حتى وقت قريب كان الجميع يتحلق حول شاشة التلفاز كل خميس لمشاهدة برنامج نجوم الغد، الذى يعرض على شاشة قناة النيل الازرق، لكن في الفترة الأخيرة فقد البرنامج تلك النكهة التى كانت تميزه عن سائر البرامج الاخرى، وفقد كذلك المقدرة على خلق الدهشة، وذلك من خلال إستيعابه لاصوات (فطيرة)، ومواهب متواضعة جداً لاترقى ولاتحظى بمشاهدة مستديمة، وربما كانت السياسة التى إنتهجها بابكر صديق المشرف العام و(الأوحد) على البرنامج، هي سبباً رئيسياً لتردي وإنهيار نجوميته، وذلك وبصراحة لأن بابكر صديق لم يبد نية طيبة في الاستماع لكل الاصوات التى ظلت تناديه بالتغيير، واكتفى بإشادات بعض (المطبلاتية)، ونام على عسل الوهم، حتى استيقظ ووجد نفسه في برنامج تقارب مدة صلاحيته على الانتهاء، او فلنقل إنتهت و(عتتّ) إن شئنا الدقة. عقلية غريبة ادار بها بابكر البرنامج، واصرار غريب على (تعسيمه) مع سبق الاصرار والترصد، واستقبال اغرب لكل النصائح الحقيقية التى كانت تنصحه بضرورة التجديد، ووضعه لها ضمن قائمة سوداء، واعتقاده بأنها مجرد اصوات (نشاذ)، تعمل على اثباط عزيمته، وتريد النيل منه، ولم يكن يعلم انها اصوات ناصحين ومشفقين، مثلّ لهم البرنامج الحل الوحيد للخروج من ازمة الاغنيات الهابطة، وخلق جيل جديد معافي من امراض اغنيات (الهشك بشك) وصولات (الورا ورا). كنا نريد لنجوم الغد ان تصبح مؤسسة عملاقة، يتوافد اليها المغنون من داخل وخارج السودان، تماماً ك(استار اكاديمي) و(عرب قود تالينت)، ولاتحدثوني عن الامكانيات رجاء..فكل صغير يكبر، إلا الغرور فأنه يبدأ منتفخاً كبالونة، ثم يصغر بعد شكها بدبوس الحقائق، والذى لاتنفع معه كل الاعذار المطاطية والعبارات المسيلة لدموع الشفقة... نعم..كنا نطمح في الوصول لبرنامج تلفزيوني سوداني (بريمو)، ينافس البرامج الفضائية التى تعنى بالمواهب، ولكن...!!! جدعة: لااعلم لماذا يكابر بابكر صديق ويصر على تقديم نسخة (مشوهة) من البرنامج، لاادري لماذا يتمسك بنظام وهيكلة فاشلة للبرنامج، بالرغم من انه يمضي ليصبح جثة تتحلل في كل يوم، وتفوح رائحتها لتغمر البيوت السودانية، ولاادري لماذا يحرص على عدم الالتفات للنصائح وللنقد الموضوعي وأن يسارع بتغيير شكل البرنامج ونمطيته، وأن يقوم بتفكيك تلك (التعسيمة) التى ظل عليها في الفترة الاخيرة، ولا ادري كذلك هل لايزال يعتقد أن كل النقد الموجه إليه مجرد استهداف، أم ان رؤيته تغيرت وصارت اكثر انفتاحاً..؟ شربكة اخيرة: نحترم جداً تجربة بابكر صديق، فهي جديرة بذلك، ولكننا ضد الرتابة والملل والنمطية والإنفراد بالرأي في شئ يخص المجتمع، فبرنامج نجوم الغد ليس حكراً على بابكر، ولاعلى قناة النيل الازرق، هو ملك اصيل للشعب السوداني الذى احبه ولايزال يضع الامل في ان يتطور، ولن يحدث ذلك إلا بعد ان يكسر بابكر صديق الزجاج العازل الذى يفصله عن الحقائق، والتى نوردها له هاهنا بلا اي مساحيق تجميل، وذلك من اجل المصلحة العامة.