ونحن لانقرأ صحف الجمعة الا متأخرا ولكن هاتفنا السيار لايصمت ذاك الضحى ونحن لانرد ثم يمتلئ جوفه بالرسائل ونحن لانقرأ الا بعد صلاة الجمعه وصديق يرسل نداءه لنا مشفقا (أين انت يارجل وبعضهم يتهمك بالكذب على المصطفى صلى الله عليه وسلم والعبث بسيرة علي كرم الله وجهه ، وبعدها نفتح الصحيفة لتندلق على وجهنا شتائم (عوض) بالكذب والجهل والحقد والتلفيق !! ثم نستغفر الله ونساله ان يجعل لعوض الهدى (نصيبا من اسمه) انه ولي ذلك والقادر عليه ... ثم ندعو لعوض بدعاء حبيبنا الكرار ابن ابي طالب (اللهم اجعل خصمي سميعا بصيرا ) ...آمين والقصة اننا هاجمنا خطاب السيد رئيس البرلمان فى تأبين شهداء طائرة تلودي وقلنا أنه خطاب غريب وعد فيه السيد احمد أبراهيم الطاهر باستمرار مسيرة الشهادة على منوال حادثة طائرة تلودي قائلا أنه لم يكن الأول ولن يكون الأخير ففتحنا فمنا دهشة وكأن الرجل يعد بمزيد من سقوط الطائرات بدلا من أن يعد بتقصي الحقائق حول تلك (الفاجعه) والعمل على عدم تكرار حدوثها فالدول المحترمة لاتترك قادتها تسقطهم الطائرات هكذا كل حين ثم قصصنا عرضا حوار المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أبو الحسنين (علي ) رضى الله عنه يوم الخندق وهو يهم بمبارزة عمرو بن عبد ود والمصطفى الكريم يمنعه ويقول له لاتفجعني فيك ياعلي ... ليثور عوض الهدى ويطن ويضج ويتهمنا بما أسلفنا ذكره .... عوض يفعل ذلك ويستنكر علينا ويتساءل سؤالا أحمق وهل الاستشهاد فجيعة؟؟؟ وقبل أن نرد على سؤاله المثقوب هذا دعونا نريكم الرجل وقد لبس نعليه بالمقلوب ليرد علينا فيكتب سطرا ثم يمسحه بالثانى ويرهق نفسه بمغالطتها قبل مغالطتنا نحن نعم فالرجل ينفي فى مقاله منذ السطر الواحد والأربعين نفيا قاطعا أن معركة الخندق لم يقع فيها قتال قط !!! ولم تقع فيها مبارزة !! لأن المسلمين قد حفروا الخندق ثم يستدل على رأيه هذا بايراد الآية من سورة الاحزاب (وكفى الله المؤمنين القتال .الخ ) ثم يقفز(عوض ) من قوله هذا فجأة بعد ستة عشر سطرا من مقاله ليقول : ان المبارزة الوحيدة التى وقعت فى غزوة الخندق وكان بطلها على بن ابي طالب رضي الله عنه !!!! وهكذا فالرجل يغسل قوله الأول دون أن يعتذر لنا او للقراء عن اتهامنا بالكذب .. ولكن مهلا فالرجل يورد الواقعة ناقصة حتى يظفر ببغية رمينا بالجهل بالسيرة والعمل على تلفيقها .. ونحن نقصها كامله فبعد ان خرج عمر بن عبد ود وقد عبر مضيقا فى الخندق صاح فى المسلمين ألا تزعمون ان قتلاكم فى الجنة وقتلانا فى النار فليخرج الي أحدكم .. يقول ابن اسحاق والرجل كرر صياحه هذا ثلاثا ثم انشد شعرا يسخر فيه من المسلمين فاقترب الكرار من المصطفى (ص) يطلب منه الاذن فى قتاله فرد عليه المصطفى لاتفجعنا فيك ياعلي فانه عمرو ..وعلي يرد عليه وان يكن عمرا يارسول الله ...وعندما الح سيدنا على واعاد طلبه للنبى الكريم ثلاثا ...