يروي لنا أحد الإخوة (المسلمين) العاملين في أمريكا قائدة (دول الكفر) في العالم أن الموظف أو العامل في دولة (الكفر) هذه يكون تاريخ انتهاء فترة خدمته معلوماً لديهم (باليوم والشهر والسنة) وعندما يأتي اليوم الذي تنتهي فيه خدمته ما عليه إلا أن يتوجه إلى الخزنة ويجد فيها (مكافأة ما بعد الخدمة) ويسلم دفتر أو وثيقة معاشه الشهري كل ذلك في دقائق معدودات، وما عليه إلا أن يعرف شخصيته ويصرف حقوقه على دائر (المليم) ثم يمنح بطاقة المعاش ليكون له الحق في استقلال جميع المواصلات بنصف القيمة، وما عليه إلا أن يبرز بطاقته المعاشية (للكمساري) أو القائم على أمر وسيلة التوصيل، ولا يطلب منه أن يجلس في المقاعد الخلفية كما يحدث للطلبة بل يجلس كما يشاء. وتعالوا لنرى كيف يعامل المعاشي في الصندوق القومي للضمان الاجتماعي؟ بعد نهاية خدمته تكتب له المؤسسة أو الوزارة التي كان يعمل فيها خطاباً يخبره فيه بأن فترة خدمته قد انتهت ويتمنون له في الخطاب (حياة سعيدة في ما تبقى من عمره) وبعد استلام هذا الخطاب تبدأ رحلة العذاب والتعذيب للحصول على المكافأة والمعاش، وبعد كل هذا العذاب وعبارات (أمشي وتعال) التي على طرف ألسنة العاملين في الصندوق، يقولونها للمعاشي وإن كان الإجراء لا يستغرق دقائق معدودة، وبعد كل هذا يمكن أن لا يكون المعاش صحيحاً وتبدأ رحلة أخرى من العذاب والتعذيب في سبيل التعديل، هذا ما يحدث في الصندوق القومي (للتعذيب الإنساني) وعند من خاطبهم الله عز وجل بقوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر) وعند من خاطبهم الله (بالعدل) ولو كان طالب العدل (عدواً محارباً) وهم يعذبون الذين خدموا هذه البلاد والعباد، حتى وهن العظم منهم واشتعل الرأس شيباً ولا يحتمل تعذيباً ولا أمشي وتعال. ونحن نسأل الأخ مدير الصندوق القومي للتعذيب الإنساني، ماذا يفعل الإنسان، ماذا يفعل الإنسان (المسلم) في هذه البلاد إذا كان القائمون على أمرها لا يبطقون عدالة الإسلام التي هي العدالة المطلقة؟ ولا يريدون الاقتداء بدول الكفر والكافرين في تطبيق العدالة (في بعض الجزئيات) مثل المعاش ومن الكفار من (لا يعدل) في بعض الجزئيات، وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم النجاشي رضي الله عنه قبل إسلامه بأنه (ملك لا يظلم عنده أحد) ويقول ابن تيمية رحمه الله: (إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة) نحن لا (لمينا في عدل الإسلام المطلق) ولا في عدالة (الكفار) فإلى أين نذهب؟ لا ملجأ من الله إلا إليه ونتجه إليه بالدعاء، لقد ترددنا كثيراً وكتبنا كثيراً ولا حياة لمن تنادي (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) والعدل معلوم ومن (الإحسان) أن يعامل المسلم غيره ويراقب الله في تعامله معه. وهل من (الإحسان) أن يعامل من أفنوا زهرات شبابهم في خدمة البلاد والعباد أكثر من (33) سنة وصاروا في سن يحتاجون فيها إلى التعامل بالإحسان بمثل هذه المعاملة؟ تقدمت باستقالتي من ديوان الزكاة في عام 2004م، بعد خدمة للبلاد والعباد امتدت أكثر من (33) سنة، وكنت في درجة نائب مدير (الخامسة) وأتقاضى مرتبا (مربوط) الدرجة، وبعد تسوية معاشي كان معاشي الشهري هو (61) واحد وستون جنيهاً، وذهبت إلى الإخوة في الصندوق القومي للضمان الاجتماعي أطلب منهم مراجعة معاشي، وبعد كثير من التعذيب (والمساسقة) بين المخدم والصندوق زعموا أن هناك خطأ في (جمع مرتب ال36 شهراً) يعني زاد (6) جنيهات ولكني لم أقتنع بهذه التسوية التي لا يقبلها عقل إنسان سوي، وبخاصة أن هناك من هم أقل مني درجة وفترة خدمة يتقاضون ضعف معاشي على سبيل المثال الأخ علي محمد علي محمد الذي كان معي في مكتب واحد في وزارة الدفاع، وفصل من العمل عام 1996م، وكان في الدرجة الثامنة وفترة خدمته (24) سنة، معاشه (قبل الزيادة الأخيرة) كان (140) جنيه، وكان الإخوة في الصندوق يقولون لنا إن هذا المعاش الذي هو (61) جنيه في الشهر هو الذي حدده القانون لمن عمل (33) سنة خدمة وكانت درجته درجة نائب مدير، وعليّ أن أذهب إلى المخدم والمراجعة معهم ربما يكون الخطأ منهم. تحصلت على نسخة من القانون الذي يطبق في مثل حالتي من الصندوق، ونصه (الأجر في القانون 90 تعديل 2004م، يقصد به الأجر الشامل الذي يتقاضاه العامل ويشمل الأجر الأساسي زائداً علاوة غلاء المعيشة وعلاوة طبيعة العمل بالإضافة إلى نسبة 30% من جميع البدلات والعلاوات والبدلات الأخرى الثابتة والمستقرة في عام 2004) علماً بأن علاوة طبيعة العمل لا تضاف في حالتي لأن العمل به بدأ في عام 2005م. ونحن نسأل موظفي الدنيا كلها (مسلمين وكفاراً وعرباً وعجماً) ونسأل القائمين على أمر الصندوق والمخدم، وهل في هذا القانون أي (غموض أو صعوبة) في التطبيق (إذا عرف المرتب الأساسي وعلاوة غلاء المعيشة والبدلات) وما أسهل الحصول على ذلك من دفاتر المرتبات، أو شهادة آخر مرتب كنت أتقاضاه في عام 2004م، وعندي من هذه الشهادة نسخ معتمدة، هل هذا أمر يحتاج إلى مكاتب فنية وفنانين؟ يمكن أن يكون الجانب الفني في كيفية احتساب فترة الخدمة والخصومات التي تكون في حالة الشيخوخة المبكرة. أخذت نسخة القانون وذهبت إلى المخدم (الديوان) وأعدوا التدرج (حسب القانون) وعندما ذهبنا إلى الصندوق وقدمنا التدرج ومعنا الأخ مدير شئون العاملين في الديوان الاتحادي وبعد زيارة المفتشين قالوا إن هذا التدرج خطأ (لأننا في الصندوق لا نتعامل بالمرتب الخاص بالديوان بل تعاملنا بمرتبات العاملين في الدولة) وكان حديثاً مقنعاً ولكن لماذا لم يوضحوا هذا الأمر والقانون ليس فيه هذا التفصيل؟ أم نهم يستمتعون بتعذيب البشر؟ اتفقنا على أن نذهب ونبحث عن تدرج مرتبات العاملين في الدولة وقد تحصل الأخ مدير شئون العاملين في الديوان (المخدم) على نسخ من تدرج مرتبات العاملين في الدولة من جهات الاختصاص في هذا الشأن منذ عام 1997م حتى عام 2004م، لنأخذ منه ما يلينا وهي مرتبات عام 2001م، حتى 2004م، وأعد تدرج بمرتبات العاملين في الدولة وحسب القانون ووفق ما طلب منا في الصندوق. أخذ التدرج معتمداً من المخدم مع خطاب موجه للصندوق لتقديمه لمتابعة المراجعة بعد الحصول على ما طلب منا في الصندوق ولكني علمت أن هناك رداً كتب لشخصي ولم يصلني الرد وتساءلت ماذا يقول (الرد) إذا كان اتفاقنا على إعداد تدرج آخر وفق مرتبات العاملين في الدولة؟ وقد علمت من الأخ عبد العزيز المامون أن عليّ أن أذهب بالتدرج الجديد إلى منفذ بحري حيث مكان ملفي وأتقدم بطلب (جديد)، ومعنى هذا أن أبدأ رحلة جديدة من العذاب، ونحن نسأل لماذا أُرجع الملف إلى بحري قبل إكمال المراجعة؟ وقد وجهت هذه الأسئلة للأخ عبد العزيز المامون الذي كان يتابع معنا هذا الأمر، وقلت له لقد جئت بالتدرج الصحيح الذي أعد بمرتبات العاملين في الدولة وليس بمرتب الديوان أتدرون ماذا كان رده؟ لقد كان رده: (إن الصندوق لا يتعامل بالتدرجات التي تعد على حسب مزاج المخدم أو مقدم الشكوى) هكذا قال. ونقول للأخ مدير العلاقات العامة بالصندوق إن الشخص الذي التقى بكم معي للإسهام في حل المشكلة هو أحد نواب الأمين العام للديوان وهو يمثل المخدم جاء بنفسه لحل المشكلة، هو مدير شئون العاملين الاتحادي والذي يخطط ويضع الاستراتيجيات لجميع العاملين في الزكاة في السودان وقد أشرف بنفسه على إعداد التدرج لا هو ولا شخصي الضعيف ولا غيرنا من المتعاملين مع الصندوق من (الجهل والسذاجة والعباطة) بحيث يمكن أن نقدم لكم تدرجاً (حسب مزاجنا) أو مزاج المخدم، وهذا القول فيه كثير من الإهانة والاستفزاز لمشاعرنا ولمشاعر هذا الرجل الذي (نحسبه) تقياً ورعاً مراقباً لله في أعماله وأقواله ومن كان مثله لا يقدم (تدرجاً حسب مزاجه أو مزاجي وما قلته لا يليق بمن هو في مثل وظيفتك وأنت مدير للعلاقات العامة ومن أهم مهام العلاقات العامة التقريب بين المؤسسة والمتعاملين معها) واستقطاب أصدقاء للمؤسسة والحرص على عدم تشويه سمعه المؤسسة وما هكذا عهدناك لقد سبق أن تناقشت مع الأخ مدير العلاقات العامة بالصندوق مسار العمل وطبيعته في الصندوق وكان مما قاله لنا إنهم في الصندوق يرون أن المؤمن عليه هو الأول في الصندوق ونقول لكم إن المؤمن عليه هو الأخير والطيش وليس الأول وما قولك إن المؤمن عليه هو الأول في الصندوق إلا مثل قولكم في ما كتبتموه في البوردات المعلقة على جدران مكاتبكم الأنيقة تقولون فيه إن الصندوق القومي أمان في الحاضر وضمان في المستقبل (احرص على حقك في التأمين الاجتماعي لتطمئن على مستقبل أسرتك) الصندوق القومي مظلة تقي الجميع من عثرات الزمان، فإني أسالك بالله ومن سئل بالله فعليه الإجابة هل هذا المبلغ ال(61) جنيه الذي حددتموه معاشاً شهرياً لنا يكون أماناً لنا في الحاضر وضماناً لنا في المستقبل ويجعلنا نطمئن على مستقبل أسرنا ويكون مظلة تقينا من عثرات الزمان؟ وربع الويكة يباع بما يقارب المائة ألف جنيه؟ أو نقول لكم: إن مثل قولكم إن المؤمن عليه هو (الأول) في الصندوق والحال كما ذكرت، هو مثل ما فعله أحد أتباع بشار الأسد الطاغية الذي ارتدى (تي شيرت) أسود وكتب عليه (حلوة يا بلدي) وبلده سقط فيه (15) ألف قتيل جراء حملة القمع التي يمارسها الأسد الطاغوت. ويقول الأخ مدير العلاقات العامة في الصندوق: (إنهم يستمعون إلى المؤمن عليه حتى النهاية) فإن كان هذا صحيحاً فلماذا لم تنتظر حتى (نهاية) مراجعة حالتي وأرجعتم الملف لمنفذ بحري قبل (نهاية) المراجعة؟ رجعت إلى منفذ بحري، وأنا أحمل التدرج الذي صححه المخدم حسب القانون وليس حسب مزاجنا أو مزاج المخدم لنبدأ رحلة العذاب والتعذيب مرة أخرى وربما تبدأ رحلة العذاب في شهر رمضان، وعندها سنبدأ الرحلة بالدعاء (اللهم إن كانوا يفعلون ما يفعلونه لأنهم يقدرون على ذلك بما عندهم من سلطان، فإن قدرتك وسلطانك عليهم أكبر من قدرتهم وسلطانهم علينا). إن الإنسان الأول في الصندوق هو أنتم العاملون في الصندوق في تلك العمارات الشاهقة والمكاتب المكندشة والمقاعد المريحة وقد ذهبت إلى مكتب (جنوب) ووجدت صعوبة في الوصول إلى مدخل المكتب والله على ما أقول شهيد، حيث وجدت أعداداً هائلة من صفوف العربات الجديدة صفوفها تغلق مدخل المكتب وهذه العربات والمكاتب الراقية من يرها يقل إن المعاشي في السودان يعيش في رغد من العيش وهي كلها من أموالنا التي بدأ استقطاعها من مرتباتنا منذ عام 1966م حتى 2004م، أموالنا نحن الذين يعذبوننا ويجردوننا من إنسانيتنا وآدميتنا وكرامتنا، هذه هي مكافأتنا بعد خدمتنا للبلاد والعباد أكثر من (33) سنة، فأنتم (الأول) لا نحن ونواصل إن شاء الله في سرد معاناتنا وتقديرنا من قبل الصندوق تارة والمخدم تارة. والله وحده المستعان