كشف الامين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج عن تدهور مريع لتحويلات السودانيين العاملين بالخارج للسودان من العملات الصعبة حيث سجل العام 2009م 3مليارات و100 مليون دولار حتى وصلت الى 3 بليون دولار ومن ثم تواصل الانخفاض فبعد ما كشف البنك الدولي فى نبوءته أن السودان سيستقبل تحويلات تبلغ (3) مليارات دولار إذا بالتحويلات تنخفض الى نصف المبلغ في حين بلغت تحويلات المغتربين السودانيين الى دولة مجاورة الى 4 مليارات دولار لشراء عقارات واستثمارات وشدد كرار فى مخاطبته للجلسة الافتتاحية لمؤتمر اقتصاديات الهجرة الثانى تحت شعار( نحو شراكة بين الدولة والمغترب) على ضرورة تنزيل تشريعات جديدة لجذب أموال المغتربين على غرار دول أخرى مثل امريكا التى تبلغ تحويلات مواطنيها 37 مليار دولار ومصر 4 مليارات دولار، مشيدا بقرار الحكومة المصرية الجديدة فى اتخاذها أول قرار حول صكوك المغتربين المصرين لما له من تأثير على الاقتصاد. من جانبه شدد وزير مجلس الوزراء احمد سعد عمر على أهمية استقطاب تحويلات المغتربين فى ظل المتغيرات الاقتصادية الصعبة التى يعاني منها السودان بعد الانفصال مشيرا الى أن الاستثمار فى الهجرة والاغتراب من أموال وعقول أصبح من الاستثمارات المهمة حتى تستقر الأموال فى السودان بدلا من أن يتداولها الوسطاء ويتم تحوليها الى دول أخرى، داعيا المؤتمر للخروج بتوصيات علمية وعملية قوية متعهدا بتنزيلها الى أمر الواقع من قبلهم فى الدولة. ودعا الوزير الى تغيير الصورة النمطية لاقتصاد الهجرة بالبلاد خاصة فى ظل التحديات الاقتصادية التى تواجهها البلاد حاليا والمنافسة الكبيرة على سوق العمل من الدول الأخرى من أجل العبور بالبلاد الى بر الأمان باعتبار أن اقتصاد الهجرة من أهم أركان الاقتصاد الكلي بجانب البترول والتعدين وغيره الأمر الذى يدفع بعجلة الاقتصاد الى الأمام. مؤكداً اهتمام الدولة بالعاملين بالخارج وتوظيف مدخراتهم لدعم الاقتصاد عبر وضع استراتيجية لاقتصاد الهجرة، مبينا أن الشعب السوداني ظل صامدا رغم كل الظروف القاضية بزعزعة أمن واستقرار البلاد خاصة عقب التحولات الكبيرة حولها مما انعكس سلبا على الشعوب. وقال عمر إن السودان من أكثر الدول الأفريقية جذبا للاستثمار إلا أن الكسل يجعلنا نفقد الكثير فى ظروف غياب الإحصاءات والبحث العلمي، مشيرا إلى أن السودان بحسب إحصاءات البنك الدولي هو الدولة الوحيدة فى العالم التى انحسرت فيها تحويلات المغتربين الى النصف، مبينا أن كثيرا من الناس أسسوا امبراطوريات وفقدوها بسبب عدم التشجيع والتحفيز، مضيفا أن ما توفره التحويلات يمكن أن يكون أكبر مما توفره الزراعة والتعدين، متمنيا أن يعالج المؤتمر المشاكل التى تواجه اقتصاد الهجرة والتى من بينها ولاية المؤسسة الهجرية على تحويلات المغتربين.