أغارت القوات الإثيوبية، أمس الجمعة، على مواقع عسكرية في أريتريا المجاورة لاستهداف "مجموعة تخريبية" قالت إنها تعمل من داخل البلاد، ما يزيد التوترات بين الدولتين الغريمتين. وقال المتحدث باسم الحكومة الأثيوبية شيميلز كيمال إن الهجوم البري يوم الخميس، استهدف ضرب قواعد تستخدم في شن هجمات تهدف إلى زعزعة استقرار إثيوبيا. وأضاف كيمال يقول في مؤتمر صحفي، إن مثل هذه الهجمات "تنظم بدعم وتمويل من قبل الحكومة الاريترية". من جانبها حثت إريتريا الأممالمتحدة على اتخاذ إجراء ضد إثيوبيا أمس بعد هجوم على قواعدها العسكرية وصفته حكومة أسمرة بأنه استفزازي. وقال وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح -في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة- "واضح تماما أن النظام الإثيوبي ما كان ليشن مثل هذا العدوان الصارخ بمثل هذه الجرأة دون حماية ودعم الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن". وأضاف "إريتريا تحث مرارا مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية الأخلاقية واتخاذ إجراءات مناسبة لتدارك أعمال العدوان على سيادة الأراضي الإريترية". ووقع الهجوم على بعد 16 كيلومترا داخل الأراضي الاريترية، من المتوقع أن يشعل التوترات بين البلدين، اللذين خاضا حربا لمدة عامين عام 1998، والتي خلفت نحو 80 ألف قتيل، وأدت لقطع العلاقات الدبلوماسية منذ ذلك الحين. وجاء التوغل العسكري الإثيوبي انتقاما لمجموعات مدعومة من إريتريا يعتقد أنها مسؤولة عن ارتكاب فظائع في إثيوبيا، بحسب المتحدث، بما في ذلك هجوم في يناير، أسفر عن مقتل خمسة سياح غربيين. وقال كيمال إن إثيوبيا تفضل تسوية النزاعات مع جارتها عن طريق الحوار السلمي، لكنه شدد على أن "البلاد لن تتردد في اتخاذ إجراءات انتقامية إذا شنت اريتريا المزيد من الهجمات". ويشار إلى أن إريتريا حصلت على استقلالها عن إثيوبيا في عام 1993، بعد حرب استمرت 30 عاما، كانت قبلها تعد ولاية إريترية. وقالت وزارة الخارجية الإريترية في بيان إن هدف الهجوم هو تحويل الانتباه عن القضية الأساسية الخاصة بانتهاك النظام الإثيوبي الفاضح للقانون الدولي والاحتلال غير المشروع لأراض إريترية ذات سيادة. وأضاف البيان أن إريتريا لن تسقط في شرك مثل هذه الحيل الخادعة التي تهدف إلى عرقلة وتعطيل القضايا الجوهرية التي تستحق الاهتمام. وقالت إريتريا إنها لن تستدرج للدخول في حرب مع -عدوها اللدود- إثيوبيا بعد التوغل العسكري. بدوره أكد وزير الإعلام الإريتري علي عبده لوكالة الأنباء الفرنسية أمس أن بلاده لن ترد على الهجوم الذي شنته القوات الإثيوبية الخميس على قاعدة داخل أراضيها، مكذبا ادعاء أديس أبابا بأن هذه القاعدة تستخدم معسكرا للإرهابيين. وقال علي عبده "إن الذين لا يعرفون الثمن هم المتعطشون للحرب، حاربنا بما يكفي لمدة 30 عاما، ولن نترك مثل هذه الاستفزازات العدائية تجرنا إلى الحرب". وتعد هذه الهجمات الأولى التي تعترف إثيوبيا بشنها داخل إريتريا منذ انتهاء حرب دارت بينهما بين العامين 1998 و2000 وقتل فيها 70 ألف شخص، وتقول إريتريا أن إثيوبيا شنت هجمات أخرى. ولم يحل بعد النزاع الحدودي المستعصي بين البلدين بعد انتهاء الحرب عام 2000. وقضت لجنة مختصة بترسيم الحدود الإريترية الإثيوبية -مقرها لاهاي- في العام 2002 بأن قرية بادمي الحدودية تتبع إريتريا. ورغم ذلك لا تزال القرية تحت سيطرة إثيوبيا.