حرم فلاح: (زعلة)..قادت زوجي لكتابة هذه الأغنية أم درمان : رحاب فريني رفيقة درب لفنان صنع مجده بالصبر والمثابرة وبإيمانه العميق بأهمية هذه اللونية من الغناء.. "الغناء الشعبي".. التي ما ذكرت إلا وذكر الراحل المقيم المبدع رائد فن الغناء الشعبي محمود ابراهيم فلاح ...وزوجته الحاجة (حرم سالم محمد حجاج) التي لازمته أكثر من اربعة عقود... فكانت نعم الزوجة ، وفية له ومؤمنة بموهبته واصالته وزهده وتواضعه وعطائه وتبنيه للمبدعين... وهم كثر تتلمذوا على يديه... وشقوا طريقهم بمؤازرته وتشجيعه وتوجيهه، وتفهم الحاجة حرم لوضعيته كشيخ للفنانين فأعطته مساحة كبيرة من الحركة والعطاء، فقد طوقته بالمحبة والمودة والسكينة، وقد أنعم الله عليهم بالذرية الصالحة التي احسنوا تربيتها وتقويمها واعدادها للمستقبل ، الحاجة حرم حين تجالسها تدرك عمق ثقافتها... تلك الثقافة التي اكتسبتها من مدرسة الحياة... ومن مدينة ام درمان المعطاءة... حيث قيم الانسانية والتكافل والتعاضد ومحبة الاخرين ...."السوداني" التقتها بمنزلها العامر العريق المعتق الذي خرج العديد من الفنانين لتحكي لنا رحلتها مع الفنان الراحل محمود فلاح فماذا قالت الحاجة حرم؟ (1) تقول الحاجة حرم: انا من مواليد مدينة ام درمان "حي العرب"... وبعد فترة من الزمن رحلت عائلتنا الى ميدان الربيع وكانت اخت الراحل وتدعى "شامة" تزوجت ورحلت بالقرب من منزلنا... وكانت تربطنا علاقة حميمة وقد اختارتني زوجة لشقيقها محمود فلاح... واضافت: بعد زواجنا قال لي فلاح :"انت كنت بتتكبري علي وانا بتكبر عليك"... بمعنى كنت انا في باله وهو ايضاً كان في بالي... وذكرت في حديثها: انا كنت اسمع بعائلة فلاح وكنت ساعتها صغيرة في السن وقد سمعت ساعتها ان هنالك شاعر من اسرة فلاح توفيت حبيبته بكى عليها الى ان فارق الحياة. (2) وعن الفنانين الذين تخرجوا من مدرسة الراحل محمود فلاح قالت الحاجة حرم: هم كثر منهم الفنان كمال ترباس وعبد الوهاب الصادق وحسين شندي وعبد الوهاب التازي, وعن اصدقائه قالت الحاجة حرم: الفنان بادي احمد الطيب وعبد الكريم الكابلي وحسن عطية وعوض شمبات والثنائي محمد عبد الله محمد واحمد الطيب وخضر بشير . (3) ذكرت الحاجة حرم انها كانت متفهمة لوضع زوجها كفنان وقالت: كان يحضر الفنانون الى منزلنا في وقت متأخر من الليل ومعهم "خروفهم".. وكنت أتعامل معهم بطيب خاطر وكأنهم أصحاب المنزل وليسو ضيوفاً... مشيرة الى ان جميع الفنانين الذين كانوا يحضرون كانوا طيبين جداً لذلك لم أتضايق منهم ، ومن الشعراء الذين كانوا يحضرون المنزل قالت: منهم الشاعر محمد بشير عتيق والعبادي. (4) وعن أبناء الفنان الراحل فلاح وعلاقتهم به ووجه الشبه بينهم ووالدهم ذكرت الحاجة حرم ان جميع ابنائه وبناته يشبهون والدهم في اشياء مختلفة وقالت: ابني ايهاب فلاح يشبه والده في الملامح وخفة الظل ومحمد فلاح في احساسه بالمسؤولية تجاه اهل بيته، اما احمد فلاح ففي طباعه وفي حبه للاجتماعات ومعرفة الادارة وعادل فلاح في طريقة كلامه بحركة اليدين, واما البنات فإيمان بصبره وطولة باله وجميلة بالطيبة الزائدة ورحاب في ملامحة ونغم في الجدية والمثالية ونجاة في الاعتداد بالنفس فاولاده جميعهم "فلاح" ... وقالت ضاحكة ان ابناءه لم يرثوا منه الغناء ولكنهم ورثوا منه الطباع الجميله وحسن المعشر والروح الطيبة. (5) اما عن تعامله مع الاسرة فقالت: كان ديمقراطيا ويتعامل بمحبة ويعطي ابناءه الحرية في اتخاذ قراراتهم وكان مسالما جداً وايضاً كان يتعامل مع جميع الفنانين كأبنائه, واضافت: ما كنت اتدخل في أي شيء يخص عمله فهو دائماً كانت له "دراية" باعماله مشيرة الى انه عندما يريد تلحين "اغنية" كان يخلو بنفسه وكنت اوفر له جوا هادئا واضافت قائلة: ان فلاح كان مجاملا جداً في الافراح والاتراح . (6) ذكرت الحاج حرم في حديثها انها تحفظ معظم اغاني زوجها فلاح وترددها وتحب جميع اغانيه ومن الاغنيات التي كانت ترددها دائماً اغنية "حبايبي الحلوين" و"حبيبي سافر وجا" و"عيوني وعيونك" و" يا حبيبة ليه زعلانه" وكشفت لنا ان هذه الاغنية كتبت لها وقالت كنت (زعلانة منو) في مشكلة خاصة بيننا وانا كنت عندما ازعل لا اتحدث اكون صامتة وهو شعر بزعلي منه وقام بكتابة هذه القصيدة..الجدير بالذكر ان (حرم) تعرضت في السابق لذبحة صدرية جعلتها تنظم في نفسها قصيدة كانت مثار دهشة كل من استمع اليها في ذلك الوقت.