أعلن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير إغلاق أنابيب نفط السودان تماماً أمام نفط دولة الجنوب مهما كانت القيمة المالية في ظل الحركة الشعبية لجوبا، وقال:( لو أدونا نسبة 50 % من قيمة البترول نصيب الشمال قبل الانفصال ماعايزين، لانو ما ح ندنس الأراضي السودانية ببترول تشرف عليه الحشرة الشعبية). وشدد البشير في خطاب جماهيري بالساحة الخضراء مساء أمس أن ال(10 أيام) التي مكثتها قوات الجنوب في هجليج "ح نخلصها ثانية ثانية". وسخر من حديث رئيس دولة الجنوب سلفاكير بأنه أعطى أوامره لقواته بالانسحاب من هجليج وقال ( عصرناهم ومرقناهم رجالة عديل). وطالب الرئيس من وزير الدفاع الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين بأن يرفع قبل فصل الخريف تمام تطهير النيل الأزرق وجبال النوبة من دنس التمرد وقال :( لازم نطهر أرضنا من الحشرات قبل الخريف). وقدم البشير اعتذاره لشعب الجنوب بتمكينه للحركة الشعبية من حكمه بعد توقيع اتفاقية السلام ووعد بتصحيح هذا الخطأ وقال:(حنحرر أهلنا في الجنوب من هذه الحشرات). وأهدى البشير الانتصار وتحرير هجليج إلى الشهداء الذي مهروا السلام بدمائهم. وقال :( هم بدأوا القتال ونحن البنحدد متين يقيف والقرار في يد القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى). مشيراً إلى أن القوات المسلحة أدت صلاة الجمعة بالمدينة. وشدد البشير في اللقاء العفوي الذي تدافع له آلاف من المواطنين لمؤازرة القوات المسلحة بالقيادة العامة عصر أمس أن الحرب مع دولة الجنوب بدأت بتحرير هجليج وستستمر حتى تطهير كل السودان، وأكد البشير أنه لا تفاوض بعد الآن إلا بالسلاح والبندقية مع دولة جنوب السودان، مشيراً لجاهزية القوات المسلحة لأي تمرد وتنظيف السودان من الخونة والمارقين. وقال البشير إن قوات الحركة الشعبية المتمردة في جنوب كردفان والنيل الأزرق هي تابعة لدولة الجنوب ويصرفون مرتباتهم من حكومة الجنوب مؤكداً أن دولة الجنوب ظلت تدعم التمرد بدارفور لإشعال الحرب بالسودان. وخرج الآلاف من المواطنين في مسيرات وتظاهرات في شوارع العاصمة الخرطوم فرحاً وابتهاجاً بتحرير منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان بعد معارك ضارية مع جيش دولة جنوب السودان الذي احتلها الأسبوع الماضي. وردد المتظاهرون في أجزاء متفرقة من العاصمة الخرطوم شعارات تمجد القوات المسلحة ورفعوا لافتات تؤكد مساندة الشعب لجيشه، وسط دوي لأبواق السيارات في كل شوارع العاصمة الخرطوم. شبر شبر وسخر النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه من تصريحات وزير إعلام دولة الجنوب بأن قوات الحركة الشعبية انسحبت من هجليج من تلقاء نفسها، وقال سنعمل على رد العدوان شبراً شبراً ومنطقة منطقة حتى يتم رد قوات الحركة الشعبية لما وراء حدود 1956 تماماً، مؤكداً أن قوة زحف القوات المسلحة والمجاهدين وقوة ضرباتهم لقوات الحركة الشعبية هي التي أجبرت قوات العدو للانسحاب غير المنظم من هجليج. وأضاف طه لدى تفقده جرحى العمليات بمستشفى الأمل مساء أمس، أن ماحققته القوات المسلحة هو انتصار عسكري وميداني بين تصدقه الوقائع على الأرض وتضحيات أبناء الشعب السوداني التي بذلوها رخيصة في سبيل القيم والمبادئ والعزة والكرامة. وقال :(إنه اليوم يشد على أيدى الجرحى ويؤكد لهم أن كل قطرة من دمائهم ستكون مهراً لتحرير كل شبر مغتصب من أرض السودان مبيناً أنهم سيعملون على رد العدوان شبراً شبراً ومنطقة منطقة حتى يتم رد قوات الحركة الشعبية لما وراء حدود 1/1/1956 تماماً، وأكد طه أن السودان سيعلم الحركة الشعبية كيف يكون احترام المواثيق وكيف تكون العزة والكرامة. تقييم خسائر وكشف وزير الدفاع الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين عن تدمير القوات المسلحة ل(60%) من عتاد القوة المعتدية على هجليج ومئات القتلى والجرحى ، مشيراً إلى أن الجيش يتعامل الآن مع حرائق أشعلها العدو في حقول النفط وأن فريقاً من الفنيين في طريقة إلى المنطقة لتقييم الخسائر التي أحدثها العدو في الحقول النفطية. وأكد وزير الدفاع في مؤتمر صحفي المعلومات التي أوردتها (السوداني) وانفردت بها في عددها أمس بخوض القوات المسلحة لثلاث معارك فاصلة أمس الأول بدات بالثانية صباحاً وانتهت في الخامسة مساء وظلت القوات المسلحة تمشط في الجيوب طيلة الفترة المسائية، مشيراً إلى أن الجيش ظل طيلة صباح أمس الجمعة يرتب لإعلان تحرير هجليج حتى رفع قائد قوات تحرير هجليج اللواء كمال عبدالمعروف في الواحدة والثلث التمام بدخول القوات المسلحة واستلامها للحقل.، وشكر الاعلام على الدور الكبير الذي قام به لحشد الشعب السوداني ورفع الروح المعنوية للقوات المسلحة وقال :( الجيش معنويات)، كما شكر الأحزاب السياسة المشاركة والمعارضة عدا القلة على الوقفة الوطنية المشرفة، وأشار إلى أن المعركة فرزت الصالح من الطالح والوطني من العميل. وأهدى النصر إلى جموع الشعب السوداني الذي خرج في كل مدن السودان بعفوية ما يبرز معدنه الأصيل. ومن هجليج كشف العقيد الزين أحمد في بث مباشر للتليفزيون القومي أن القوات المسلحة قادت معركة تحرير هجليج باحترافية عالية منذ الجمعة الماضية في منطقة غطسنا وظلت في تقدم مستمر حتى حررت المدينة بالكامل عن طريق أسلوب جديد لم يعرفه العدو هو (أسلوب الوثبات) وتم تكبيد العدو أكثر من (400) قتيل، مشيراً إلى أن جيش الجنوب قاتل بدون إرادة أو هدف ووجدوا جنوده جوعى وعطشى بعكس القوات المسلحة. انتصار دبلوماسي اعتبرت وزارة الخارجية انتصار القوات المسلحة في هجليج على الجيش الشعبي بمثابة انتصار للدبلوماسية السودانية وفرصة مهمة لفضح ارتكاب دولة الجنوب لأخطر الانتهاكات لميثاق الأممالمتحدة وهو العدوان. وقالت الخارجية إن انتصار القوات المسلحة الحاسم جاء فى إطار إعمال السودان للمبدأ الراسخ في كافة المواثيق الدولية والمتمثل في حق الدول في الدفاع عن النفس ورد العدوان بعد رفض دولة جنوب السودان الاستجابة لكل النداءات والمناشدات الدولية بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي التي احتلتها عدواناً وتغولاً . حق قانوني و شددت الخارجية في بيان تحصلت (السوداني) على نسخة منه على أن الحكومة لم ولن تعتدي على دولة جنوب السودان التزاماً منها بمبدأ حسن الجوار وبالقوانين والأعراف الدولية ، وأنها تملك كل الحق القانوني في حماية حدودها مع جنوب السودان وفقاً لحدود 1/1/1956. ونبهت الخارجية المجتمع الدولى إلى أن حكومة الجنوب ، ورغم الإجماع الدولي الماثل على رفض عدوانها الآثم على هجليج باعتباره تعدياً على سيادة السودان ووحدة أراضيه ، لا تزال تردد دعاوى تبعية منطقة هجليج لها ، مما يعكس تحدياً لإرادة المجتمع الدولي وخروجاً عن الأعراف الدولية المستقرة في صون سيادة الدول ووحدة أراضيها ، ونقضاً للاتفاقيات الموقعة والموثقة بشهادة المجتمع الدولي ، وأن ذلك لا يعني سوى إصرارها على نهج العدوان وعدم الاعتراف بمبدأ قدسية الحدود الأمر الذي يمثل تهديداً مستمراً للأمن والسلم الدوليين. مطالبة بالتعويض وأكد البيان أن السودان يتمسك بحقه القانوني الأصيل والشرعي في المطالبة بالتعويض عن كافة الخسائر والأضرار التى تسببت فيها قوات دولة الجنوب السودان بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالمنشآت النفطية طيلة فترة احتلالها الغاشم لمنطقة هجليج ، ودعت المجتمع الدولي وفي مقدمته الأممالمتحدة والمنظمات القارية والإقليمية لاتخاذ كافة التدابير التي تمكن السودان من استيفاء هذا الحق .