دعوني اليوم انتقل بكم الى موضوع في غاية الاهمية، وهو موضوع ذوي الاحتياجات الخاصة، تلك الشريحة التى ظلمت وتظلم في كل يوم، على مرأي ومسمع من مجتمعنا السوداني الذى يبدو انه بالفعل اصيب بشرخ كبير في نسيجه المترابط والذى ميزه عن سائر دول العالم، ولن اتحدث اليكم هاهنا عن ظلم تلك الشريحة من قبل الدولة، ففي الآونة الاخيرة ظهرت بعض اللفتات التى تستحق عليها بعض مؤسسات الدولة التصفيق وهي تبادر لتقدم بعض الرحيق، مع اننا نطالب بكل الرحيق، فتلك الشريحة تستحق بالفعل ان تمنحها الدولة مزيداً من اهتمامها، والا تكون تلك اللفتات والاشراقات مجرد حالة عابرة....ومااود التحدث عنه اليوم هو فهم المجتمع السوداني لكيفية التعامل مع تلك الشريحة، وكيفية ادراكه لواجبه تجاهها، واقول هذا الحديث وانا اشاهد بالامس (كفيفاً) يعاني الامرين لعبور الشارع، دون مراعاة من سائقي السيارات لتلك الاشارة التى كان يقوم بها، والتى تعني انه يحتاج للمساعدة، شاهدت بحسرة والم كيفية تخطي السيارات له في لامبالاة، واصبت بصدمة حقيقية وسائق حافلة عامة (متهور) يقارب ان يصطدم به لتصبح الفجيعة فجيعتان.!! والرسالة يبدو انها واضحة ولاتحتاج ل(مايكروسكوب) لتتضح الرؤية، فهي رسالة لكل فئات المجتمع ان تتعامل مع تلك الشريحة بقليل من الاهتمام والعطف، فهم بالرغم من محنتهم لايزالون يمتلكون الارادة التى تدفعهم للخروج للشارع كل يوم، وبعضهم يعلم تماماً انه قد لايعود مرة اخرى لمنزله..لذلك تعالوا معاً نمسح تلك الصورة القاتمة ونستبدلها بأخرى اكثر بياضاً. إلى اتحاد المهن الموسيقية: ظاهرة (فنانات اللبش) اصبحت تتزايد بصورة مرعبة، وكذلك اغنياتهن، التى خرجت من حيز الهبوط إلى حيز (عدم الحياء)، والشاهد على ذلك كثير من الحفلات التى تحتضنها احياء الخرطوم، وعلى سبيل المثال لا الحصر استمعت انا شخصياً لاغنية عجيبة جداً يقول مطلعها: (بخت رأسي جنب رأسو..واتعطر بي انفاسو)..!! وأخرى يقول مطلعها: (انا مالي فيني شنو بشربوا بي الجبنه.!!!)..واقسم بالله العظيم ان تلك الاغاني يتم تداولها عبر اجهزة الجوال وتدخل كل بيت سوداني، والرسالة التى احب ان اوجهها لإتحاد الفنانين، اعلم تماماً انها لن تجد اي اهتمام لأننا اعتدنا على تجاهلهم لكل مانكتب، واذ نقوم بمطالبتهم هاهنا لايجاد حل لتلك الكارثة، فهو ليس الا من باب المهنية والواجب والضمير والقلم الذى يسألنا الله عما كتبنا به يوم القيامة..ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم. شربكة أخيرة: الشكر لكل قراء الزاوية والذين راسلوني عبر البريد الالكتروني وقدموا لي عدداً من الموضوعات لطرحها، واقول ل(دانيا) و(ام رتاج) القارئتان المواظبتان على العمود، اننا بإذن الله سنتناول القضايا التى طرحتماها في مساحات اوسع وارحب..تحياتي..