استمر ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بأسواق العاصمة رغم معالجات السلطات، وقد أبدى المواطنون استياءهم من موجة الغلاء التي عمت كل السلع والخدمات. أنا شخصياً برغم أني مستاء جداً من هذا الانفلات في أسعار السلع والخدمات بالخرطوم رغم جهود سلطات الولاية والسيد الدكتور عبد الرحمن الخضر في المعالجات إلا أنني غير مستغرب لفشل تلك الجهود لأن هنالك مافيا وراء ذلك الانفلات في أسعار السلع والخدمات بدعوى التمسك بسياسات تحرير الاقتصاد السوداني وترك الأسواق للقطاع الخاص دون سواه من القطاعات الحيوية الأخرى حتى تدخلات والي الخرطوم الاستثنائية المؤقتة بإنشاء مراكز البيع المخفض في بعض المواقع لم تسلم من المجرم والمنع من تلك المافيا والمؤيدين لها من المسؤولين النافذين بالدولة، نحن نعتقد أن الخلل في السياسات الكلية والقطاعية المعتمدة مبدءاً وتطبيقاً مما يستدعي مراجعتها مراجعة حقيقية وليست شكلية بتدخلات حاسمة من الدولة مسؤولية أخلاقية وجهة حاكمة، هؤلاء الذين يتحدثون عن التحرير الاقتصادي لا يشعرون ولا يهتمون بمعاناة شعب السودان في غالب فئاته، الحياة أصبحت لا تطاق بالنسبة لغالب شعب السودان والمطلوب منهم حماية الوطن ضد أعدائه بتوحيد جبتهم الداخلية وبالعمل والإنجاز يتناقض مع واقع الحال كسب ثقة المواطنين ودعمهم لأي نظام، ينبغي أن يكون مرتبطاً يكشف الحقائق لهم وبإشراك المواطنين في معالجة قضايا الوطن وتوفير معينات الحياة لهم بتكلفته يستطيعون تحملها، سياسات الصدمات والضغط غير المبرر لا تناسب شعب السودان حتى إن نجحت في بدايات الثورة، شعب السودان وإن جار عليه الزمان، شعب يعرف الأصول ويميز الخبيث من الطيب ويفرق بين الذي يعمل والدي لا يعمل وفي النهاية حسابه عسير. محمد عثمان سيراب مهندس زراعي بالمعاش