ومقطع من مسرحية (شاهد مشافش حاجة) يجعلني أكتب اليوم عن ظاهرة تحتاج لتسليط الضوء عليها..والممثل الكوميديان الاشهر في الوطن العربي عادل أمام يقف امام القاضي ويشرح له سبب مجاورته في السكن ل(رقاصة) ويقول بهدوء: (والله يا بيه لو كل واحد عزل عشان جارتو رقاصة كان البلد باتت في الشارع)..وبين ثنايا الحديث رسالة واضحة موجهة لحال الشارع المصري في ذلك الوقت..ونفس الرسالة اليوم نبعثها لمجلس المهن الموسيقية..والذين يبدو أنهم (يتضايقون) كثيراً عندما نبعث لهم بإحدى الرسائل..وكأنهم يطالبوننا أن نذهب بحديثنا هذا إلى أي مجلس آخر..مع العلم انهم الجهة المناط بها كل ما يتعلق بالدراما والموسيقى والشعر وخلافه من ادوات الابداع..أما المبررات التي ستأتي بعد هذا المقال فأنا اجزم انني (احفظها صم) من كثرة ترديدها على مسامعي واولها مبرر (والله ما عندنا امكانيات عشان نسيطر على الحفلات في الشوارع)..ولتذهب الامكانيات إلى الجحيم طالما اصبحت اليوم (شماعة من لا شماعة له)..وليذهب كذلك (حياء) المواطن إلى الجحيم وتلك المطربة الناشئة بإحدى حفلات الحواري تغني وعلى الملأ: (بخت رأسي جنب رأسو..وأتعطر بي أنفاسو). الموضوع يا اهل المجلس الموقرين لا يحتاج لامكانيات مهولة مثل التي تظنون..الموضوع بسيط جداً ويبدأ من نقطة واحدة وهي فرض الاحترام على الساحة الفنية..وإنشاء تعاون مشترك مع الجهات الرسمية في هذه البلاد كشرطة المصنفات..وإمتداد تلك الشراكة لتصل حتى شرطة أمن المجتمع بحيث يوضع في تصريح الحفل تحذير صغير بعدم تغني أي فنان أو فنانة حواري لا تمتلك مؤهلات الغناء أو (الرخصة).. والتي نخاف والله أن تكون قد منحت لبعض فنانات الحواري وبالتالي لن نجد ما نقول سوى "حسبنا الله ونعم الوكيل". جدعة: شماعة الامكانيات صارت تصيبنا بالإحباط والتقزز، بالرغم من اعترافنا التام أن الدولة مقصرة في هذا الجانب، ولكن هل يبيح ذلك ترك الحبل على الغارب لبعض مطربات الحواري المنزوع من وجوههن لحم الحياء ليلوثن بيوت اسر سودانية بغث اغنياتهن وبقذارة مفرداتهن التي كتبها لهم أحد (الشبيهة) في قعدة جبنة.؟؟ لسعة: الموضوع خطير يا هؤلاء لو تعلمون..ففنانة تغني في الخرطوم اغنيات على شاكلة تلك سالفة الذكر، وأخريات لا تسمح قواعد النشر بعرضها هاهنا، ربما يحتاج لجلسة مع الضمير في المقام الاول، ولإدراك أن الموضوع اخطر بكثير من مطاردة الفنانين من أجل نيل رخصة المجلس. شربكة أخيرة: لسنا (ملائكة) أو رسلا..ولكننا نعيب على مجلس (كبير وعريض) استسهال مثل تلك الامور، والتشبث بمفردة الامكانيات كقشة للعبور من طوفان النقد..فليتكم توقنون..وليتكم تسمعون..قبل أن تتفاقم المشكلة..وقبل أن يحتاج المواطنون للإستعانة بعربة (999) من أجل إنزال فنانة حواري من خشبة المسرح..(ولنا عودة مرة اخرى).