بالرغم من تحفظاتي على (الأسماء) إلا أنني مقتنع بأن الحكومة معذورة في إسناد مواقع لشخصيات غير مفيدة وذلك لضمان مشاركة الاحزاب فعليا لا دعائيا في (الإصلاحات) حتى تكون جزءا من التجربة وتتحمل مع الحكومة المسئولية كاملة ولا تمد رجلا في الطوف وأخرى في المركب ..! ولكن ما أرجوه وترجوه الملايين من أبناء هذا الشعب ألا تتسع هذه الدائرة من الموازنات السياسية أكثر من اللازم ..! على شباب المؤتمر الوطني تفهم مشاركة أبناء السيدين في هذا الإطار الكلي إذ أن الإصلاحات السياسية تستلزم هذه القرارات، وهذه الإصلاحات نافعة لجيل الشباب بصورة مباشرة لأنها تؤمن لهم ممارسة ديموقراطية عادلة تمكنهم من اللحاق بأمم الربيع العربي والتجارب الإنسانية الناجحة، فالإنفراج السياسي والوطني سيأتي بعد ذلك بأهل الكسب والكفاءة وبالديموقراطية الشفافة لا بالتعيينات الفوقية ..! العبرة ب (الثمرة) المرجوة من المشاركة وليس بالطين الذي تخرج منه ..! الإتفاقية التي يتم توقيعها بين المؤتمر الوطني والحزب الإتحادي الديموقراطي الأصل بالتأكيد هي خطوة إيجابية سواء أسرعت بخطوات المشاركة أم لم تسرع (لأنها أصلا تمت) ..! في تقديري أن الإصلاحات المطلوبة لا يمكن أن تتم بمعزل عن الأحزاب والقوى السياسية ولو فكرت بعض الدوائر الشبابية أن (الإصلاحات السياسية) شيء مثل بناء سد مروي أو المطار الجديد أو مصنع سكر قفا، أمر تقوم به حكومة المؤتمر الوطني ثم تنادي الآخرين للإفتتاح فإنها تكون مخطئة جدا ..! الأحزاب والقوى السياسية يجب أن تكون مشاركة وباصمة بالعشرة على الإصلاحات السياسية حتى تدافع عنها وتناهض دعاوي (التغيير) جنبا إلى جنب مع المؤتمر الوطني ..! والفرق بين (التغيير) و(الإصلاح) كبير وقد بيناه في غيرما موضع ..! الحكومة (أية حكومة) غالبا ما تدخل في الإصلاح بقصد الإلتفاف علي التغيير وهذا أمر غير سيء، أنا واحد من الناس أرفض التغيير وأرى الإلتفاف عليه (فرض عين!) ولكن بإجراءات إصلاحية حقيقية ذات جدول زمني محدد وليست (إصلاحات بشار الأسد التي بشر بها ورددها في خطبه) والمعارضة (أية معارضة) تدخل في الإصلاح السياسي بغرض الإلتفاف عليه وركوب الموجة الإصلاحية باجندة التغيير ..! ولذلك بعض القيادات في المؤتمر الوطني عندما ناقشتني في مذكرتي ومقالاتي الإصلاحية التي دشنتها في فبراير 2011 كانت تخشى أن هذا (الولد الصغير) ساذج سياسيا ويمكن لدعاة التغيير أن يوظفوا مقالاته لإثارة التغيير من داخل المؤتمر الوطني ..! لهم حق في (الشك) فالفارق العمري والتجريبي بيني وبينهم كبير جدا وبعضهم ممن جالستهم أقر له بالفهم والمعرفة وأحبه جدا ومنهم بروف غندور وعلي كرتي ومهدي إبراهيم وأحمد إبراهيم الطاهر ... أما شيخ علي ودكتور نافع فإنني لم اظفر منهما إلا بأقل من ساعة زمن غير مجدولة لكنها كانت مثل أسابيع في الفائدة ..! الحقيقة أنني أميز جيدا بين الإصلاح والتغيير للدرجة التي لا أقبل فيها التعاون مع أي شخص يؤيد الإصلاح إذا لم يكن لديه موقف واضح وقطعي في رفض تحرشات الجنائية بالسودان والقارة الأفريقية ..! هذا مثال لنقاط كثيرة أثيرها عبر المداخلات والندوات والمناقشات السياسية ولم يجترفني يوما إطراء بعضهم وإجتهاده في ترفيع مستواي على المؤتمر الوطني أو الإسلاميين على طريقة: (أبوك زول كويس لكن إنت ابن كلب) ..! هذا الطرح الإسلامي يمثلني تماما بخطأه وصوابه، فالصواب من عند الله والخطأ من عند البشر وقد فتح الله عليهم باب التوبة والإصلاح وفتح علي شخصي الضعيف باب النصح والشهادة بالحق ..!