جاء في الأخبار أن الاستعدادات تمضي على قدم وساق لبدء قناة فضائية جديدة تحمل اسم "سوداني" وجاء في تعريفها أنها " قناة إخبارية سياسية علمية وثائقية تفاعلية حرة ، غير منحازة تبرز الرأى و الرأى الأخر السودانى وتعكس الواقع بصدق وشفافية بعيداً عن النمطية التى تتبعها أجهزتنا الإعلامية الرسمية و شبه الرسمية. وبالإضافة الى أنها قناة بث مباشر فهي قناة تفاعلية تشرك الجمهور فى كثير من برامجها حيث تتيح الفرصة للمشاهد للمشاركة فى محتوى القناة سواء عبر ارسال مواد الفيديو النادرة التى قام بالتقاطها والتى يمكن ان تحقق سبقا للقناة او المشاركة فى النقاش حول المواد المعروضة أو تقديم مقترحات، ومن النقاط المهمة التي جاءت في ديباجة القناة أنها" سوف تفتح الملفات المهمة المسكوت عنها، بداية من القضايا السياسية الساخنة على الساحة السودانية وقضايا المال والفساد والإعلام ". والقناة – حسب ما أُعلن – أنها تبث من ألمانيا ومن أهدافها الواضحة أنها قناة للمعارضة و" تهدف لتأسيس ديمقراطية حقيقة ومحاربة الشمولية فى السودان وتوعية المواطن بحقوقه فى الحرية والكرامة وكيفية الدفاع عنها كما تسعى الى محاربة الفساد بكشف المفسدين وملاحقة مراكز الفساد كما تنقل الخبر دون رقابة أوتعديل " وهذه الحيثيات النظرية التي تم الاعلان عنها عبر موقع في الإنترنيت هوwww.sudani. تُعطي مؤشرات واضحة لمعركة إعلامية شرسة بين مناصري الحكومة ومعارضيها وهي معركة تعتمد على الكيف لا الكم وبهذه المعطيات فإن الإعلام الحكومي سوف يكون في مأزق كبير ووضع لايحسد عليه! القنوات الفضائية السودانية تنقسم الى شقين ،الشق الأول حكومي ويمثله تلفزيون السودان وقناة النيل الأزرق وقناة الخرطوم الفضائية وقناة الشروق التي تتبع لحزب المؤتمر الوطني ،وهناك قنوات أخرى مثل أمدرمان وقون "الرياضية" وزول وهارموني المتوقفتان عن البث وغيرها وهذه القنوات تدعي أنها مستقلة لكنها لاتملك قرارها في واقع الأمر وربما تكون –في كثير من الأحيان- ملكية أكثر من الملك نفسه ! كل القنوات سالفة الذكر ليست لديها الجرأة لتطرح واحدا على ألف من الطرح النظري الذي تقدمه "سوداني" لمتلق جُبل على النفور من كل شيء يحمل الطابع الحكومي و يمارس التطبيل وحرق البخور ويختزل التنوع الثقافي والاجتماعي السوداني في اتجاه واحد يمثل شعب الله المختار وخليفة الله في الأرض وبذلك تبقى فرصة سوداني في الإنتشار واسعة جدا اذا استطاعت تجاوز المصاعب المالية والفنية والأمنية المتوقعة. على ضوء هذا الواقع المفترض –حسب المعطيات الموجودة- يقفز سؤال مهم جدا :ماذا تفعل الحكومة والقنوات التي تتبع لها في مواجهة هذا الخطر الفضائي والذي يسعى لتحصين نفسه جيدا ضد أمراض الطفولة الإعلامية التي تعاني منها وسائل الإعلام التي تبث من داخل حدود الوطن وعلى رأس هذه الأمراض الدوس على كرامة المهنية وإرضاء السلطة ،إضافة للمشاكل الإقتصادية والفنية والصفات الخاصة بطبيعة الإعلامي السودانية وقابليته للتدجين والإنكسار؟ والإجابة بطبيعة الحال سوف تظهر بعد أن نرى "سوداني" في غرف وصالات كل بيت سوداني!