغيير داخل حزبنا وعجلة تغيير النظام. دعونا نشخص واقع حزبنا وواقع البلد ونقترح ما يطور حزبنا ويحركه للأمام، دعونا نفكر في النقاش الإيجابي الذي يخلق حركة وعي ويحرك قضية بلدنا للأمام. المهم لقد بدأنا في تشييد قضيب لقطار التغيير وحتما سوف يمر القطار يوماً عليه، يبدو انه حلم بعيد، ولكن كل المشاريع الكبيرة بدأت بأحلام، لقد قرأت قصة غاندي وشاهدت فيلم قديم عن حياته، كان يظن الناس انه مجنون، شخص ينسج ملابسه بنفسه ويشرب من لبن عنزة، عندما منع من ممارسة اي نشاط سياسي، قال في مرة انه ذاهب لميناء للعمل مع العمال في تجميع الملح وبيعه ولديه محاضرة عن فوائد الملح، فظن الإنجليز انه مجنون، وقد بدأ مسيرة مئات الأميال على ارجله فبدأ ومعه مجموعة بسيطة وسرعان ما كبر العدد عندما يمر على القرى والمدن ويخبرهم بأفكاره إلى أن وصل موقع صناعة الملح وخطب في جماهيره عن فوائد الملح ولكن خلق حركة التفاف ووعي بطريقة بدون أن تزعج السلطات وحقق هدفه، من يصنعون التاريخ يبدأون من افكار كبيرة ويملكون الفكرة للجميع وتكبر الفكرة الى أن تصبح دولة، هكذا يعلمنا التاريخ وهكذا فعل الامام المهدي والإمام عبد الرحمن. لذلك إذا لم يغير الفكر الواقع، هناك مشكلة في هذا الفكر وذلك لأن الفكر لم يشخص الواقع بشكل جيد وإلا لما لبث النظام لما يقارب الربع قرن ونحن نتكلم وتلك هي المشكلة، ما نحتاجه هو فكر جديد ينبع من الواقع ويحلل الواقع كما هو وليس كما هو متخيل ويغير الواقع المزري لأهلنا وجماهيرنا لا تكريسه عبر سياسات متماهية مع النظام. في كل حزب هناك تيارات متعددة، تيارات تكون مشدودة للوراء للخلف وتخاف من التغيير، وتيارات تنشد التقدم وتتحرك للأمام ويحدث صراع إيجابي يخلق حركة وعي، وفي كثير من الأحيان يتحرك الوسط في هذه الحالات وينهزم التخلف وعندما يتحرك الوسط يتحرك نحو التقدم، بعدها يأتي التقدم والتطور والتغيير و التغير، فالتغيير يأتي نتيجة لعوامل خارجية والتغير ينشأ من ذات الشيء وقوانينه الداخلية، فالمذكرة حاولت تحليل هذه القوانين الداخلية والبدء بالتشخيص وبعدها وصف العلاج لداء عضال أقعد هذا المارد واصبح جسم كبير يتكلم وهو كسيح الفعل ولا يقوى على الحركة والفعل، نريد أن يتحول الحزب إلى تنظيم تتحدث افعاله لا اقواله التي كثرت ولم تنجز اي تغيير، لابد أن هناك خلل فلا يمكن أن نقول كل شيء تمام التمام ونحن نقود الخط الفكري والسياسي في البلد حسب بيان مكتب رئيس حزب الأمة والبلد انقسمت وتتلوى فيها الحروب كثعبان في كل فج عميق ونحن سادرون في سياساتنا القوقية بقيادتنا للخط الفكري وعلاقاتنا الخارجية عبر مؤتمرات مهمة ولكنها غير ذات جدوى لقضايا اهلنا بشكل مباشر. ايضا عندما بدأ غورباتشوف مسيرة الاصلاح وكتب كتابه البيروستوريكا بعد ذلك ظن الناس انه مجنون كيف يخالف قانون اللعبة وقانون الصراع والحزب الشيوعي متجذر، قال انه وجد البلد واقتصادها وتنظيمها في حالة تعفن ولكن لا احد يريد ان يقول الحقيقة وينشد التغيير البعض لخوفهم والبعض الآخر لانهم تعودوا على شكل واحد وقيادات بعينها لا يتصورون التغيير. التغيير وحركة التطور تخيف الكثير هكذا يقول علم النفس الجماهيري. ولكن يمكن ان نبني حزب قوي حزب يعبر عن تطلعات اهلنا في كل مكان حزب تكتب برنامجه الجماهير وابناء المناطق المختلفة من واقع حالهم لا حال واقعهم الذي فرض عبر تحليلات فوقية وبرامج لا علاقة لها بواقع اهلنا، بناء حزب ديمقراطي يحتاج لاناس احرار في انفسهم لهم