أن يكون للصحفي موقف واضح وقطعي ضد الجنائية ومخطط تفتيت السودان و(الادوات البشرية) المستخدمة فيه والمسماة زورا وبهتانا سياسيين وناشطين وصحافيين ... أن يكون لديه هذا الموقف الأخلاقي المشرف ليس بالضرورة أن يجعله هذا الامر (مؤتمر وطني) بل ربما يتماشي هذا مع معارضته للمؤتمر الوطني ومطالبته بتغيير النظام بالوسائل السلمية، أو حتى الإنتماء لحزب إسمه (التغيير). ولذلك فإنني أجد نفسي مرتاحا للنصيحة الأبوية المشبوبة بالعاطفة والشفقة لا التخوين وسوء الظن التي وجهها مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان للصحفيين السودانيين بعدم (التخابر) مع قادة دولة الجنوب الذين يقودون الآن (و بالأحرى ينفذون) مخططا ضد الشمال. بالتأكيد كلمة (التخابر) كلمة مزعجة ولكن الأكثر إزعاجا منها أن يقدم الصحفي خدمات إعلامية ومعلوماتية للقائمة السوداء أعلاه ..! من المفيد للصحفي (بل من الواجب) الدخول في حوار ومواجهات مع كل الاطراف ولا يجدر به (المقاطعة) ولكن أن يدخل في هذه المواجهات بأجندة وطنية غير محايدة ... أكرر غير محايدة وذلك لأن القضية عندما تكون (جنة) و (نار) فإنه لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار كما يقول الشاعر الراحل نزار قباني ..! ثم إن الحياد المزعوم هذا قد تمت قسمته أكاديميا إلى حياد إيجابي وحياد سلبي وحياد نسبي .... فبطل ما يدعيه بعض المتنطعين بالحديث عن حياد الخبر وترديد ذلك في بغبغائية مفلسة لا تنتبه للتطور الذي حدث في الإعلام كعلم وتخصص ... أي خبر محايد هذا يكتب فيه (المجرم عمر البشير) كما تكتب كثير من الإصدارات الموالية لمحكمة الجنايات (الأوربية) وصويحباتها من بعض المنظمات ..! لقد التقيت صحافيين أفارقة بل أوربيين مسيحيين ولادينيين يعلون الإلحاد يشككون ويرفضون كل الإتهامات بحق السودان وبعضهم يعيب علينا الإنكفاء وعدم مواجهة العالم إعلاميا فإذا كان هذا موقف صحفيين غير سودانيين وغير مسلمين فكيف لصحفي مسلم إبن مسلمة أن يتعاون مع مخالب (اللوبي الصهيوني) ويشاركهم في حملات يراد بها هزيمة الجيش السوداني ..! أعزائي المتأنقين بالعبارات والأوصاف (تقدمي) ، (ديموقراطي) ، (مرن) و .... الإنتماء للتراب وللوطن وللدين ليس سبة يا هؤلاء إنه شرف وعزة يجب أن نتسابق عليها ونعلنها بوضوح ويجب على الصحفيين السودانيين أن يكون لديهم موقف يشبه السودان والسودانيين وكرامتهم وعزتهم ولا يتعارض هذا مع توجيه أقسى النقد للحكومة ..! في هذا السياق وبالرغم من خلافي السابق والمستمر مع مولانا أحمد إبراهيم الطاهر حول حق التظاهر الذي ناقشته فيه في داره وفي أروقة الحزب إلا أنني أجدني أحترم تصريحاته الوجيهة فيما يتعلق بحدود مهنية وأخلاقية الصحافة ولكنني أعتقد أنها كان يجب أن تصدر من الأمين العام لمجلس الصحافة ورئيس إتحاد الصحفيين .... أما دكتور تيتاوي فقد قالها كثيرا وبلغة مجردة وجافة أحيانا حتى قامت عليه الأرض ولم تقعد ولكن واجب التكامل والتعاون بين المجلس والإتحاد على تعزيز الروح الوطنية في الصحافة السودانية هو (الغائب) والدولة هي (العاجزة) عن إدارة الازمة التي لم تعد مكتومة بين المجلس والإتحاد بما يكفل حلها وإعادة التعاون بدلا من (التراشق الإعلامي) ..!