هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته بما لا يدع مجالا للشك من واقع غريب تمر به ولايات دارفور رغم الفرص المتاحة والتى حباها الله بها من النعم جمعا وفرادى والتى لاتوجد فى مثيلاتها من ولايات السودان الا انها تشهد تقزما اداريا خطيرا للغاية، وبناءً على المقال الذى كتبته بعنوان ولايات دارفور بين التوهان والبركان فى صحيفة التيار العدد 970 الذى حرك الماء الساكن فى البركة والبركان معا ومن خلاله اتضح ان المسلسل الذى يهدد اركان هذا الوطن ومسيرة السلام ويعيق تماسك الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات الوطنية فى دارفور على وجه الخصوص هو القصور الاداري المريع فى ولايات شمال وجنوب وشرق دارفور التى شربت من هذا الطوفان الذى اختل فيه التمثيل والظل الاداري لتلك الولايات كما تحدثنا بحيادية تامة عن اولي القربى والمحسوبية التي عكرت صفوة ماء بئر زمزم وقصور التنمية فى بعض الولايات المحكم بسياج اولي القربى والناظر اليه من البعد كسراب الذى يحسبه الظمآن ماء فلن يجده من واقع التشكيل الوزاري والتنفيذي وما نخشاه على هذا الوطن الابي بأن يدمنه السرطان الفتاك الذي يودي بحياة الانسان ويقضى على اليابس واللين واخطر مافى هذا النهج السلوكي وما يؤول اليه من ظواهر سالبة على المجتمع الدارفوري ومنعا لخلق الصراع الطبقى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري فى بلادنا وما كرسه المستعمر بعد هزيمة الدولة المهدية سنة 1898 وفقدت بلادنا استقلالها السياسي وهيمنت بريطانيا على قمم جهاز الدولة الاستعمارى متمثلا فى ( الحاكم العام-السكرتيرين الاداريين – مديرى المديريات – مفتشي المراكز وترك للمصريين والذين خانوا الوطن انذاك المستويات الدنيا لادارة البلاد) وهذا من واقع المستعمر المرير والذى صنع البدعة السيئة ومن ثم بدأ الانجليز فى بذر التشكيلة الكولونيالية الراسمالية فى بلادنا قاطعين الطريق امام التطور الموضوعي لصياغة الواقع الاقتصادي الاجتماعي الفكري على نسق منهجي فالتحية لثورة 1924 التى كشفت الخيانة العظمى التي قامت بها بعض القوى الاجتماعية ومكن لها الانجليز من فئات شبه الاقطاع القبلي والطائفي ، فأن توهان بعض الحاكمين يخرجهم عن دورهم الطليعى كما ثناه المستعمر انذاك تجاه الشعوب فنجد ان القدوة الحسنة التى يحتذى بها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما احتطبت امراة عجوز وهى فى الفلاة فى عهد الدولة المكية وكانت تنادى من يرفع معها الحطب على راسها فما كان لرسول الله (ص) يستجيب لها دعوتها ويضع الحطب على رأسه فى كتفه الشريفة حتى اوصلها مكان بيتها واثناء الطريق تقول له ما تصدق دعوة الرجل الكذاب الذى يدعى محمد وقتئذ تريد ان تشكره وتثنى عليه وما قام به من مساعدة لها فسالته من انت : فقال لها : انا محمد بن عبدالله ، فقالت أ أ نت رسول الله : فقال لها : بلى فما كان لها الا ان تشهد بنفسها وتقول لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فاذا كان ذاك حال رسول الله مع الرعية فإن حال بعض الحاكمين اليوم ينفرون بالمجتمع كذبا وبهتانا وهذا ما يخلف اثارا ضارة ويزيد الهوة بين القيادة والقاعدة فإن الدعوة لسقية الشجرة الوافرة الظل المشرئبة فروعها الى السماء دعوة لله فانها لا تحتاج من يسقيها فقولوا فيها قول صدقا تسقى بامر ربها ولكن سكرة الحاكمين العمياء ادخلت اهلى الطيبين فى سوق المواسير المسموم الذى افقد واقعد كثيرا من اهلي من دارفور وادخلهم فى دائرة الاعتساق والظلم وفقدوا قوتهم وباعوا ممتلكاتهم فى غفوة من زمانهم البائد طلبا للغنى وتطليقا لعطية الذي دأب اهل الولاية من سنة الشؤم 2003 التى خلفت واقعا جديدا لم نألفه من قبل فكيف لنا لا ، اذا كان هذا خلق رسول الله (ص) واصحابه وتبعه التابعين فى معاملة الرعية قمة الرقى والتسامى مهما كان خارج النص ، فكيف للوالى محمد يوسف كبر مدعى الامبراطورية العظمى محذرا اعضاء حكومته المستقيلين من تسريب الاخبار لصحف الخرطوم فى حين كل الامور واضحة كالشمس لا تحتاج الى تسريب معلومة او خبر فحينها برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا...ومشى فى الارض يخطو ويسب الماكرين ، وقال لهم فى اجتماع رسمى بملء في ( اذا عرفت من يقوم بتسريب المعلومات لناس الخرطوم ما يرجاني يشيل شنطتو ويمشي) حسب النص فى صحيفة التيار العدد 975 فى ما اظنه ردا على مقال سابق فإن هذه اللهجة ليست لها مقام عند الاب لابنائه ناهيك عن والي لاعضاء حكومته ، فإن هؤلاء اعضاء الحكومة هم من رحم هذا الشعب الذى نصبك واليا لهم ،عموما الحديث لاينتهي عن هذه الامبراطورية العظمى التى اثقلت كاهل المواطن بحكومة توازي جمهورية السودان تتكون من 48 عضوا ونائبين على رئاسة الحكومة فالتحية لرئاسة الجمهورية على قراراتها الشجاعة فى دعوتها لتقليص الظل الاداري واتخاذ السياسات التقشفية الذكية ردا لجميل هذا الشعب المعلم البطل الذى وقف جنبا الى جنب مع القيادة فى بناء هذا الوطن الابي وتفويت الفرصة للداعين للفوضى والخراب فى ارض هذا الوطن ونتمنى ان يمتثل والى شمال دارفور الى تطلعات شعب الولاية فى تعيين حكومة رشيقة وخفيفة تقليلا للموارد وتماشيا مع سياسة التقشف بعيدا عن المحسوبية وتعيين اولي القربى فالحكومة القادمة يجب ان يختار لها القيادات ذات الكفاءه العالية والقدرة على الحركة والقرب من المواطن.