وجهات نظر لا يخافون ولا يرتعدون لان المجموعة الكبيرة تسير في اتجاه واحد وحتى لو كان عكس الطريق وعكس حركة التاريخ ويسحبون توقيعاتهم خوفا وطمعا، لا يمكن ان تبنى حزب بمن يخاف ويتراجع، يمكنك ان تبني حزب بكوادر احرار اقوياء ويمكن أن تعتمد على من يثبت ولا يحنث أما المترددين الخائفين فهم عماد الإنتهازية في كل الأنظمة وهم الذين يعطلون حركة البشرية وحركة التطور، نحن لسنا طريقة صوفية يتم توريث القيادة فيها، نحن حزب ديمقراطي وأساس الديمقراطية النقاش المفتوح والتداول السلمي للمواقع عبر المؤتمرات، دعونا نناقش كاحرار في حزب حر. لقد حقق الامام المهدي الإستقلال الأول وحقق الإمام عبد الرحمن الإستقلال الثاني وفي انتظار الإستقلال الثالث الذي يحول السودان لدولة واحدة متعددة تتلاقح فيها الثقافات، فإذا بنا نشهد الإنقسام الأول ونقصت حدود البلد لأول مرة، لماذا لماذا لماذا، هناك اسباب يجب أن نحلل ونقرأ التاريخ من اجل ان نكتب برنامج المستقبل ونكتب مستقبل حزبنا للأجيال القادمة التي سلنسلمها السودان سودانين، انه اخفاق نتحمل مسئوليته جميعا ولكن للقيادة النصيب الاكبر، دعونا نتفكر ونتدبر ، هكذا أمرنا..إنقسام البلد والحروب التي تلتحفها هو نتيجة لسياسة الإنقاذ ونتيجة لعجزنا في انجاز التغيير ونتيجة لعجز فكرنا في استيعاب الواقع وخلق دولة متعددة نتعايش فيها بسلام كما فعل غاندي، هنا نحتاج للمراجعة بدون تقديس. رئيس الحزب يظلمه من يقول ان لا دور له ، نؤكد انه قائد حركة التجديد الفكري والسياسي في الحزب وهو الذي قام بدور كبير في نقل الحزب لهذه المرحلة واغلب الأساس الفكري والسياسي للحزب من بنات افكاره ونشهد انه ناضل وضحى ومكث لسنوات كثيرة في سجون الانقاذ وسجون نميري وجرب المنافي من أجل الوطن ومن أجل جماهيرنا، يجب أن نقول هذا الكلام وحتى عندما ننتقده في الاتجاه الذي قاد اليه الحزب في السنوات الأخيرة نكون قد ثبتنا له حقه واننا لا نود أن ننتقص من كل ذلك شيء ولكن هناك مشاكل اقعدت حزبنا وأقعدت وطننا وطريقة التعامل السياسي والفكري معها تحتاج لمراجعة لذلك يجب النظر للمذكرة من هذا المنطلق لا منطلق التخوين وانها مؤامرة كما تفعل الشموليات. المراجعة السياسية تستند على ما قاله في نهاية ديسمبر قبل عام ونيف تقريبا ويبدو انه كان قد فكر في الإستقالة أو بدأ يفكر فيها، فحيث قال: أما أن يستجيب النظام للأجندة الوطنية أو سوف يستقيل أو سوف ينضم لمعسكر الإطاحة بالنظام وهذا جوهر مضمون المذكرة وهي المطالبة بالإيفاء بما قطعه على نفسه لا أكثر أو أقل. تعالوا نحلل المشاكل التي يعاني منها وطننا وما وصل اليه الحال في ظل رئاسته للحزب برغم الإيجابيات الكثيرة ولكن السلبيات وصلت مرحلة خطيرة. أولاً: انقسم الجنوب ومكثنا نتفرج وما قمنا به هو كتبنا كتاب عن إتفاقية السلام و عقدنا ورش وندوات وذهب الجنوب وسوف تتضرر كل قبائل الحزام الأنصاري الموازي للجنوب والتي ترعى بمواشيها داخل الجنوب لنصف عام كل سنة ونحن نقول اننا نقود الخط الفكري والسياسي هل نحن حزب أم مركز دراسات فقط. ثانياً: الحرب في دارفور فعلنا نفس الشيء، زيارات وكتبنا مقالات و كتب وورش وندوات وما زالت دارفور تئن من الحرب وقد منحتنا اكبر نسبة في آخر برلمان ديمقراطي. ثالثاً: الحرب في جبال النوبة والنيل الازرق فعلنا نفس الشيء. رابعاً: في معارضتنا لنظام الانقاذ لم يكن هناك خط واضح فعندما انتقلنا من المواجهة العسكرية للمواجهة المدنية لم نضع استراتيجية