كيف نستفيد من الفرصة التي إتاحتها لنا اجتماعات البنك الاسلامي للتنمية المنعقدة هذه الأيام بالخرطوم.. لم يكن اجتماعا دوريا عاديا لمناقشة أجندة وتقارير خاصة باداء المؤسسة التمويلية بل كانت الانشطة المصاحبة من ندوات وسمنارات ولقاءات لها زخم كبير جدا احدثت حراكا كبيرا في سكون القطاع الاقتصادي السوداني الرسمي والخاص. من استثمار وبنوك وقطاع أعمال خاصة وأن البلاد كانت تعيش ركودا مأساويا بسبب ماخلفته احداث خروج البترول من أزمة نفسية. من المهم جدا أن تستفيد الحكومة وكذلك القطاع الخاص السوداني الذي اصابه الوهن من وجود هذا الكم الهائل من وزراء مالية ومحافظي بنوك مركزية ورجال أعمال ومؤسسات تمويل إسلامية لتحريك قاعدة الانتاج السوداني وفي عقد شراكات إستراتيجية خاصة في قطاعي الزراعة والصناعة فتفاعل هذه المجموعات الاقتصادية مع السودان يجب الا ينتهى مع مراسم ختام الجلسات بقاعة الصداقة.. الدولة مهمتها وهى قد استمعت الى مشكلات المستثمرين وتعويق القوانين مباشرة من كبار رجال الاعمال في العالم الاسلامي أن تتخذ قرارات سريعة وفورية بما يخدم قضية الاستثمار في البلد. تمنيت لو صدر قرار جمهوري في هذا الخصوص وأمام هذا الحشد الكبير والمهم حتى لوكان إلغاء قانون الاستثمار طالما انه هو العقبة في طريق ولوج المستثمرين في البلاد.. كان شيخ صالح الكامل صريحا وواضحا وهو رجل يحب السودان ومعروف عنه ذلك.. شيخ صالح لم يثن على القوانين والاجراءات كما يفعل البعض عندما تقدم لهم دعوة للوقوف على وضع الاستثمار هؤلاء وقبل مغادرتهم يطلقون التصريحات (الهلامية) من النوع الذي يشير الى أن قوانين السودان هى الافضل في العالم ويحتفى المسئولون بهذا القول وننتظر منهم العودة لممارسة العمل وفق مارأوه افضل قانون ولاياتون. القوانين المكبلة لحرية الاستثمار قد تكون سببا لعدم استفادة البلاد من هذه التظاهرة الاقتصادية المهمة. لابد أن يأتى هذا التجمع بفائدة اقتصادية للبلد أن تكون لها نتائج عملية في اقامة مشروعات حقيقية وشراكات مثمرة. الرسالة الاقوى من تجمع وزراء مالية الدول الاسلامية ومحافظي بنوكها المركزية وقطاع الاعمال هو وقوف هذه الدول مع السودان ورغبتها في معالجة مشاكله الاقتصادية خاصة بعد الانفصال... فاذا استوعبت الحكومة هذه الرسالة المهمة وعملت بها باستثمار وجود وزراء مالية الدول الغنية فمن الممكن جدا أن تكون هنالك نتائج سريعة على الاقتصاد خاصة فيما يتعلق بضبط سعر الصرف... يمكن للسودان أن يحصل على قروض ميسرة خاصة التي تتيحها كثير من مؤسسات التمويل الاسلامية وعلى رأسها البنك الإسلامي للتنمية بجانب الصناديق العربية مثل الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وقياداته صديقة للسودان والصندوق السعودي لتنمية الصادرات وقد قدم العديد من التمويلات للسودان وكان حاضرا الشهر الماضي وقدم 50مليون دولار لتمويل مشروعات زراعية وصندوق ابوظبي وغيرها من الصناديق التي يمكن أن تقدم تمويلات ميسرة إذا ما كانت لدينا مشروعات مدروسة. علينا في هذه المناسبة أن نزجى الشكر الى البنك الإسلامي للتنمية بجدة هذه المؤسسة العريقة والمحترمة التي وقفت مع السودان في ظروفه العصيبة أيام الحصار الاقتصادي والتي لم تستثن منها حتى الصناديق العربية بداية التسعينات. لم يتوقف البنك الإسلامي وعلى رأسه دكتور أحمد محمد علي من تقديم العون المالي والقروض الميسرة لانفاذ مشروعات مهمة ومازال.