اختار الاتحاد الإفريقي دلاميني زوما 63 عاما وزيرة الشئون الداخلية بجنوب إفريقيا لزعامته، خلفا للغابوني جين بينغ، وانتخبت زوما رئيسا لمفوضية الاتحاد الإفريقي خلال قمة رؤساء الدول والحكومات بأديس أبابا حيث أشعلت هتافات مؤيديها مقر مفوضية الاتحاد الإفريقي فرحا بفوزها، هتافات الوفد الزيمبابوي عكست الدعم القوي لترشيح زوما من قبل زملاء مجموعة تنمية جنوب إفريقيا، خرج رئيس جنوب إفريقيا والزوج السابق للمرشحة جاكوب زوما من قاعة المؤتمرات التي جرى فيها الترشيح وأعلن أن "إفريقيا سعيدة"، مضيفا أن فوز زوما من شأنه تمكين النساء. تحديات جسيمة تواجه زوما تحديا لتنشيط الجسم – الاتحاد الإفريقي – الذي طالما انتقد لبطئه في التفاعل مع الأزمات مثل أزمة ساحل العاج وليبيا في العام الماضي، أنتخبت زوما ضد بينغ في يناير من العام الحالي وانتهت الانتخابات بقرار تمديد فترة بينغ لمدة ستة أشهر حتى إجراء انتخابات جديدة، في جولة الانتخابات الأولى لم يتمكن أي من المرشحين تأمين ثلثي الأغلبية لتحقيق فوز صريح إلا أن بينغ حصل على دعم يزيد قليلا على منافسيه. يرى العديد من المراقبين أنه سيكون من الصعب على دلاميني زوما التغلب على الخلاف الواسع بين أكبر خمس دول مساهمة في ميزانية الاتحاد الإفريقي هي (نيجيريا، مصر، ليبيا، الجزائر، جنوب إفريقيا)، فكل من مصر ونيجيريا والتي لن يخدم فوز جنوب إفريقيا مصالحها الإستراتيجية كانت تدعم بقوة معسكر بينغ وهنالك مخاوف من أن جنوب إفريقيا ذات الاقتصاد القوي ستواصل جهودها للفوز بمقعد إفريقيا الدائم بمجلس الأمن، كما وأن هنالك تشكيك واسع من قبل الصحافة بجنوب إفريقيا والتي وصفت الحملة بأنها "وهمية"، ولكن اللوبي الصلب من قبل حكومة جنوب إفريقيا وشركائها الإقليميين تمكن من تحويل النتائج لصالح زوما وجعل الحملة شخصية حيث أحرق الغضب الجانبين إلا أن ردود بينغ الغاضبة على ادعاءات الصحافة بجنوب إفريقيا بشأن حملته وتمويلها أخسره تأييدها، كما أن غياب أكبر داعمين لبينغ قوض فرصه بالفوز فاستمرار الهجمات من قبل مليشيات المتطرفين الإسلاميين اضطرت الرئيس النيجيري قودلاك جونثان الى عدم المشاركة كما وأن هنالك شائعات بأن الرئيس الإثيوبي ميليس زيناوي مريض بشدة ويتلقى العلاج بأوربا، من جانبه رحب الرئيس اليوغندي يوري موسفيني بفوز زوما وقال "ستكون مدافعا قويا عن القارة الإفريقية"، وأضاف أن خلفيتها كمناضلة من أجل الحرية كانت إضافة كبيرة لها". أصداء دولية وصرح رئيس بنين والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي توماس بوني ياي أن "زوما ستتولى رئاسة هذه المؤسسة". ودلاميني زوما (63 عاما) دبلوماسية محنكة في الصراع ضد التمييز العنصري. وقد شغلت دلاميني زوما التي درست الطب منصب وزيرة للصحة والداخلية والخارجية في جنوب إفريقيا. وكان زوجها السابق رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما أول المهنئين بعد صدور النتائج. وقال زوما إن فوزها يرتدي "أهمية كبرى لإفريقيا وللقارة ولقوة ووحدة النساء". ورحبت فرنسا بانتخاب دلاميني زوما وعبرت عن شكرها للرئيس المنتهية ولايته جان بينغ. وقالت الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن "فرنسا تقدم تهانيها الحارة لدلاميني زوما على انتخابها بعد منافسة ترجمت كل الرهانات التي يمثلها الاتحاد الإفريقي لدوله