رفعت الوساطة الإفريقية المباحثات بين السودان وجنوب السودان إلى الخامس من يوليو المقبل، مخاطبة مباشرة، وقال رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي في بيان صحفي أمس وحصلت (السوداني) على نسخة منه، إن روح إيجابية سادت جلسات التفاوض. إطار عام وأعلن وزير الدفاع رئيس اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بمفاوضات أديس أبابا، الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، أن وفدي البلدين قد اتفقا على إطار عام حول القضايا المختلفة، سيتم التشاور حولها مع قيادة البلدين توطئة لمواصلة التفاوض في الخامس من يوليو المقبل. وكشف وزير الدفاع في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم أمس، عن تكوين آلية مشتركة للمراقبة والتحري في المنطقة منزوعة السلاح وآلية أخرى طارئة لقبول الشكاوى والتحري في المناطق خارج المنطقة منزوعة السلاح، وتوقع أن يتوجه ممثلو الحكومة في تلك اللجان قريباً إلى مدينة (أصوصة) الأثيوبية، وقال إن جولة المفاوضات التي استمرت لمدة ثمانية أيام بدأت بلقاءات بحضور اللجنة رفعية المستوى ثم تطورت إلى اللقاءات المباشرة، مشيراً إلى أن الحوار كان إيجابياً وسادته روح مسؤولة، وتابع "قدمنا تقريراً مفصلاً للآلية والأممالمتحدة حول المآخذ على الخريطة المقدمة من الآلية"، مشدداً على أنها تتعارض مع الخرط التي تمت عليها اتفاقية السلام والخرط المستخدمة من قبل الأممالمتحدة. حسم الملفات الأمنية من جانبه قال رئيس وفد الجنوب المفاوض باقان أموم إن رفض الخرطوم للخريطة الإفريقية، وتمسكه بتبعية منطقة (14) ميل للسودان، ووضعه اشتراطات مسبقة للدخول في المفاوضات بحسم الملفات الأمنية أولاً ، مثلت عقبات أمام تقدم المفاوضات وتنفيذ الحزام منزوع السلاح بين الدولتين. وأكد أن لجنة التفاوض حول المناطق المتنازع حولها اجتمعت دون التوصل لأي اتفاق. وجدد باقان في رده على سؤال (السوداني) تمسك جنوب السودان باللجوء للتحكيم الدولي مباشرة عقب انتهاء المهلة المضروبة عبر قرار مجلس الأمن (2046) والتي تنتهي في الثاني من أغسطس المقبل لضمان تفادي تجدد النزاع بين البلدين. وقال إنه من الممكن أن يتم تشكيل الهياكل والآليات الأمنية المتفق عليها لخلق المنطقة العازلة وتحقيق منع تجدد النزاع. وأضاف "القضايا الأخرى تظل محل بحث لحلول فردية وبدائل مختلفة"، مبيناً أن جنوب السودان من الممكن أن يلجأ إلى تطوير علاقاته الاقتصادية مع جيرانه الآخرين خلاف السودان حال الفشل في التوصل إلى اتفاق حولها. وزاد بالقول: "إذا لم نصل لاتفاق حول النفط سنتجه لتطوير وسائل وبدائل غير استخدام خطوط الأنابيب التي تمر عبر السودان". وأعرب عن أمله في أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق يحقق السلام والتعاون بين البلدين. جو إيجابي وقال باقان في مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا إن الحوار المباشر تم في جو إيجابي. وأعرب عن أمله في أن يعود الطرفان من الخرطوم وجوبا بعد إكمال التشاور بروح إيجابية تفضي إلى تحقيق السلام، وتحقيق المصالح العليا والمشتركة بين الشعبين لضمان فتح مجال للتعاون في كافة المجالات. وقال إن تحقيق حزام أوسع يمكن أن يعطي فرصة وأملاً لمنع الحرب بين الدولتين، مبيناً أن وفد الجنوب تقدم بمقترح يفضي إلى نزع السلاح من كافة المناطق المتنازع عليها إلى حين فض النزاع حولها، وأضاف "لذلك لم يدعُ الاتحاد الإفريقي لأي مفاوضات حول القضايا العالقة بين الدولتين بسبب شرط الحكومة السودانية القاضي بعدم الدخول في أي نقاش حول بقية القضايا ما لم يتم الانتهاء من ملف القضايا الأمنية. وقال إن الطرفين دخلا في حوار مباشر. وأضاف "طرحنا من خلاله أن يتم تبني منهج استراتيجي شامل للوصول لتفاهمات حول القضايا الأمنية والاقتصادية والنزاع حول الحدود".