تابعنا ما دار في الشأن الرياضي من خلاف بين الاتحاد السوداني لكرة القدم وناديي الهلال والمريخ في شأن توزيع الثروة العائدة من نشاط ومنافسات كرة القدم من دخول المباريات والعائد من التسويق الرياضي رعاية وبثا تلفزيونيا وإعلانات مختلفة. وتابعنا كذلك تدخل الأخ الأستاذ الفاتح تاج السر وزير الشباب والرياضة الاتحادي وهو أمر يحمد له، من بعد الله بالطبع، وقد تمخَّض عن تدخله ذاك ما أطلق عليه البعض احتواءً للخلاف وسعياً في طريق الحل. وفي رأيي، على تواضعه، فإنَّ الأمر أكبر من ذاك بكثير وأعمق من ذلك أكثر ولا أرى أنَّ المسألة مختصرة في الاتحاد السوداني لكرة القدم وناديي الهلال والمريخ اللذين سعى مسئولوهما إلى اختزال الشأن الرياضي كلِّه في نادييهما وجاء سعي أولئك المسئولين حثيثاً وحاسماً في أن تكون للناديين معاملة خاصة امتداداً للتميُّز الذي يلقاه الناديان في كافة الأمور وعلى كافة الأصعدة، وهذا أمر سيعود وبالاً على تقدُّم الكرة والرياضة عموماً. لم يصدق مسئولو الاتحاد العام أنفسهم فهرولوا مسرعين إلى إكمال التعاقد مع قناة الجزيرة الرياضية وإعطائها حق البث للدوري الممتاز السوداني مع كل التحفظات التي أعلنتها، فيما نعلم، تلك القناة وما تسرب عن عزمها على اختصار النقل على مباريات فرق بعينها. إن الاتحاد العام السوداني لكرة القدم يرتكب خطأ عظيماً إن مضى مسئولوه في التعاقد مع قناة الجزيرة الرياضية أو غيرها من القنوات الخارجية المشفرة وذلك لأن أمر البث التلفزيوني في السودان مختلف تماماً وله أبعاده السياسية والاجتماعية وغيرها. ما أحوج السودان وشعبه، في الداخل والخارج، إلى متابعة الدوري الممتاز السوداني وما أحوج لاعبي كل أندية الممتاز إلى البث المباشر، أو المسجل، للمباريات التي تخوضها أنديتهم ففي ذلك النقل تحفيز لهم للارتفاع بمستوياتهم مما سيعود بالفائدة على الكرة السودانية. من شأن البث التلفزيوني لجميع المباريات أن يعكس ما يجري في السودان من نشاط وحياة ومن شأن ذلك أن يصحح كل المعلومات المغلوطة عن السودان ودحر كل الأكاذيب التي ينقلها هواة الفتن والحاقدون على السودان، فنقل مباراة من كادوقلي يعني أكبر بكثير مما يعنيه تسجيل لاعب لأحد الفريقين الكبيرين. إن المسألة تحتاج لأن ينظر إليها من زوايا أهم ويجب أن تفتح كل الأبواب والنوافذ للنقاش حول المداخيل وكيفية توزيعها وأن تدعم القنوات السودانية الراغبة في البث وتمكينها من أداء هذا العمل.