الأعضاء". وأضاف فاليرو في لقاء مع صحافيين: "نحرص أيضا على شكر جان بينغ الذي عرف كيف يعطي الدفع اللازم لهذا المنصب وجعل المفوضية مؤسسة محترمة في كل القارة والعالم". وجرى التصويت خلال قمة للاتحاد الإفريقي اتفقت خلالها رواندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية في وقت سابق على نشر قوة دولية للسيطرة على المتمردين في شرق الكونغو وأعلن الاتحاد الإفريقي استعداده لإرسال قوات سلام. وصرح رئيس رواندا بول كاغامي لوكالة فرانس برس أن الجانبين "اتفقا مبدئيا" على انتشار القوة. وأدلى كاغامي بتصريحه بعد أول لقاء ثنائي مع نظيره من الكونغو جوزف كابيلا منذ صدور تقرير للأمم المتحدة في يونيو اتهم رواندا بدعم المتمردين في الكونغو، وقد التقى الرئيسان على هامش قمة الاتحاد الإفريقي. ويأتي فوز دلاميني زوما بعد ترشحها قبل ستة أشهر ضد بينغ وأنهى المأزق الناجم عن فشل كل منهما في الفوز بغالبية الثلثين الضرورية للفوز، مما أدى الى بقاء بينغ في منصبه. وصرح رئيس أوغندا يويري موسيفيني أنها مناضلة من أجل الحرية وليست دبلوماسية او بيروقراطية. وصرح نور الدين ميزمي المتحدث باسم بينغ لوكالة فرانس برس أن الرئيس السابق للمفوضية يقر بهزيمته. وصرح ميزمي أن بينغ "تقبل النتائج ويتمنى النجاح لدلاميني زوما". وأضاف أن بينغ "أعرب عن استعداده للتعاون معها للعمل معا من أجل وحدة القارة". وتابع أن ايراستوس مويشنا من كينيا أعيد انتخابه نائبا لرئيسة المفوضية الإفريقية. ويقول المسؤولون إن الانتخابات استغرقت أربع جولات قبل أن تفوز دلاميني زوما ب37 صوتا أي أكثر بثلاثة أصوات من الأكثرية المطلوبة لتؤكد فوزها على بينغ. وشرح الخبير بمعهد الدراسات الأمنية جاكي سيلييرز لفرانس برس كيف نجحت دلاميني زوما في التقدم منذ الجولة الثانية للتصويت، وقال سيلييرز إنها "تقدمت من الجولة الأولى وبعد ذلك زاد الحماس فقادة الدول أرادوا التوصل الى قرار". وأضاف أن فوز دلاميني زوما "كشف من هو المسؤول" في الاتحاد الإفريقي بعد ستة أشهر من الخلاف حول مسألة القيادة. ويقول بعض المحللين إن جنوب إفريقيا انتهكت تقليدا غير مكتوب يقضي بألا تترشح البلدان الكبرى في القارة للمنصب بل تتركه للدول الأصغر. إلا أن دلاميني زوما قللت المخاوف قبل التصويت من إمكانية أن يؤدي الى انقسام في الاتحاد الإفريقي. وصرح سيلييرز أن "الفائز سيعمل مع الجميع بغض النظر عمن صوتوا له"، مؤكدا أنه متفائل بأن الانقسامات الناجمة عن التصويت ستزول. وقال إن دلاميني زوما ستكون "مسؤولة تشمل الجميع ولن تقصي أحدا فقد كانت وزيرة ناجحة للخارجية وحققت نجاحا أكبر كوزيرة للداخلية". بطاقة شخصية ولدت دلاميني زوما في السابع والعشرين من يناير في العام 1949 بجنوب إفريقيا، تزوجت من الرئيس الحالي لجنوب إفريقيا جاكوب زوما في العام 1972 وانفصلت عنه في العام 1997 ، أنجبت أربعة أطفال، حصلت على بكالريوس العلوم جامعة (زولاند) قسم الأحياء في العام 1971 ، حصلت على بكالريوس الطب جامعة بريستول بإنجلترا في العام 1978 دبلوم الأمراض المستوطنة من جامعة ليفربول ودبلوم صحة الطفل في العام 1986 ، تنتمي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، تنتمي لعضوية الكثير من المنظمات والهيئات، وصفتها الصحف العالمية (القارديان وميل) بالمرأة ذات أكبر نفوذ بجنوب إفريقيا.