واضحة واصبح الامر يعتمد بشكل اساسي على اجتماع رئيس حزبنا بالبشير ويحضر الزيارة إبنه الأكبر عبد الرحمن الذي ذهب مع الإنقاذ وهذا خياره بمباركة رئيس حزبنا كما ذكر عبد الرحمن وذلك بعد لقاء صلاة الفجر المشهور وكانت هناك لجنة لم تتوصل لشيء بقيادة الامين العام الفريق صديق ورفعت توصياتها. خامساً: طريقة خط رئيس الحزب في مسايسة نظام الانقاذ ومشاركة عبد الرحمن في السلطة بمباركة رئيس حزبنا هو الذي اغضب عدد كبير من الكوادر، وهل هذا يعني كل واحد وواحدة من الكوادر يمكن أن يتوجه تلقاء الانقاذ للمشاركة الفردية وعلى الرئيس أن يبارك ذلك وحتى لو ذهب كل الحزب بشكل فردي وتلك هل المشكلة في هذا النوع من السياسة والمنطق وهذا ما جعل شخص في قامة الدكتور فيصل عبد الرحمن على طه ان يستقيل وآخرين. سادساً: ضاع الخط السياسي للحزب في خضم الشمولية الانقاذية فنحن نعارض بجانب ونبارك بجانب فربما لم نفهم ماذا يريد رئيس حزبنا ولكن لم نستطع ان ندافع عن هذه السياسات ككوادر وهذا احد اسباب المذكرة. المطالبة بالاستقالة عمل ديمقراطي ومشروع طالما نحن حزب ديمقراطي فاذا اردنا أن نلغي الديمقراطية ونجعله حزب اسري او طائفي أو نحول القصة لملكية حزبية، فلنغير دستور حزبنا وعندها لو تكلمنا نكون مجانين فحتى الصحف تطالب الرؤساء والوزراء بالاستقالة وحتى إذا حدث خطأ بسيط فمثلا في امريكا تأخر الاسعاف في احدى المرات اكثر من ربع ساعة والوقت المقرر ما بين ثماني الى عشر دقائاق تتم محاسبة المسئول وطالبت الصحف باقالة المسئول هذه هي الديمقراطية إذا كنا نؤمن بها كممارسة حقيقية أما اذا كنا نريد أن نمارس ما يسميه الفيلسوف تكوفيل \"الطغيان بإسم الإغلبية\" The tyranny by the name of the majority فيمكن ان نفعل ذلك فعدم استلام المذكرة وحالة الغضب التي في البيان تعتبر ممارسة غير ديمقراطية وطغيان بإسم الأغلبية وإرهاب سياسي و فكري لوجهة نظر مخالفة لوجهة نظر الرئيس، ولكن لا يمكن ان نسمى ذلك ديمقراطية وحتى لو جاء الرئيس والاجهزة بطريق ديمقراطي، فهتلر جاء عن طريق انتخاب وبعد ذلك مارس الجنون فنظرية توكفيل قالها عند دراسة النظام السياسي الياباني والالماني لاسباب الحروب العالمية. فما حدث في السودان من كوارث في ظل قيادته للحزب يحتاج لمراجعة وتقييم والامر ليس هناك شخص افضل منه او أكفأ منه او \"عندكم منو غيره\" ولكن سنة الحياة وسنة الله في خلقه، وهذا ما تقوله الانقاذ بانه لا بديل أو ما يسمى أزمة البديل لتكريس شموليتها، فقد اصبح من السبعينيين وربنا يطيل عمره لنا وللسودان فهو مفكر لا يشق له غبار فما لم يستطع انجازه في بضع واربعين عام في رئاسته للحزب لا اعتقد انه سوف يستطيع ان ينجزه الآن والافضل ان يتم التغيير بطريقة سلسلة تضمن تتابع الاجيال وتسلسلها، حسنى مبارك كان يتمسك بالسلطة وفي باله التوريث ولا يصدق ان هناك من يرفضه وانه المحبوب الاوحد للجماهير وكذلك القذافي مع فارق المقارنة ولكن يبدو انها الطبيعة البشرية ترفض التغيير وترفض التنحي والاستقالة وتميل للتوريث كما حاول ان يفعل القذافي ومبارك. الحديث عن اننا نقود الخط الفكري والسياسي في البلد والمنطقة وعملنا للحزب علاقات خارجية كلام ممتاز ولكن ما هي النتيجة هل جاء ذلك بسلام لدارفور هل وحد السودان ولم ينفصل الجنوب، هل انتهي من الانقاذ واقام ديمقراطية، وهل لرئيس الحزب نموذج جيد اقامه في السودان لكل يبشر به في الخارج مثل مانديلا مثلا، وهذا نموذج، فمانديلا رفض