قام الموسيقار اسامة بيكلو بمبادرة انسانية رائعة لعلاج العازف أمير عثمان وهو زميله بفرقة الفنان محمد الامين وضرب للحفل موعدا يوم الثلاثاء الماضية بنادي الضباط (الصالة المغلقة) وكان أمير عثمان عازف آلة الاورغ بفرقة الفنان محمد الامين، قد اصيب بمرض فى (عينيه) واصبح هذا المرض يهدد "نظره" ووفقاً للتقارير الطبية من مستشفيات متخصصة تأكد بأن العلاج ليس متوفراً بالسودان ولكن يوجد بمستشفى متخصص بمصر وتقدر تكلفة العلاج تقدر بحوالي (600- 700) الف دولار . حسب الوقائع الموجودة. اجتهد الموسيقار اسامة بيكلو لانجاح هذا الحفل الانساني،اجتهد في توصيل الدعوات بنفسه،واجرى العديد من الاتصالات مع بعض الجهات التي يرى ان دورها مهم ومحوري في انجاح هذا الحفل،وكانت الصحافة الفنية في مقدمة اهتمام بيكلو وشخصيا اثنيت على المبادرة وافردت لها مساحة مقدرة في عدد الاثنين الماضي " صفحة اضواء المدينة"، غير ان الحفل لم يحقق المردود المالي المتوقع وذلك لاسباب ربما تكون خارج ارادة المجموعة الصغيرة التي تبنت هذه المبادرة. المؤسف ليس عدم النجاح المالي للحفل،فهذا الامر يحدث كثيرا،خاصة في الفترة الاخيرة،لكن المؤسف حقا هو ماورد على لسان بيكلو في صحيفة "فنون" عدد اول من امس الخميس،حيث ذكر للزميل سراج الدين مصطفى أنه اضطر لاحياء الحفل " الانساني"بفرقة موسيقية مصغرة مكونة من بعض المقربين منه بعد أن طالب بعض العازفين ب"عداد" نظير مشاركتهم في الحفل الخيري الخاص بعلاج زميلهم أمير! لعمري إنها فاجعة اكبر من بصر امير المهدد بالضياع،لان ضياع البصيرة اخطر من ضياع البصر،وقد اكدت هذه الواقعة ان الوسط الفني الذي يضج هذه الايام بالشتائم و"نشر" الغسيل القذر وصل الى مرحلة متأخرة في غرفة الانعاش،وقد كان التكافل بين افراده يجب كل سلوك فردي شائن يصدر من احد المبدعين ويبدو أن الفن لاينفصل عن مكونات المجتمع الاخرى التي "نخر" فيها السوس المتعفن خلال العقدين الاخيرين من هذا الزمان. ان العازف أمير عثمان هو احد عازفي فرقة الموسيقار الفنان محمد الامين الذي عانى هو الاخر من المرض ويوجد حاليا ببريطانيا بحثا عن علاج باهظ الثمن،ونسبة لتكرر مآسي الوضع الصحي للمبدعين في الفترة الاخيرة فإننا نتساءل عن دور الدولة في رعاية ودعم المبدعين في حالات المرض ؟ ويمتد التساؤل لاتحاد المهن الموسيقية،الذي يحتاج لتفعيل مسرحه بحفلات مستمرة حتى لو كانت باجر رمزي،لان ماحدث في الاشهر القليلة الماضية يؤكد ان كثيرا من المبدعين سوف يتعرضون لما تعرض اليه زيدان ابراهيم وزكي عبد الكريم ومحمد الامين وغيرهم. في خضم هذه الاوضاع يجب ان نشكر ادارة نادي الضباط التي لم تتوان في المساهمة فى هذا الحفل بفتح الصالة المغلقة مجانا ً دون اي ايجار،كما اكد الموسيقار بيكلو . اما صندوق دعم المبدعين فلن نتحدث عنه لان" الضرب على الميت حراااااااام" ونسأل الله الا يُري العازفين الذين طالبوا بالعداد،مكروها في عزيز لديهم،واخيرا نسأل الله العافية والسلامة لكل مبدعب بلادي.