التوتر الراهن فى العلاقات الأريترية الأثيوبية يفرض على السودان تحديات جديدة فى الحفاظ على حدوده الشرقية مستقرة بعد ان حدث انفراج فى علاقات الخرطوم وانجمينا. ---- الامر الذى سينعكس على استقرار الاوضاع على الحود الغربية للبلاد، والتحدى الذى يشكله التصعيد الراهن بين اديس ابابا واسمرا يأخذ بعدين سياسياً وانسانياً، ورصدت وسائل الاعلام خصوصا بعد قرار مجلس الامن الدولى بفرض عقوبات على اسمرا بتهمة زعزعة استقرار الصومال الجار والحليف لاثيوبيا، رصدت تبادل كل من اسمرا واديس ابابا الاتهامات وعودة نبرة الحرب الى الخطاب الاعلامى والسياسى الرسمى فى البلدين ، فقد اتهمت اريتريا جارتها إثيوبيا بالتوغل في أراضيها وردت الأخيرة الاتهام بانه محاولة لصرف النظر عن المشاكل الداخلية التى تكابدها الاولى، وقالت وزارة الخارجية الاريترية في بيان صدر مطلع هذا الاسبوع إن القوات الإثيوبية شنت هجمات متتالية على مناطق البلاد الحدودية، مؤكدة صد القوات الاريترية للهجوم وتراجع القوات الإثيوبية إلى مناطقها، وأوضح البيان أن المعارك الحدودية أدت إلى مقتل «10» جنود إثيوبيين واسر عدد آخر منهم، مضيفة أن القوات الإثيوبية تركت وراءها أسلحة رشاشة ومعدات عسكرية أخرى. ومن جانبها، ردت الحكومة الإثيوبية على الاتهامات الاريترية بنفيها، مؤكدة انه لم يحصل أي توغل إثيوبي في أراضي الأخيرة. وقالت أديس أبابا إن حكومة أسمرا تحاول استخدام هذا «التكتيك التضليلي» في محاولة منها لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية التي تعصف بالبلاد، على حد قولها. التوتر الراهن ليس جديدا فعلاقات البلدين الجارين منذ استقلال اريتريا اتسمت بكثير من التوتر والمواجهات الدامية كالحرب التى اندلعت بين عامى 1998 و2000 وحصدت اكثر من «80» الف ضحية وعلقت آمالاً عراضاً على اتفاق الجزائر العام 2000 فى ان يضع حدا لهذه العلاقة ولكن التوتر لايزال سيد الموقف، ودخلت ازمة الصومال كساحة مواجهة ومزايدة بين الطرفين الذين يتهم كل منهما الآخر بدعم طرف من اطراف الصراع الصومالى ضد الآخر، وترى اسمرا ان اديس ابابا كانت وراء قرار مجلس الامن الاخير ضدها مستغلة علاقاتها الجيدة مع الولاياتالمتحدةالامريكية. تعقيدات الازمة الاريترية الاثيوبية تجعل من اى تحرك سودانى لاحتواء الموفق بين البلدين محفوفاً بمخاطر اتهام السودان بالوقوف مع طرف ضد الآخر والواقع ان السودان الواقف على مسافة متساوية من الطرفين يتمتع بعلاقات جيدة مع العاصمتين رغم اصابته بشظايا الاتهامات المتبادلة (بأن بعض اراضيه اصبحت منطلقا لشن عمليات ضد البلد الآخر)، والسودان وكذلك مصر تربطهما علاقات تعاون وثيقة مع اثيوبيا في إطار الإنتقاع من مياه نهر النيل، وتوج تطور العلاقات الاثيوبية المصرية من خلال زيارة رئيس الوزراء المصرى احمد نظيف الى اديس ابابا اخيرا ووصفها موقع اليوم السابع المصرى بانها حققت نتائج مهمة على جميع الأصعدة الرسمية والاقتصادية والتجارية، وكذلك على مستوى دفع العلاقات مع دول حوض نهر النيل. اما التحدي الانساني الذي يجب التحضير لمواجهته فهو بدء تدفق المزيد من افواج اللاجئين من البلدين في ظل التصعيد بينهما، وربما في حال تطور لاحقاً الى عودة الحرب مجدداسيتضاعف اللجوء، واشار موقع مركز انباء الاممالمتحدة الى أن شرق السودان يشهد تدفقا للاجئين من إريتريا وإثيوبيا بمعدل (1800) شخص شهريا ويقيم (66) الف لاجئ، معظمهم من إثيوبيا وإريتريا والصومال في مخيمات بشرق السودان ويواجهون صعوبات في الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والحماية. وقال مدير مكتب أفريقيا بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، جورج أوكوث أوبو، «إن الفقر المدقع والجفاف والحرمان وعدم الحصول على الخدمات الأساسية والبطالة بالإضافة إلى تدهور الأراضي وانعدام المراعي جميعها صعوبات ومعوقات تواجه اللاجئين والسكان المحليين على حد سواء.