طالب خبراء سياسيون ودوبلوماسيون بضرورة حسم مشكلات الهوية السودانية وإخضاعها للكثير من النقاشات التى من شأنها أن تعبر بالسودان الى بر الأمان خاصة بعد انفصال الجنوب وثورات الربيع العربي، ودعوا لضرورة ألا تنحصر نقاشات الهوية وسط الصفوة والمثقفين داخل الغرف فقط باعتبارها تهم كافة أطياف المجتمع السودانى وأن يخرج سؤال الهوية من كونه مرض صفوة، وحذروا من عدم حسم مشكلة الهوية الأمر الذى يؤثر فى مستقبل البلاد، منبهين الى عدم إيهام أنفسنا بأننا مجتمع متجانس. من جهته استعرض في المحاضرة التي أقامها بمركز مأمون بحيري (إشكالات الهوية فى السودان) أستاذ العلوم بجامعة ريدنغ البريطانية بيتر ودورد ماكتب عن الهوية السودانية من خلال ما تناوله عدد من المفكرين، وأشار الى عدم وجود تعريف للهوية في السودان وقال إنه أحيانا تتغير الى الأفضل وفي أحيان أخري سلبية وأكد علي أهمية تعريف الهوية السودانية، وقال وزير الدولة بالخارجية د.منصور يوسف العجب أمس إن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية على مر تاريخ السودان والى اليوم وفرت فرصة للتحدث حول الهوية السودانية، ورهن تكسير الحواجر الإثنية بتطور دولة قومية عبر تضمين الثقافة والدين باعتبارها عناصر مهمة فى الهوية السودانية، وحذر من مغبة أن يحدث بسبب ذلك ما حدث فى الصومال، منوها لأهمية العنصر الاقتصادي فى تكوين الهوية السودانية. من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية السابق بجامعة الخرطوم بروفسير عطا البطحاني إن السودانيين ومنذ الاستقلال وحتى اتفاقية السلام الشامل أضاعوا فرصا عدة فى خلق هوية تفضي لأن ينتقل المجتمع قدما فى التطور، متسائلا " أين الصفوة الآن للتغلب على ما يمر به السودان من مصاعب وهل نحن فى السودان أفارقة أم عرب أم سودانيون".