أعرب سكان قرية "أم ريكا" بولاية كسالا السودانية عن سعادتهم البالغة بجهود قطر الخيرية وسعيها نحو توطينهم وإنهاء سنوات طويلة من المعاناة بسبب الترحال وراء المياه وسط الصحراء. وقال السكان إن البئر الارتوازي الذي أقامته قطر الخيرية ساهم في استقرار سكان القرية التي تقع في قلب صحراء كسالا، ووفر عليهم مجهوداً شاقاً كانوا يبذلونه في البحث عن المياه وجلبها إلى القرية، كما ساهم البئر في وجود ثروة حيوانية وزراعية في المنطقة. وقال السيد الحسن عبد القادر عمدة القرية إن السكان عانوا لسنوات طويلة من شح شديد في المياه مما أدى إلى الترحال والتنقل الدائم وإضاعة الوقت والمجهود في مجرد البحث عن مصدر للمياه، وكان لهذا الترحال الدائم والجهد الضائع آثاره السلبية من جميع النواحي المجتمعية أو الاقتصادية، لكن بعد إنشاء بئر قطر الخيرية استقرت الأوضاع بصورة كبيرة، وحل الاستقرار محل الترحال. وأوضح أن البئر ساهم في وجود ثروة حيوانية كبيرة يعتمد عليها سكان القرية في الغذاء وفي التجارة، كما ساهم في وجود بدايات للتنمية الزراعية المستقرة. ولفت إلى أن هذا التطور الذي شهدته القرية والمناطق المحيطة ساهم في شيوع فكرة الاستقرار والتوطين وتنمية المجتمع، مشيرًا إلى أن القرية ما زالت بحاجة إلى مسجد يجمع السكان في الصلوات الخمس وأيام الجمع والأعياد. ويأتي اهتمام قطر الخيرية بحفر الآبار في إطار جهودها الخاصة برعاية الأسرة والمرأة والطفولة، والتي تشمل رعاية الأيتام، والأسر الفقيرة، وذوي الاحتياجات الخاصة، وحفر الآبار، وإنشاء المراكز الصحية. وبلغ عدد المراكز الصحية التي أنشأتها قطر الخيرية في السودان 16 مركزًا يستفيد منها نحو 24 ألف شخص. وفي العام الماضي، بلغ عدد الأيتام الذين تكفلهم قطر الخيرية 1494 يتيمًا، بالإضافة إلى رعاية 67 أسرة فقيرة، وحفر 48 بئرًا في المناطق الأشد جفافًا، وإقامة 55 مبردًا للمياه. كما تهتم قطر الخيرية ببناء المدارس في إطار جهودها في نشر الثقافة والتعليم والتي تشمل بناء المساجد والمدارس، وتوفير الحقائب المدرسية، وكفالة طلاب العلم والمعلمين والدعاة والمحفظين. وفي العام الماضي، بلغ عدد منح الطلاب 215 طالبًا، وتوزيع 1386 حقيبة مدرسية، وكفالة 42 من الدعاة ومحفظي القرآن الكريم، وإقامة 8 مدارس يستفيد منها نحو 3200 طالب. وشدد الإسلام على العناية بحفر الآبار وتوفير المياه، انطلاقًا من قوله تعالى "وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي"، وحث النبي صلى الله عليه وسلم على حفر الآبار بقوله "من حفر بئر ماء، لم يشرب منه كبد حر من جن ولا إنس ولا طائر، إلا آجره الله يوم القيامة". كما قال صلى الله عليه وسلم "سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بني مسجدا أو ورث مصحفا أوترك ولدا يستغفر له بعد موته". وقوله صلى الله عليه وسلم "أيما مسلم سقا مسلما على ظمأ سقاه الله من رحيق المختوم". من جهته، قال السيد خالد الوكيل مدير فرع قطر الخيرية بالسودان: لقد ظل الكثير من سكان القرى في جمهورية السودان يعانون من أجل الحصول على مياه الشرب. لذا فقد قررت قطر الخيرية نذر نفسها العمل في مجال توفير مياه الشرب النقية، حيث نفذت قامت بحفر بعض الآبار في القرى واستفاد منها عدد كبير ، ومازالت تقوم بتنفيذ ماتبقى من مشروع حفر الآبار. ودعا المحسنيين إلى الاهتمام بقضية المياه، وقال: ساهموا معنا في حفر الآبار أو تعميقها أو توفير لوازمها، لأن عدد كبير من المسلمين لا يجدون ماء صالحا للشرب ، بعض منهم لا يجد الماء إلا بعد مشقة وتعب، لبعد مصادر المياه عنهم. وأوضح أن من أهم آثار مشكلة نقص المياه نفوق الثروة الحيوانية وتعطل النشاط الرعوي، ارتفاع معدلات الفقر والجهل والمرض بين السكان، انعدام وتعطيل الخدمات الصحية والتعليمية وبقية الخدمات الأخرى، نزوح سكان الريف إلى الحضر مما يسبب لهم عدة مشاكل تتعلق بالسكن والاستقرار، ضياع الوقت والجهد والمال في البحث عن مياه الشرب فضلا عن صعوبة أداء الفرائض من طهر وغسل ونظافة. في سياق متصل، أوضح الوكيل أن قطر الخيرية من خلال اهتمامها بمشاريع المياه والإصحاح تمكنت من حفر 15 بئر ماء مجهزة بالمضخات اليدوية في مختلف محليات ولاية جنوب دارفور، فيما يجري حاليا تنفيذ 7 آبار أخرى بالشراكة مع اليونيسيف وهيئة المياه والبيئة السودانية. وامتد هذا النشاط إلى ولاية غرب دارفور حيث يجري حاليا تنفيذ 26 بئرا أخرى في ولاية غرب دارفور مع منظمة الإغاثة الإسلامية ببريطانيا، كما تقوم الجمعية بصيانة 60 بئرا في محلية "الجنينة" بنفس الولاية إضافة إلى تنفيذ حملات وورش عمل للتوعية الصحية، وبناء خمس مجموعات من الحمامات في مدارس غير مجهزة بهذه الخدمة من قبل. وأكد الحاجة الماسة لتوفير المياه الصالحة للشرب للأهالي ولمواشيهم، منوها بأن كثيرا من النساء والأولاد يأتون مشيا على الأقدام أو يمتطون دواب لمسافات تصل إلى 5 كيلو مترات عن أقرب طريق إسفلتي لتعبئة أوعية بلاستيكية من الماء ثم يحملون هذه الأوعية على رؤوسهم أو على دوابهم. وأوضح أن حفر الآبار يسهم في التقليل من حجم الأمراض الناتجة عن استخدام الأهالي لمياه التجمعات السطحية الملوثة والتي تتسبب في ارتفاع معدلات الوفيات خاصة بين الأطفال تحت سن الخامسة. واستكمالا لخدمات حفر الآبار تقوم قطر الخيرية بعقد ورش عمل لتدريب 90 عاملا لصيانة الآبار بشكل دائم، وتوزيع 26 من معدات الصيانة على اللجان المشرفة على الآبار التي حفرتها في ولاية غرب دارفور.