هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته قبل أن يختفي صدى تصريح قائد القوات الاثيوبية الأممية المنتشرة في ابيي (يونسفا) عن هشاشة الأوضاع فى المنطقة اندلعت اشتباكات فى مدينة أبيي بعد دخول العشرات من دينكا نقوك لسوق المنطقة ليحدثوا حالة من الفوضى جراء حرقهم لأحد المتاجر والاعتداء على آخر وجرح اثنين من أبناء المسيرية. فوضى واعتداء في المقابل سارعت القوات الاثيوبية (يونسفا) للتدخل ووضع حد للصدام، وقال رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لمنطقة أبيي الخير الفهيم:"إن العشرات من أبناء نقوك تجمعوا من المناطق القريبة من البلدة بغرض الاحتفال بذكرى استقلال الجنوب الأولى داخل أبيى، وأحدثوا نوعا من الفوضى والاعتداء على المواطنين وإصابة بعضهم إصابات خطيرة تم نقلهم الى مستشفى المجلد". وأضاف أيضا أن" الجانب السوداني سجل الواقعة، وخاطب بها رئيس جانب دولة الجنوب فى اللجنة الإشرافية المشتركة للمنطقة لوكا بيونق بأن الخطوة تمثل خرقا لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن المنطقة". وشجب الفهيم، التصرف وعده تصرفا مسيئا لعمل البعثة الأممية، وأشار الفهيم الى أن القائد الاثيوبي تعامل مع الحادث بالحزم المطلوب، وأمر بإطلاق النار وتفريق المجموعة المثيرة للشغب القادمة من منطقة أقوك واعتبر أن الخطوة تمثل خرقا لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن المنطقة". فى السياق أكد أمير المسيرية مختار بابو نمر، أمير قبيلة المسيرية، أن القائد الاثيوبي جمع تجار السوق في المسجد الذي اندلعت بجواره الأحداث وكلف قوة عسكرية بحراستهم. ونوه الى اعتداء مجموعة من الدينكا على التجار الشماليين وضرب بعضهم بالعصي وجرح اثنين وحرق دكان لأحد التجار الشماليين. تحرشات مخمورين فى المقابل يقلل مراقبون مما حدث ويعتبرونه حادثا معزولا لا يهدد كثيرا الاستقرار بالمنطقة، ويقول القيادي بالمنطقة محمد عمر الأنصاري إن ما حصل لايعدو تحرشات من شباب دينكا نقوك وليس باشتباكات، مشيرا فى حديثه ل(السودانى) إلى أن هؤلاء الشباب اتوا للسوق مخمورين وحصلت منهم تحرشات مع العرب الرحل ولكن فى التوقيت المناسب تدخلت القوات الاثيوبية ومنعتهم من الخروج من المعسكر بدون إذن. وأكد الأنصاري على عدم وجود أي أضرار مما حدث وأن الأحداث مجرد تحرشات واستفزاز للعرب الموجودين فى السوق ولم تكن مع دينكا نقوك أي أسلحة مشيدا بتدخل القوات الاثيوبية فى الوقت المناسب. من جهته أكد القيادي الشاب بقبيلة دينكا نقوك جون زكريا اتيم أن مجموعة من الشباب دخلوا أبيي من منطقة أقوك للاحتفال بعيد استقلال الجنوب وسلكوا شارع الردمية بابيي قاصدين بيت الامير كوال ميانق وأضاف فى حديثه ل(السوداني): "وفى أثناء سيرهم بالطريق اعتدوا على التجار فى السوق بالحجارة والسواطير مما أدى لإصابة شخصين وبعد ذلك تدخلت القوات الاثيوبية وحسمت الموقف"، وأشار اتيم الى أن المنطقة لا تحتمل أي اشتباكات وأنها قانونيا تابع لشمال السودان فلا يعقل أن يحتفل بها سكان جنوب السودان، معتبرا أن هذا التصرف غير مسئول ويضر بالاستقرار بالمنطقة. تحذيرات تاديسا وكان قائد القوات الأثيوبية، الجنرال تاديسا تسفاي قد قال قبل يومين في تقرير قدمه للجنة الإشرافية المشتركة لأبيي “أجوك" إن موسم الجفاف القادم سيكون ممهداً للاحتكاكات بين الأهالي. وأضاف تاديسا “الوضع الأمني لن يستقر في المنطقة ما لم يعم السلام ويعود الأهالي من دينكا نقوك والمسيرية إلى أبيي، وزاد: “نتوقع كل شيء في ظل النزاع حول حفظ السلام والأمن" في الوقت ذاته أحالت اللجنة الإشرافية المشتركة لأبيي الخلاف حول تكوين الإدارية والمجلس التشريعي إلى الرئيسين عمر البشير وسلفا كير للبت فيه وفقاً لاتفاق أديس أبابا في يوليو ،2011 مؤكدة أن مفاوضات الأطراف ستستمر لمناقشة بقية القضايا المتعلقة بالأوضاع الإنسانية بأبيي وتشكيل الشرطة المشتركة بالمنطقة. وقال رئيس اللجنة من جانب السودان الخير الفهيم: إن الخلاف حول تكوين الإدارية والمجلس التشريعي استمر منذ بداية المفاوضات، موضحاً أن دولة الجنوب تتمسك بتشكيل الإدارية وإرجاء المجلس التشريعي، فيما يرى الجانب السوداني تكوين المؤسسات حزمة واحدة حتى تؤدي دورها التنفيذي والتشريعي بشكل متناسق . ومهما يكن من أمر فإن الحادثة الأخيرة كشفت عن جاهزية وسرعة استجابة القوات الاثيوبية وحسن تعاملها مع الأحداث وهو ما يعزز من فرص الاستقرار الهش، إلا أن ذلك لا يمكن أن يكتمل ما لم يتم استصحاب تصريحات تاديس الأخيرة.