(الكوندوم).. ثورة النواب! تقرير: خالد أحمد في الوقت الذي تسيدت فيه قضية رفع الدعم عن المحروقات الشارع السوداني، كان صوت الشعب (البرلمان) يعلو ويهدر ويغضب ليس ضد الارتفاع الجنوني للأسعار ولا المفاوضات التي تجري في أديس أبابا، بل كان النقاش ينصب فى طلب إحاطة لوزير الصحة حول جمعيات ومنظمات حماية الأسرة. وقد تصاعد النقاش داخل قبة البرلمان ووصل لمدى بعيد بعد أن اعتبر النواب أنهم يناقشون قضية تتعلق بهدم الأمة الإسلامية وتبيد نسلها عبر مؤامرة من الغرب – لا تذهب بخيالك إلى أنها قنابل نووية - هذا السلاح الرهيب هو فقط (الواقي الذكري) أو (الكوندوم)، حيث تصدى عدد من النواب لوزير الصحة بحر إدريس أبوقردة ليس ليستجوبوه عن انعدام الدم في البنوك أو المرضى الذين يموتون على الأخطاء الطيبة وإنما فقط لسعيه توزيع الواقي الذكري لمنع ومحاصرة انتشار مرض الايدز في البلاد، إلا أن النواب كانوا متمترسين وراء رفضهم للأمر بحجة أنه مخالف للشريعة الاسلامية ويسهم في تقنين الرذيلة ويروج لممارسة الجنس خارج رباط الزواج. حرب الكوندوم هذه النقاشات الساخنة في قضية الواقي الذكري تعود نواب البرلمان على طرحها حيث قامت الدنيا ولم تقعد عندما طالبت وزيرة الصحة السابقة تابيتا بطرس بضرورة توزيع الواقي بشكل مجاني خاصة وسط الشباب لأنه الوسيلة الأسلم لمحاصرة الايدز الذي ينتشر بصورة كبيرة في البلاد خاصة وأن التجارب في الدول الافريقية أثبتت أن استخدام الواقي قلل بنسبة كبيرة من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، إلا أن تابيتا لاقت نفس مصير ابوقردة أول أمس حيث هجم عليها نواب البرلمان "هجمة رجل واحد" رافضين الأمر على الرغم من الإيضاحات التي قالها وزير الصحة بأنهم يكافحون الايدز عبر الواقي، وجهاز الشفط اليدوي في عملية الإجهاض لأنه يقلل حالات الوفاة معتبرا أن تدمير أخلاق الشباب مسؤوليات جهات أخرى وليس وزارة الصحة. صاحب طلب الإحاطة لاستدعاء وزير الصحة بسبب "الواقي الذكري" هو النائب المثير للجدل دفع الله حسب الرسول الذي اصبح يعرف "بنائب شيرين" نسبة لرفضه قيام حفل للفنانة المصرية شرين عبدالوهاب في الخرطوم ابان احتلال منطقة هجليج وقتها من قبل دولة الجنوب، إلا أن ذات النائب وقف بالأمس غاضبا على قبول توزيع "الواقي الذكري" متناسيا أن من يريد أن يمارس الجنس لا تردع شهوته بغياب الواقي أو وجوده. إلا أن النائب حسب الرسول ثار بغضب قائلا "إن وزارة الصحة ظلمت الشعب السوداني وهي غير مؤهلة لخدمته ولديها الكثير من الإخفاقات" وأشار إلى أنها خالفت قرار المجلس الوطني بحظر "الكوندوم" في مكافحة الايدز الصادر في العام 2006 لافتا إلى أن الصحة تدخل 4 ملايين واق توزع بين الطلاب والقوات المسلحة والشباب، وأضاف أن لديه مستندات وأسماء متورطة في توزيع العازل وسط الطلاب، واستنكر تدريسه لطلاب الجامعات، مشيرا إلى أنه في إحدى المرات صادف "دكتورة ماسكا توضح للطلاب يستخدموه كيف" وكشف عن امتلاكه فواتير من الجمارك تشير لدخول 147 ألف كرتونة من العازل للبلاد. جدل فقهي "الواقي الذكري" الذي يشغل البرلمان، بينما ينشغل العالم لإخراج البلاد من الحرب والأزمة الاقتصادية، كان قد أيد استخدامه العديد من علماء الدين باعتباره أمر طبي ولا يشجع على الزنا، باعتبار أن الذي يريد ممارسة الجنس لا يمنعه غياب الواقي الذكري وفي هذا أباح الفقيه والداعية الاسلامي د. يوسف الكودة استخدام الواقي باعتباره يساهم في تقليل الأطفال مجهولي الوالدين، وقال خلال ورشة سابقة "من يستعمل الواقي ينتفي في حقه احتمال حدوث حمل وخروج أطفال غير شرعيين للحياة، فيكون أمره مقتصرا على مصيبة الزنا"، وقال إن رؤيته لاستخدام الواقي تستند على أرضية فقهية، وليست مجرد رأي، وأن القاعدة الفقهية معنية بدفع الضرر. أمر محزن أن العالم يتقدم ويتطور ونحن وافقين في محطة (هل الواقي الذكري حرام أم حلال)؟... على الرغم من الأرقام المتقافزة لنسبة الايدز في البلاد، والسؤال أيضا هل يظل البرلمان منشغلا بحرب "الكوندوم"، أم "زيادة المحروقات"؟!. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته