قرية يلفها النسيان ويقتلها الصمت معكم: هبة عوض الحسناب ريفي قولى بولاية النيل الأبيض منطقة يلفها النسيان ويقتلها الصمت، يعاني أهلها العطش والمرض والظلام، معاناتهم كبيرة، وحياتهم قاسية، لا خطوة إنجاز تربطهم بالحياة، تتكرر عندهم مشاهد المعاناة للحصول على ما (يبل الحلق). قال عبد الله محمد عبد الله: نحن نشرب ماء الآبار منذ (20) سنة رغم أن المناطق التي تجاورنا (ود عبد الله، والعليفة) تتوفر فيها المياه. وقاطعه محمد أحمد شلعي الذي صاح بصوت عال مرددا (عطشانين)، ثم همس بيأس لا نريد سوى دعمنا للحصول على مياه شرب نقية فما نأتي به من (العد) مالحة جدا، ونطالب بتغيير اللجنة الشعبية التي جمعت منا مليوني جنيه دون إنجاز. أما حمد أحمد (مزارع) فيرى أن حفر الآبار العشوائيه التي يبلغ طولها سبعة أمتار أفقدهم الكثير من الرجال عندما انهارت عليهم وحبست أنفاسهم تحت التراب، وقال: نحن صابرون وساعون في ذلك الأمر منذ الحكومات السابقة دون أن نقطف ثمار جهدنا، وحتى أولادنا لا يجدون الاستقرار في تعليمهم فالفصول مبنية من الطين وكل سنة تنهار فيضطرون لمواصلة الدراسه في الشارع، ونعاني من المرض ولا توجد شفخانة أو دكتور بالقرية وأقرب منطقة لنا كوستي التي تبعد 7 كيلو والمريض لا يصل في وقت مناسب وهنالك المرأة التي تضع مولودها في الطريق ومعاناتنا زادت الأمر الذي دعانا لطلب المساعدة من الجهات الرسمية والرئاسية والخيرين. وأضاف حماد سليمان (تاجر) نعتمد على مياه الأمطار وأرضنا عبارة عن (قيزان) والتصديق بالحفر منذ 2010م وفي كل مره نجمع من المواطنين مبالغ مالية بقيمة (5) جنيهات على الأسرة. وقال بشير محمد عبد العزيز (تاجر) إن المنطقه تعاني من عدم وجود الخدمات سواء كانت تعليما أومياها أو كهرباء ولم تتغير اللجان منذ ما يقارب (22) سنة، وأفادنا المسؤول في المحلية بأن اللجنة لن تتغير إلا في يوم 10 /3/2012م ، وقال إنه منذ عشرة أيام تهجم أحد رجال اللجنة الشعبية على ميدان الكورة الخاص بشباب المنطقة، وانتزع الميدان ونسبه إلى عائلته. وقال محمد عثمان: لم نجد أدنى مساعدة من المسؤولين وأن عملية الذهاب إلى البئر لإحضار المياه تبدأ منذ الصباح حتى الواحدة ظهرا، ويشترك الناس الذين يمتلكون البهائم في الحفر في شكل جماعات لعدم المقدرة على الحفر الفردي.