يا أمي عندي مشوار.. خلي الأولاد معاك.! الخرطوم: فاطمة خوجلي تعمد كثير من الفتيات وخصوصاً المتزوجات حديثاً إلى الاتكال على والداتهن في أمور عدة، خاصةً فيما يتعلق بأطفالهن أثناء خروجهن للسوق والمناسبات العامة والخاصة، فوجود (الحبوبة) بجانب الصغار يبعث على الراحة والاطمئنان، وخصوصاً المتقبلة للأمر ب(صدر رحب)، إلاّ أن بقاء الطفل فترة طويلة عند (الحبوبة) قد يسبب ربكة لها...فهي بالكاد تستطيع تدبر أمور نفسها...(السوداني) كانت لها وقفة مع بعض الزوجات وأمهاتهن حول: (يا أمي عندي مشوار خلي الأولاد معاك)..فكانت هذه الحصيلة. (1) في البداية قالت (سبأ حسن) إن طبيعة عملها تُحتم عليها أن تضع طفلها لدى أمها كل صباح، وفي بعض الأحيان يمكث لديها وقتا طويلا حتى المساء، لإرهاقها في العمل ولكثرة الأعباء التي تتحملها، مضيفة أنه في بعض الأوقات يكون لديها موعد آخر كموعد للمستشفى أو زياره أحد، ولا تستطيع أخذ ابنها معها في تلك الزيارة، فتتولى والدتها مهمة رعاية الابناء،(مشيرة إلى أنه لا حل لديها سوى والدتها)...اما أختها فاطمة حسن فتوضح قائلة أنها تفتقد للخادمة، الأمر الذي يضطرها إلى حمل ابنتها كل صباح، ووضعها لدى والدتها، مضيفةً أن ذلك يبعث داخلها الراحة، مؤكدةً على أنه لو كان لديها خادمة، فإنها لن تثق بها إطلاقاً. (2) وذكرت أم شهد أنها ربة منزل ولكنها (مجاملة) وتحب الذهاب إلى المناسبات، مبينةً أنها تضطر إلى إرسال صغارها لوالدتها؛ لأنها تتحمل ذلك، مشيرةً إلى أنه عند الانتهاء من تلك المناسبة في منتصف الليل، فإنها قد تضطر إلى أن يمكثوا تلك الليلة لدى والدتها؛ لأن الوقت يكون متأخراً، موضحةً أنه في اليوم التالي يعودون إلى المنزل بكل أريحية وعدم تضجر وملل, لافتةً إلى أنه في بعض الأوقات ترى الضجر على محياهم، لكنها تستطيع إزالته بتقديم الحلويات أو أي شيء يحبونه. (3) هند الحسين تقول: ابتعدت عن حضور مناسبات الأفراح والأتراح، من أجل ابنتي, إلاّ أن والدتي رفضت ذلك؛ حيث تخشى انقطاعي عن المجتمع، مضيفةً أن والدتها طلبت منها مكوث ابنتها لديها لحين الانتهاء من أي مناسبة، مشيرةً إلى أنها أصبحت في المناسبات المهمة والضرورية تضع ابنتها لدى (حبوبتها) مع عدم مكوثها وقتا طويلا, حتى لا تتسبب في إرهاق والدتها، ولكي لا تبتعد كثيراً عن ابنتها. (4) ورفضت مها الأمين ما تفعله هؤلاء الأمهات، وخصوصاً أثناء الحضور للمناسبات، أو الذهاب إلى أماكن ترفيهية، معتبرةً ذلك شيئا غير مهم، بل وليس من الضروري العمل به، ذاكرةً أنه بإمكان الأم الاتصال على أصحاب تلك المناسبة، والاعتذار لهم، أو الذهاب إليهم فترة قصيرة من الوقت، ثم العودة الى المنزل، لافتةً إلى أن ذلك العمل يُعد إهمالاً في مسؤولية الأم, وعدم تقديرها لأبنائها، بل وعدم معرفتها بشؤون الأمومة الصحيحة. (5) وذكرت تهاني عبد الله أنها لا تُحبذ وجود الأطفال معها في السفر، موضحة أن أهل زوجها من (بورتسودان)، مضيفة انه عندما يكون هناك ما يستدعي ذهابهم إلى هناك فإنها تترك أطفالها مع والدتها، مبينةً أن وجود الأطفال مع والدتها قد يسليها، ووجودهم معنا قد يرهقنا، وقد تطرأ علينا بعض ظروف الطريق الصعبة، والتي قد تغير مجرى السفرة الى نكد وملل لا يتحمله الأطفال. (6) (الحبوبة) أم محمد تقول: (حبي لحفيدي الوحيد واهتمامي به يدفعني الى تقديم طلب لوالدته بجلبه لي في الأوقات التى تكون فيها مشغولة او مرتبطة بأي موعد، مضيفةً أنها هي من تبادر بذلك، بل ولا ترى فيه أي سلوك غير صحيح، مشيرة إلى أنها اعتادت على تربية الأبناء والسهر عليهم، أما بنات هذا الجيل، فهن لا يستطعن أن يوفقن بين عملين في آن واحد، بل ولا يتحملن أعباء أطفالهن، مؤكدةً أنهن مع مرور الوقت يستطعن تحمل المسؤولية كاملة). (7) الاختصاصية الاجتماعية معزة الفاضل ترفض تلك القاعدة التي اتخذتها كثير من النساء؛ بسبب أو بدونه, وقالت: (تشتت الطفل بين منزلين لا أرى فيه أهمية إلاّ لظروف قاهرة جداًّ، كوجود الأم بالمستشفى عدة أيام, أو سفرها لعلاج، أو أي من الظروف الصعبة...أو انشغال الأم بالدوام الرسمي بحكم انها موظفة، مضيفة أن الزوجات يحرجن أسرهن بكثرة طلباتهن وتجاهل مسؤولياتهن، مبينةً أن الطفل سيُبنى داخله رفض الأم له، وقد يؤثر هذا الأمر عليه سلباً، بل وقد يزرع داخله عدم تقبل الأم له.