السلطة ورفض رئاسة الحزب بعد دورة واحدة وحدث انتقال للقيادة بشكل جيد واصبح له احترام خاص عالميا ومحليا وعندما يذهب للمشاركة في الخارج لديه نموذج او موديل يقدمه للآخرين ولكن ما هو النموذج السوداني الممتاز الذي يبشر به رئيس حزبنا في الخارج والسودان مقبل على مجاعة وبه حروب في كل الاتجاهات وإنقسم البلد، ماذا يقول وماذا يقدم من نموذج، لدي ملاحظة في أن كل الرؤساء والمفكرين الذين يرفضون الإستمرار في السلطة ورئاسة الحزب لفترات طويلة يكونون من الذين يؤمنون بالديمقراطية قولا وفعلا ولهم انجازات كبيرة في دورة واحدة، وكل الذين يتمسكون بالسلطة ورئاسة الحزب يكونون من اصحاب الإنجاز المتواضع وفي دواخلهم نزعة شمولية ونزعة وراثة مثل مبارك والقذافي وغيرهم، أنظروا لمانديلا دورة واحدة بعد نهاية نظام التفرقة العنصرية، غاندي رفض تولى السلطة، الإمام عبد الرحمن رفض تولي السلطة. دائما يكون الرد نحن الافضل نحن الذين نقدم فكر وسياسة ممتازة نعم على الورق لا على أرض الواقع وإلا لما انقسمت البلد ولما ظلت حرب دارفور مستمرة وغياب الديمقراطية التي سرقت من حزبنا بليل وتلك هي مشكلتنا الاساسية وبعد ذلك نمارس تضخيم الذات ونحن الافضل ولا ادري اي افضلية نتحدث عنها، مثلا أوباما سوف يجد من الصعوبة بمكان انتخابه مرة اخرى اذا لم يتحسن الاقتصاد ومهما كان كمفكر وكمحاضر واستاذ في ارقى الجامعات وخطيب بارع فقياس الاداء يتم بشكل اسبوعي للوظائف الجديدة التي أنشأت بسياسته ووضع الاقتصاد وغيرها من مقاييس الاداء، هذه هي الديمقراطية. دعونا نطور المذكرة لحوار داخلي مفتوح لمناقشة كل القضايا والدعوة للتغيير عبر الاجهزة وعبر الشرعية ولنبدأ باجتماع الهيئة المركزية وبعدها التحضير للمؤتمر العام بدلا من حالة التخوين والبيانات، فالافضل أن نطور الأمر لحوار ايجابي مفتوح وحتى لو استدعى الامر الدعوة لمؤتمر تنشيطي موسع او الدعوة لإجتماع الهيئة المركزية للتحضير للمؤتمر العام. اتمنى ان نبدأ حوار جاد للوصول لنقاط مشتركة فنحن حزب واحد ويجب ان نلملم اطراف حزبنا وتجميع الجميع في حزب الجميع لتقوية حزبنا ولملمة شتاته والتفرغ لهزيمة الانقاذ. اقترح على رئيس حزبنا تكوين لجنة للحوار من اعضاء المكتب السياسي والهيئة المركزية والجهاز التنفيذي ومكتب الرئيس ومجموعة من الموقعين على المذكرة في الداخل والخارج ويمكن ان يتم ذلك الكترونيا ورقمياً عبر الإنترنت. فليأتي اصحاب المذكرة بمذكرتهم ويأتي الجانب الآخر بدفوعاته وسوف يصلوا لنقاط مشتركة ويمكن ان يرفعوا توصيات للرئيس والاجهزة ويمكن أن ينظر فيها المكتب السياسي. يمكن أن تجيب اللجنة على سؤال واحد لماذا اخفق حزبنا ومكثت الإنقاذ وإنقسمت البلد والحروب تحيط بالبلد كسوار حيث لم يستطع فكرنا وبرنامجنا إنقاذ البلد من الإنقاذ أين العجز، اعتقد هذا افضل من حالة الاقتتال عبر الحروف والاستقطاب والاستقطاب المضاد. عندما يكون هناك اخفاق كبير لسنة لعشرة سنوات لعشرين سنة، هناك خلل، لا يجب أن ندفن رؤوسنا في رمال الوهم الكبير وتضخيم الذات وتعالي الأنا، يجب أن نبحث في المشاكل التي اقعدت حزبنا، فهذا يتم بالحوار والنقاش المفتوح وبالمذكرات، لهذا جاءت المذكرة لتذكر الناس، فلنتدارسها بقلب وعقل مفتوحين، لا بنظرية المؤامرة كما تفعل الشموليات، يجب قتل الشمولية داخل الأحزاب وداخل حزبنا لكي ننجز الديمقراطية، لا ديمقراطية بلا ديمقراطيين، فالديمقراطية ليست اتجاه واحد، الشمولية هي طريق ذي إتجاه واحد.