مدخل ولو أعيش زول ليهو قيمة أسعد الناس بوجودي زى نضارة غصن طيب كل يوم يخضر عودي على الدوام يردد أهلنا خلال أمثالهم العامة المتداولة والسائدة المثل الذي يقول "دوام الحال من المحال" وهذه حقيقة لا تقبل التأويل في أن حال الانسان الا يثبت على شئ واحد فكل يوم هذا الانسان بل كل شهر وكل عام يتبدل حاله وهذا ناموس الحياة رضينا بذلك أم ابينا وهذا ما أقره المولى عز وجل في حكم تنزيله وهو القائل "تلك الأيام نداولها بين الناس" ولذلك فان كل مايحدث لهذا الانسان بقدرة الله سبحانه وتعالي وما كان لهذا الانسان أن يكون ثابتا في طبقة من الطبقات الاجتماعية التي عرفت بين الناس فالبعض يرتفع علوا من الطبقة الدنيا الى العليا والآخر يتدحرج من الطبقة الوسطي الى السفلى واخرون يظلون في حالة من الثبات التي عرفوا بها وأن كان الان قد تم تدريب الطبقة الوسطي واصبحت في حياة الناس طبقتان هما الطبقة العليا والطبقة السفلي الغالبة والطبقة الوسطي أخذت منها السفلي الكثيرين وحلت محلها الطبقة السفلي وأيضا سفلى السفلى. أننا عندما نقول ذلك ليس من باب الحسد لاولئك الذين تغير حالهم للاحسن والافضل فهذا كما أسلفنا تقدير من الله سبحانه وتعالى إلا أننا نقول لاولئك وهؤلاء عليهم أن يتذكروا كيف كان حال أسلافهم في ماضى ليس ببعيد فقد كانوا في معظمهم من يرقعون الثوب ويخيطون النعل كما عليهم أن يكون الوفاء ملازما لهم ويتذكروا أناسا وقفوا الى جانبهم زمن فافقتهم وعدمهم وعليهم بعد أن رزقهم الله بنعمة المال أن يكونوا أناسا لهم قيمة بما قدموه لاهلهم وذويهم ومجتمعاتهم من أعمال خيرة ولكن البعض منهم يظن أن قيمة الانسان في كم المال الذي يمتلكه والاملاك التى آلت اليه وارصدته بالبنوك ولنا أن نقول لمثل هؤلاء أن من ينعم الله عليه في رزقه يجب أن تفيض يده بالبر والاحسان وينفق سرا وجهرا ويبذل وسعه وجهده من أجل الاخرين بلاتمييز فبذلك يكون هذا الانسان صاحب القيمة. نقول.. مع قناعاتنا التامة بأن المال والمادة قد يكونان وسيلة من أجل الوصول لغايات الحياة ولكن رغم ذلك تبقى المعاني والقيم الطيبة بكل مافيها بالرغم من أن الزمان الذي نعيش هو زمان اللا وفاء وزمان الازدراء وزمان الغفلة والزمان الرديئ فهل هذه الصفات القديمة هى الغايات المنشودة من المال والمادة..؟!. نقول لاولئك الذي رفعهم الله وارتفعوا بالمال إلى الطبقات العليا وصاروا يحصرون تعاملهم في الطبقة الجديدة التي إنتموا اليها.. نقول لهم: أن هذا ليس من الاصالة في شئ ولهم أن يعلموا بأن هؤلاء الذين ارتفعوا للدرجات العلى فالبعض منهم ارتفع وارتقى بالعلم والتعلم والتدرج الطبقى للارتقاء ومنهم من ارتفع بالفهلوة وانتهازية الفرص والفساد ومنهم من ارتفع بالقبض على المال مهما كان كثيرا أو قليلا واليد المغلوله للعنق والتي لا تعرف حالة للصرف في كل الاوقات العصية منها والطريه فقط تعرف تكويش المال من أجل شراء العقارات في المناطق الاستثمارية هنا وهناك والبعض منهم يقولون أنهم يكدسون المال لليوم الأسود وعندما يأتى اليوم الأسود تجدهم يتحاشون الصرف خلاله ويكون صرفهم بالقطارة وهم حقيقة لا يؤمنون باليوم الأسود ولا باليوم الابيض في حياتهم فقط يؤمنون بالمال وبمزيد من التكدس له ويظلون في حالة حراسة لهذا المال طوال بقائهم في هذه الدنيا الفانية. وما دفعنى لكتابة هذه الكلمات مواقف عشتها وعايشتها وكم حزنت لاعلى نفسي ولكن على هؤلاء فما فعلته أحتسبته لله سبحانه وتعالى ولا أنتظر من ورائه جزاء أو شكورا في أحد وسوف أظل اردد بان المال وحده لا يعطى للانسان قيمة بل أفعال هذا الانسان وتعامله مع مجتمعه هي التي تحدد قيمته وهناك كثير من الأمثال في مجتمعاتنا توضح بأن هناك أناسا لهم قيمة في مجتمعاتهم تلك رغم أنهم لا يملكون مالا ولكن يملكون حسا يسعون في خلاله لمساعدة الناس وقضاء حوائجهم وتواصلهم في سرائهم وضرائهم فهؤلاء أفضل الاف المرات من اولئك الذين يكون همهم هو الذات ويكدسون المال ولايلتفتون الى غيرهم مهما اصابهم فهؤلاء لاقيمة لهم ولاقيمة لمالهم الذي يشعرون بالسعادة من تكدسه.