ما يزعج حقاً وما يجعل أي سوداني أصيل ذلك الكم الهائل من المتسولين والشحاذين من كل الأعمار ومن الجنسين، يقال إن أغلبهم أجانب وتقول الشرطة السودانية إن90% من الجرائم سببها أجانب، المسؤولون يقولون هذا الحديث المعيب، كيف تغض الدولة عن هذا المنظر الاليم والوضع الخطير، في تقديري وبالرغم من أن الحكومة تتحمل المسؤولية بصورة أكبر في هذا الوضع، فان المجتمع السوداني أيضاً يسهم بقدر في تشجيع ظاهرة الأجانب غير المرغوب فيهم أصلاً من شاكلة العجزة والأطفال وممن لا يملكون أي مقدرات تفوق ما عند المواطن السوداني العادي غير مهنة فنية عبر عدم التبليغ عنهم للسلطات الرسمية بل وربما تأجير المساكن للبعض منهم ومد يد العون للبعض منهم، إخلاء مناطق الخرطوم وشوارعها يظل أمرا حيوياً وضرورياً من هؤلاء المتسولين وغيرهم والأجانب غير المرغوب فيهم، هنالك أيضاً ظاهرة شباب وشابات صغار من جنسية معينة لا تنظر للمخاطر الكثيرة والخطيرة التى يتسببون فيها للمجتمع السوداني ونحن نغض النظر عن هذه الظاهرة بل تشجعهم في منازلنا وتسمح لهم بالعمل في المطاعم وفي مؤسساتنا الرسمية والخاصة وتشجع لهم كذلك في بيع الشاي والقهوة وحاجات ثانية!! والمرء يعجب كيف تسمح تلك الأقطار بخروج مثل تلك الفتيات الصغار من بلادهم وأين آباؤهن وأمهاتهن؟ فهن قنابل موقوتة بالنسبة للسودان من المصائب التي يحملنها وربما من دون علم، لابد من ضوابط مفعلة لضبط الوجود الأجنبي في السودان قولاً وفعلاً يتهم البعض بعض السلطات الرسمية بانها وراء هذه المشكلة، السودانيون يهاجرون للبلاد الأخرى بحثاً عن الرزق ولا بأس من أن يهاجر إلى السودان بعض أبناء الاقطار المجاورة ولابد أن تكون هذه الهجرات منظمة بقانون وضوابط ووفق حاجة البلاد، أما عن هؤلاء المتسولين والشحادين فلا ينبغي أن يكون لهم مجال للبقاء بالسودان حتي إذا تسلل البعض منهم عبر الحدود فهؤلاء وجوه قبيحة لا تشرف السودان بل تسيئ إليه، بعض هؤلاء الأجانب من مجرمين التي تتأذي منهم البلاد من اجرامهم المباشر أو بتأثيرهم على بعض السودانيين العاطلين فاقدي الحس الوطن والخلق القديم، حتي بعض الأجانب الذين نتوسم فيهم الخير يطلعوا مجرمين وعليه أرجو أن تكون من بين الإجراءات المنظمة الهجرة بين السودان والدول الأخري ما يثبت براءة الشخص الأجنبي القادم للسودان من أي أمراض معدية وخطيرة وكذا خلوه من الجرائم، وبعد ذلك تكون هنالك إجراءات متابعة الشخص الأجنبي داخل السودان في مواقع عملهم ومساكنهم وأماكن وجودهم لمزيد من التحوط، على السلطات الرسمية ضرورة اشراك المجتمع فيما يختص بالاجراءات الخاصة بالأجانب. التسول موجود في العالم ولكننا في السودان لم نعهده بهذا الحجم الكبير في السنوات الأخيرة حتى من بعض السودانيين الذين ضاقت بهم سبل العيش، وبالرغم من ذلك فان النفس السودانية عزيزة ولا يلجأ لمهنة التسول إلا ذو حظ ضعيف من عزة النفس وكرامتها، فالمجتمع السوداني والحمد لله مجتمع تكافلي، وما نظام الاسر الممتدة بالسودان إلا وجه من وجوه هذا الإرث العظيم والذي هو من أصل الدين الإسلامي. برغم هذا الذي أقول فيؤلمني جداً أن أرى بعض الشيوخ وفي مقام الآباء وفي الخرطوم بحري بالذات يتسولون ويمدون أيديهم لكل من هب ودب، والبعض من هؤلاء يستعينون في الشحتة بأبناء صغار، تلك صورة مؤلمة ويتبادر لذهني السؤال: أين أولياء أمور هؤلاء الشيوخ، وأين أبناؤهم؟ هل وصلت الأمور لهذه الدرجة التي يتهرب الأبناء من آبائهم وهم يجسمون تلك الصورة؟ هذا الموقف لا يشرف أحداً حتى وان أراد بعض مدعي عزة النفس من الشيوخ أو ابنائهم أو اخوانهم من ان يتكسبوا من التسول. محمد عثمان سيراب مهندس زراعي بالمعاش