آن الأوان وبأسرع ما يمكن للنظام السوري ورئيسه بشار أن يذهب فما يحدث هذه الأيام من قتل منظم لآلاف السوريين وبينهم مئات الأطفال على أيدي قوات النظام تحت سمع وبصر القوات الدولية والعالم أجمع يؤكد أن هذا النظام مازال يجسد عقلية القرون الوسطى رغم ما تشهده الإنسانية والربيع العربي من تقدم في الفكر والتحضر.. يجب على الجامعة العربية أن تجتمع فوراً وتطلب من الرئيس الأسد أن يتنحى ويسلم السلطة لعناصر وطنية كما تطلب من مجلس الأمن التدخل المباشر تحت البند السابع لإزاحة هذا النظام القاتل لشعبه مثلما فعلت مع القذافي ونظامه.. هذا هو الحل الوحيد لوقف نزيف الدماء في سوريا وحرب أهلية تؤثر في تلك المنطقة من العالم ربما حروب إقليمية بل دولية ولئن كان السوريون يرفضون في البداية التدخل الأجنبي فقد أثبت النظام البعثي أنه لا يفهم هذا المنطق الوطني ولا يفهم إلا لغة القوة التي حان وقتها بإلحاح فسوريا شريكة في الأممالمتحدة وعلى هذه المنظمة الدولية أن تحمي شعبها. إخوان مصر والفرصة التاريخية -2- ما زلت مصراً على أننا كسودانيين نشترك مع الشعب المصري في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا كشعب واحد نعيش حول نيل واحد ونتكلم لغة واحدة وندين بدين واحد هو الذي أرسل به إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم أفضل الصلاة والسلام ومن ثم لدينا مصالح واحدة ومصير مشترك. ولذلك من حقنا بل واجبنا أن نشارك أشقاءنا المصريين فيما يحدث ونرجو أن يشاركونا نفس الموقف فما أضر بلدينا خاصة ما حدث للجنوب السوداني إلا ابتعاد بل ابعاد بلدينا عن تقرير المصير (الحقيقي والوحدوي) لوادينا وأوضاعنا فى فترة نظام مبارك بتأثير دولي معروف. مثلما يعيش جنوبالوادي (السودان) عدة مآزق معروفة وهناك عدة فزاعات تواجهه، يعيش اشقاؤنا في شمال الوادي (مصر) عدة فزاعات أفرزها التغيير الحالي، فمصر بعد انتخابات الرئاسة والإعادة الغامضة تعيش أربع فزاعات أحدها فزاعة الإخوان والسلفيين وخشية بقية القوى من استئثارهم واحتكارهم للسلطة التنفيذية مع التشريعية فيفعلوا بشعبهم ما فعله أمثالهم فى بلاد أخرى، وهناك فزاعة قوى النظام السابق يمثله شفيق والخوف من عودة الفلول فينتقموا من الثورة والثوار ثم هناك فزاعة المجلس العسكري والخوف من استغلاله للخلافات فلا يسلموا السلطة ويكرسوا الحكم العسكري المرفوض من الجميع ورابعاً فزاعة ما يطلق عليه قوى الثورة ويمثلهم صباحي وأبو الفتوح يهددون بالعودة للمربع الأول لميدان التحرير.. يقابل هؤلاء جميعاً الأغلبية الصامتة وتمثل خمسين بالمائة من الشعب المصري لم يصوتوا في الانتخابات ويتعادلون مع بقية القوى ولهم رأيهم.. الواضح أن مصر تعيش وضعية سياسية شاذة هي بين الاستمرار في الثورة حتى تحقق جميع مطالبها يقابلها مطلب الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية.. المنهج الأول إذا لم يحدث اتفاق وطني ستحدث فوضى عارمة في مصر لا يعرف أحد أين وكيف تنتهي. أما المنهج الثاني فيحتاج إلى عملية سياسية مسؤولة يطمئن لها الجميع ويتفقون حولها كذلك وهنا يأتي دور الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان باعتبارهم حققوا الأغلبية والذين يمكن أن يحققوا الأمن والاستقرار والأزدهار إذا تعاملوا مع الواقع برؤية ومنهج حكيم ومحنك ويأتي على رأس ذلك تطمين بقية أهل مصر خاصة القوى التصويتية بالتزامات واضحة يوافقوا عليها عندما يفوز السيد مرسي بالرئاسة فيجمع الإخوان والسلفيون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية،فهل يفعلها الإخوان أم يستبدوا بالأمر ومن ثم يتحملوا تاريخياً كلما سيحدث من فوضى ومتغيرات خطيرة فيفقدوا الحاضر والمستقبل فالشاهد أن الإخوان والسلفيين يشكلون أقل من تسعة بالمائة من القوة التصويتية، كما ظهر جلياً تراجع التصويت لهم في انتخابات الرئاسة كصوت احتجاجي على أخطائهم فى الفترة الانتقالية من خلال احتكارهم لرئاسة اللجان في المجالس التشريعية والجمعية التأسيسية للدستور وعدم صدور إنجازات واضحة فيها. نرجو لهم التوفيق لمصلحتهم ومصلحة مصر والشعوب العربية.