الساعة باتت ساعة حرب ؛ بين دولتين شمال وجنوب السودان .. بالتالي لا مكان بتاتا لأن يتخذ الإنسان موقفا رمادياً .. ففي حضرة الوطن تنسى الخلافات ويتجاوز الجميع عن كل الجراحات والمرارات لأن الوطن هو ملك للجميع .. بل هو ملك للأجيال القادمة والتاريخ هو الفيصل الحقيقي الذي يتم بناء على وقائعه تقييم المواقف لكل مشارك في أحداث هذا التاريخ سواء كانت مشاركته إيجابية أو كانت مشاركة سلبية !! فبكل صراحة وفي مثل هذا المقام لا يصح إلا أن يكون الإنسان صريحاً مع نفسه أولا ومع الآخرين ثانيا .. لدي رصيد كبير من التحفظات والاختلاف مع سياسات المؤتمر الوطني التي تجعلني أكن لهذا الحزب الكثير من المشاعر (السلبية!) ولكن عندما يصبح الوطن في حالة حرب يجب أن أنسى كل خلاف مع سياسات هذا الحزب لأنه الحزب الذي يدير دفة وضع سياسي وعسكري شديد التعقيد مع دولة الجوار (السوداني!) .. ولأن الوطن لا يحتمل تعقيد الأمر أكثر يجب أن نشد من أزر قواتنا المسلحة وقيادتنا السياسية مهما كانت خلافاتنا مع الحزب الحاكم وسياساته وأن لا نستغل مثل هذا الوضع لبث الفتن فالوطن شيء وخلافاتنا مع من يحكمون الوطن شيء آخر .. فطالما ظلت قناعتي أن أي اخطاء سياسية ترتكبها الحكومات يجب أن لا تدفع المواطن لأن يتخذ موقفاً سلبياً من الوطن .. فمن لا يحترم الوطن ومصلحته العليا ولا يراعي الله فيما يكتب هو ينحدر أخلاقيا بدرجة كبيرة .. ولذا كم احترمت موقف المعارضة السودانية التي قدمت (السبت) للوطن أولا وللمؤتمر الوطني ثانيا حيث كان هناك موقف للمعارضة عبر تصريحات لكمال عمر عضو الهيئة العليا لتحالف المعارضة أدان فيه تحالف قوى الإجماع الوطني الإعتداءات الأخيرة وإستمرار الحرب والتصعيد والتصعيد المضاد بين الطرفين، وطالب بعدم إدخال هجليج في دائرة الصراع بين الطرفين .. كما حث الحكومة على عدم إستغلال ظرف الحرب للتضييق على الحريات ودق طبول الحرب وإنتاج الحل العسكري .. الموقف يحتاج فقط للشق الأول من تصريحات المعارضة كي يستقيم الأمر أن تتم توحيد الجهود لمواجهة عدوان صريح على البلاد باعتراف المجتمع الدولي الذي ظل طيلة زمن الأحداث الجارية يطالب حكومة الجنوب بالانسحاب من هجليج .. إذا الوضع واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار على الشعب والمعارضة والمؤتمر الوطني أن يقفوا جميعا في جبهة متماسكة ضد الحرب التي ستكون فاتورتها باهظة على الجميع ويتحمل تكاليفها بشكل أكبر الوطن .. يجب أن تقدم المعارضة (سبت) كامل الدسم للوطن بالوقوف غير المشروط بجانب الحكومة التي تمثل الوطن في حالة الحرب .. وعلى الحكومة ان تعمل على تقوية صلاتها مع المعارضة وأن تمد يدها نحوهم برسائل إيجابية كي لا يخسر الوطن أكثر .. يجب أن لا تدفع الخلافات بين الحكومة والمعارضة كلا الطرفين أن ينسيا قصية الوطن الملحة وهي سلامة أراضيه .. الموقف لا يحتمل المزايدات بل يحتاج لوقفة صلبة من الجميع حتى نتجاوز هذا الوض ونتجاوز الاعتداء الغاشم على الوطن وبعد ذلك نعود لخلافاتنا مع المؤتمر الوطني وسياساته الذي يجب عليه أن يحترم موقف دعمه وشد أزره وهو يمثل الوطن في الحرب .. ورسالتي للجميع الخلافات لا تفسد للوطن قضية .. اللهم قد بلغت اللهم فأشهد . الأحمدي فرح هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته