هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته تلقيت دعوة كريمة من الصديق العزيز " المهندس "خالد أحمد علي – مساعد رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني- هذا الكيان الشبابي الكبير، واسع الانتشار، عالي الصوت، واضح المنجزات - وذلك لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للشباب الإفريقي- بقاعة الصداقة- صباح الأحد 4/12/2011م امتلأت القاعة الدولية - على سعتها- بالشباب السمر، القيادات شبابية، التي توافدت من كافة الدول الإفريقية، يتقدمهم وزراء الشباب والرياضة من تلك الدول، وقيادات الاتحاد الإفريقي ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي" جان بينق " وممثل رئيس الاتحاد الإفريقي، وعدد كبير من الضيوف .. جلس رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية وراعي المؤتمر وسط المنصة، وعلى ثغره بسمة الأب المستبشر بأبنائه البررة، وعلى يمينه ممثل رئيس الاتحاد الإفريقي، وعلى يساره "الشاب" بلة يوسف – رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني .... لاشك أن الشباب المبادر الطموح هو الذي يبني نهضة الأمم والشعوب، ويحمي حماها، ويكون ساعدها الأخضر القوي الذي يبني، وعينها الفاحصة التي تراقب وتحمي، وعقلها النير الذي يخطط للمستقبل (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)) سورة الملك .. ويجعلها تتبوأ المكان السامي وسط الأمم الأخرى، والعالم اليوم أضحى تقوده منظمات المجتمع المدني، فالشباب حينما يتكتلون في مثل هذه المنظومات، ويشكلون وحدة واحدة يصبح المستقبل أمامهم واضح المعالم ... ولعل اتحاد الشباب الإفريقي يشكل الركيزة الأساسية لإفريقيا الموحدة – إفريقيا التي تحتاج إلى الكثير الكثير ؛ سبقتها القارات الأخريات في كافة المجالات - في العلم والمعرفة ... وهل تتحقق النهضة بدون علم ؟! وهل يكون التخطيط محكماً بدون معرفة عميقة ؟! ... الآباء الذين سكبوا الجهد والعرق والدم في سبيل استقلال إفريقيا من المستعمر البغيض، أدوا رسالة سامية، وأنجزوا إنجازا كبيرا، وسلموا الراية للجيل الحالي، فعليه واجبات جسام، وأمامه تحديات صعبة ولكنها غير مستحيلة ؛ إذا تضافرت الجهود، وخلصت النوايا، وكبرت الههم، وقويت العزائم، وكلها صفات الشباب المتوثب للغد المأمول، والمستقبل الزاهر والحضارات تبنى بتعاقب الأجيال المُشتركة في الهدف الواحد، والمصير الواحد .... الكل أتى لهذا المؤتمر وبصره ينظر لقادمات الأيام، وبصيرته ترمق الفجر الجديد لإفريقيا الحرة العزيزة المتحدة، المتعاونة، وهذا ما يقوم به قادة الشباب في مؤتمرهم الثالث؛ لأنهم يشكلون قادة المستقبل المنظور ... والكلمات كانت ترجماناً صادقاً للأمل المعقود على الشباب .. حيث أكد الأستاذ بلة يوسف - رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني : إن شباب السودان أسعد الناس باستضافة هذا المؤتمر وأن يكون السودان دولة المقر، والعضو المؤسس لهذا الاتحاد، وإن شاء الله يكونون الإنموذج الصادق في العمل الشبابي المثمر، والتعاون من أجل رفعة إفريقيا، وجعلها في مصافي القارات الأخرى ... وشباب السودان له حضوره القوي، وتأثيره الفاعل في كافة محاور و شعاب العمل الوطني والإقليمي والعالمي، وتوجه بالشكر الجزيل لسعادة الرئيس عمر البشير لعنايته الخاصة بالشباب - ولن تفلح أمة تهمل شبابها، وتتركه نهباً للمخدرات، ونهشاً للبطالة، وفريسة للأمراض الفتاكة . وكانت أحاديث - رئيس اتحاد الشباب الإفريقي، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، كلها تصب في القيم التي تقوي هذا الكيان الشاب، وتؤكد رعايتها له ودعمها اللا محدود لبرامجه ... ومن ثم كانت كلمة الأُستاذ حاج ماجد سوار – وزير الشباب والرياضة وصلاً لماضي إفريقيا بحاضرها، وامتداداً لكفاح الآباء - إسماعيل الأزهري- ومحمد أحمد المحجوب، ونيريري- ونكروما - و سنغور - ونيلسون مانديلا... وأن الاجتماع في الخرطوم له معان ودلالات .. هي قلب إفريقيا النابض، وعنوان التمرد على النظام العالمي الظالم، وحادي ركب التحرر السياسي والفكري من قبضة الإمبرياليين، وتعاون الشباب واتحادهم يرسم خارطة الطريق السليم والموصل إلى الغايات الساميات لريادة إفريقيا وكرامتها واعتمادها على نفسها وتفجير طاقاتها، وسيجد الشباب كل الاهتمام من قبل وزارات الشباب بالقارة السمراء، ولهم التحية والتجلة من هذا المؤتمر... ومن ثم أتت كلمة المشير عمر حسن أحمد البشير - رئيس جمهورية السودان وراعي المؤتمر.. رحب فيها بالقدوم الميمون لشباب إفريقيا الأوفياء، والحضور المبارك لفعاليات هذا المؤتمر المهم، في هذا الزمن المهم والعالم يشهد حراكاً سياسياً صاخباً ضد الظلم والقهر والتبعية العمياء، التي أول من يتأثر بها، ويكتوي بنارها الحارقة هم الشباب ... وقال رئيس الجمهورية عن شعار المؤتمر " الحراك الشبابي من أجل التحرر الاقتصادي - الآن " : إنه يعبر عن ضرورات ومتطلبات المرحلة ؛ لأن الدول الإفريقية نالت استقلالها السياسي منذ عقود عددا، ولكنها ما زالت تكابد التبعية الاقتصادية والثقافية .... إفريقيا قارة غنية بمواردها الطبيعية التي هباها بها المولى عز وجل، وغنية بإنسانها الذي قهر المستحيل، ويمتاز بصبر جميل والقابيلة الكبيرة للعمل المتواصل من أجل أوطانه وقارته الودود الولود ... ودعا رئيس الجمهورية الشباب للتوحد، وعدم الدخول في صراعات مسلحة؛ لا تساهم إلا في الدمار والخراب والتخلف ... وأثنى رئيس الجمهورية على الاتحاد الوطني للشباب السوداني ؛ لمبادراته المتعددة لحل قضايا الشباب ولحراكه المتواصل لبناء الشباب الإفريقي، وقيادته الماهرة للدبلوماسية الشعبية – التي لا تقل تأثيراً عن الدبلوماسية الرسمية، بل تفوقها في العديد من المواقف ... وقال : أنا أسعد الناس بأن تظل الخرطوم – خرطوم اللاءات الثلاثة – عاصمة للشباب ومقراً دائما له ... ومن أكبر البشريات التي حملها خطاب الرئيس للشباب السوداني ... هو قراره القاضي بتطوير مؤسسة الشباب للتمويل الأصغر إلى بنك للشباب يقوم بتمويل مشاريعهم ويحارب الفقر والبطالة التي تُهدد الشباب. بحق وحقيقة كان صباح الأحد 4/12 ملحمة شبابية سودانية إفريقية بامتياز، ولعل شادي المؤتمر تغنى برائعة الشاعر الكبير( السر قدور) أطال الله عمره، وألحان الفنان الفريد الرائع ( إبراهيم الكاشف ) طيب الله ثراه - "أنا إفريقي ..أنا سوداني "!! هذه الأغنية الدافئة ، النابضة بالوطنية والقارية، رغم مرور نصف قرن أو يزيد على تأليفها وتلحينها وغنائها أول مرة ... فاتحاد الشباب الإفريقي عليه معالجة قضايا وتحديات الشباب.. البطالة ،المخدرات ، محاربة الإيدز، الفقر الجهل، والمرض.. "الثالوث الجهنمي" المرعب، وعليه أن يكون وعاءً جامعاً لكل الشباب وبوتقة تنصهر فيها كل التنظيمات الشبابية، مهما كانت ألوانها السياسية، وهذا الأمر ينسحب أيضاً على الاتحاد الوطني للشباب السوداني – الذي أثرى الساحة الشبابية والخدمية بالعديد من المشاريع، التي هي الآن ملء السمع والبصر.. الزواج، التشغيل، استقرار الشباب، التدريب والتأهيل، البرامج الرياضية والثقافية وإصحاح البيئة وغيرها، ولكن عليه استيعاب كافة شباب السودان حتى يكون كياناً جامعاً لكل شباب السودان بحق وحقيقة ... وعلى الحكومات الإفريقية رعاية هذه الشريحة المهمة، وهذا العنصر الذهبي، بل هو أغلى من الذهب وكل المعادن النفيسة ... وكلما أهملت الدولة الشباب حكمت على حاضرها بالكسل والخنوع ‘ وحكمت على مستقبلها بالضياع والتيه والتبعية العمياء للآخرين .....