*نهنئ كافة أبناء الشعب السوداني والرياضي على وجه الخصوص بحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا ومجتمعنا الرياضي خالٍ من الضغائن وممارسات العصور الوسطى وبعيداً عن التعصب ومتسماً في سلوكه بكل صفات الرياضي الحقة الذي يسوده ويوجهه إعلام ناضج لايصطاد في المياه العكرة ولايبيع للناس السموم والتعصب والكراهية كما نتمناه أن يعيده الله علينا ورياضتنا في مصاف الاحتراف والعالمية إداري ومدرب ولاعب وإعلامي ومشجع في مجتمع يسوده التسامح والتوأدد والتآخي, *التاريخ عموماً والرياضي خصوصاً يمثل سجلاً للأمم والشعوب والإنسان، وهو مرآة لكل حقبة، وقد يكون (موثق) لماضٍ قوي وتليد وراصداً أمجاده التي تمنحنا القوة والقدرة على مقارعة ما قد تأتي به الأيام والأحداث. نلجأ إليه لكي (يقدم) لنا صوراً من الأمن والأمان والانجازات و الحماية و العبر والدروس و النجاحات والانتكاسات.. نعود إليه ربما خوفا أو إشفاقا من تعثر الحاضر ! أو نستغيثه توجسا من مفاجآت المستقبل! أو محاولة لفهم صفحات من الماضي لتساعدنا على تجاوز بعض من إخفاقاته، والإسهام في تطوير مناشط المستقبل. *في كثير من بلدان العالم قد تكون نشأة أي نادٍ أو فريق رياضي عرضة للاختلاف بين المؤسسين وغيرهم من المتابعين والمؤرخين والنقاد، وغالباً ما تفتقر معظم الأندية إلى وثائق رسمية تؤكد تواريخ تأسيسها بخلاف (الأندية) التي تكونت أو ظهرت في العقود القليلة الماضية في ظل الأطر الرسمية والأهلية. *لم يختلف الحال كثيراً في البلاد فيما يتعلق بكيفية وتاريخ نشأة الرياضة، عن غيرها من البلدان في هذا المجال، وكذلك هو الحال فيما يتعلق بنشأة معظم (الأندية) القديمة كالمريخ والهلال وأهلي مدني وبري والموردة وغيرها من الأندية في بقية مناطق البلاد المترامية الأطراف، والتي ظهرت قبل إنشاء الهيئات الرسمية المعنية بالرياضة، والتي أنيطت بها عمليات وإجراءات تنظيم مسارات الأندية وإقامة المنشآت الرياضية العصرية للمساهمة في تطورها، وإعداد الفرق الرياضية الوطنية للمشاركة في المسابقات والمحافل الدولية. *الرياضة علم و فن نشط فيما يتعلق بالإبداعات الفكرية و الرياضية، والرياضي النشط لديه القدرة على ابتداع أفكار رياضية متجددة، غير أن هذا الإبداع غالباً ما يكون خارج نطاق التنظيم الرسمي الذي يفرضه الإداريون والمدربون في حالات كثيرة! في حين أن الرياضية الاحترافية ليست - دوما - في حاجة إلى الإبداع والتجديد من قبل اللاعبين نظراً لضرورة التزامهم بالأفكار والنظم الاحترافية المسبقة التي يضعها الإداري والمدرب ويفرضانها فرضاً في حين أن الرياضيين الهواة - من كافة أطياف المجتمع - يتمتعون بالقدرات والفرص غير المحدودة لممارسة مختلف الرياضات، مما يسمح بانطلاق أعداد غير محدودة من الأفكار الإبداعية الخلاقة. *الرياضة نشاط إنساني قديم قدم البشرية على وجه البسيطة، فمن خلال أنشطة الجري والتسلق والقفز والسباحة إلى ركوب الخيل، وصولا إلى ألعاب الفروسية والألعاب الأولمبية القديمة، قطعت الرياضة مسافات.. ومرت عبر مراحل زمنية وتطويرية طويلة. ومنذ الأزل أدرك الإنسان أهمية الرياضة ليستمر في حياته قويا قادراً على المقاومة والمواجهة والمنافسة، غير أن الرياضات الحديثة فاقت كل أنواع الرياضة القديمة، وتفوقت عليها في التنظيم والتطوير والوسائل التقنية والأنماط والانتشار. اعتقاد أخير *لقد كانت الرياضة مع الإنسان الأول في الأزمنة السالفة، وظلت كذلك مع الإنسان المعاصر، محكومة.. بإطار قيمي قد لا تستقيم بدونه، ولا يمكن استمرارها وتطويرها إن اختل احد جوانبه.و الرياضة قبل أن تكون حركة وجريا وتسلقا وقفزاً، هي قيم وسلوك ووسائل اجتماعية تربوية إنسانية، بل هي قبل أن تكون مسابقات وبطولات ولاعبين و ومدربين وجماهير وإعلام واموال هي اخلاق وسلوكيات تعامل إنساني، لابد لها أن تتأصل في نفوس الرياضيين عميقا، وتتجذر في أنشطتهم وسلوكياتهم كافة لذلك ندعو الجميع بفضل العيد وتصالحه لاعادة النظر في ممارساتهم الرياضية والالتزام باخلاق وعرف الرياضة السامي .. .