ما هي شروط (المذيع)..؟ سؤال ربما يسأله (دشليون) بني آدم في الدقيقة الواحدة دون أن يتكرم احد بالإجابة عليه، وذلك طبعاً لأن تلك الشروط الواجب توفرها في الاصل (غير موجودة)، وحتى القائمين على اختيار المتقدمين لمثل تلك الوظيفة الاعلامية الحساسة يجهلون تماماً الشروط التى يجب توفرها في المذيع حتى يتقبله المشاهد و(ينزل من زورو) على قول أخوانا المصريين، وقضية (المذيعين) في السودان تحديداً صارت تؤرق مضاجع المشاهد (المسكين) الذى اختارت الاقدار أن يجلس ويشاهد كمية من (البلادة) المستوطنة لبعض المذيعين الوافدين لبعض الاجهزة والقنوات التلفزيونية المختلفة، والذين جلبتهم لتلك الوظيفة رياح المصلحة و(هبوب) العلاقات العامة، ويظهر كل ذلك من خلال اضمحلال ثقافة بعضهم حتى أن الكثيرين يصابون بالغثيان وهم يستمعون لأحدهم ضمن برنامج. لازلت اذكر أننا في ايام الجامعة كان بعض دفعتنا آنذاك بجامعة السودان، يقومون بتقديم فقرات احتفالات كلية الإعلام بجدارة ونبوغ فطري قلّ أن يتوفر في تلك الفترة، وكنا نتوقع لبعضهم مستقبلاً مشرقاً في الإعلام وتحديداً في الإذاعة والتلفزيون، ولكن مع الأسف، التقيت بأحدهم وسألته عن عمله، فرد على بأسف بأنه لا يزال (عاطلا)، وقبل أن ابدي دهشة كانت مطلوبة في ذلك الوقت، حكى لي عن اكثر من (الف) معاينة قام بدخولها، وخرج منها بخفي حنين بعد أن فاجأته بعض تلك اللجان بأنه (لا ينفع) للعمل كمذيع.!..لذلك اصابه الإحباط وقرر أن يهجر حقل الاعلام نهائياً، (مع العلم بأنه حاصل على بكالاريوس في المجال).! ويمتلك من الموهبة ما يؤهله لأن يصبح مذيعاً مقتدراً يضيف للجهة والمكان الذي يعمل به، ولكن... حقيقة ما درسناه في مجال الإعلام عن (الإذاعة والتلفزيون) وعن شروط المذيع ومؤهلاته وصفاته لا ينطبق اطلاقاً على من نشاهدهم اليوم خلف المايكروفون، (ولا أقول معظمهم ولكن بعض منهم حتى لا نظلم آخرين)، وانا أعلم تماماً أن عددا كبيرا من الذين نقصدهم بهذا المقال في هذه اللحظات يقوم بقراءته، ويعلمون تماماً انهم (ناسنا القاصدنهم ذاااااتو)، ولهم اقول: (عليكم الله شوفوا ليكم شغلانية تانية..والله العظيم عذبتونا بالجد). شربكة أخيرة: المشكلة الأساسية ليست في أن تستوعب بعض القنوات اولئك (الضرايس)، ولكن المشكلة الحقيقية هي انها تفرضه على المستمع وتساهم بذلك في اصابته بمختلف امراض العصر المستوطنة كلما ضغط على قرص التلفاز، لذلك فنصيحة لوجه الله لاولئك نقول لهم فيها: (عينوهم كما تشاؤون..اصرفوا لهم بالريال او بالدولار..ولكن لا تفرضوهم علينا..لأننا في الأصل (ما ناقصين بلاوي).