قام المصطفى باعطائه سيفه وعممه بعمامته .. يقول ابن اسحاق وعندما هم الحبيب علي بالخروج رفع المصطفى صلى الله عليه وسلم يديه بالدعاء قائلا :( اللهم انك أخذت مني ابا عبيدة يوم بدر وأخذت مني حمزة يوم أحد فهذا (علي) أخى وابن عمي .. ربي لاتذرنى فردا وأنت خير الوارثين) أفلا يدل هذا الحوار وهذا الدعاء على اشفاق النبى الكريم على ابن عمه الكرار ؟ اوليس النبى (ص) بشرا يحزنه فقد أحبائه ويفجعه موتهم ؟ ثم دار حوار مشهور بين الامام على وبين عمر بن ود قبل أن يتبارزا فيصرعه الكرار ويكبر ويعود الى صفوف المسلمين .. والقصة ممتعة متواترة فى كتب السيرة الا لمن أراد أن يقرأ بعين واحده !!! والقصة هذه ليست وحدها التى وردت فيها هذه العبارة المتخوفة .. فقد أراد سيدنا أبي بكر فى غزوة بدر ان يخرج لقتال ابنه عبد الرحمن لكن المصطفى صلى الله عليه وسلم منعه وقال له (شم سيفك وأرجع الى مكانك ومتعنا بنفسك يا ابى بكر ) وفى بعض الروايات لاتفجعنا بنفسك يا ابى بكر وقيل بل قالها سيدنا ابو بكر الصديق للمصطفى صلى الله عليه وسلم فى بدر وهو يرجوه أن يبقى داخل العريشة يومذاك قائلا لاتفجعنا بنفسك يارسول الله (السيرة الحلبية ) ولكن دعونا من كل ذلك ولنتساءل هل من العيب فى شئ أن نصف فقدنا لآلنا ولذوينا وأهلنا حال موتهم شهداء بالفجيعة ؟ وهل ينقص هذا مقامهم عند الله شئ ان قلنا اننا فجعنا فيهم ؟؟ والا فالى ماذا يريد أن يتسلل (شيخ عوض ) وهو يسألنا هل الاستشهاد فجيعة ؟؟ ونحن نقلب أيدينا عجبا ونرد أن مقام الشهادة هو مقام يعلمه ويحفظه الله للشهيد أما المصاب والفجيعة والألم فهو احساس آل المستشهد فى الأرض واخوته ومعارفه .. وسنورد الأمثلة من السيرة أيضا ... فقد حكى ابن مسعود قائلا مارأينا رسول الله باكيا قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب .. فقد وضعه فى القبلة ثم وقف على جنازته وانتحب حتى نشج من البكاء وروى بن مسعود ذاته (فى السيرة الحلبية ) أن النبى الكريم كان يعز حمزة ويحبه فلما رأى المثلة فى جسمه قال ( لن أصاب بمثلك أبدا .. ثم أردف ماوقفت موقفا أغيظ من هذا أبدا) ألم يسم النبى الكريم استشهاد عمه حمزه (مصابا )؟ ؟؟ وقصة أخرى ... فامرأة من الأنصار تخرج لتلقى جيش المسلمين العائد من أحد فيخبروها أن أباها واخاها قد قتلا ، فترد وماذا فعل رسول الله ؟ فيقولون لها هو بخير كما تحبين فترد متلهفة (أرونيه ) وعندما تراه تصيح (كل مصاب غيرك يهون يارسول الله ) فتصف مقتل أهلها واستشهادهم (بالمصاب ) فأين عوض من هذا ؟ ثم فلنترك الأسئلة تتناسل فى أيدي شيخ عوض ... ألم يفجع المسلمون بوفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ ثم ألم يفجعوا بموت ابى بكر ؟ الا يشعر هو نفسه بالفجيعة مثل سائر المسلمين بمقتل الفاروق عليه الرضوان ؟ ومقتل سيدنا عثمان ؟ ومقتل سيدنا على ؟ أليسوا جميعا عليهم الصلاة والرضوان بشهداء يرفلون فى مقامات ربهم ؟ وهل أحساسنا بالفجيعة فى فقدهم ينتقص من مقامهم عند ربهم ؟ فالى ماذا يزايد الرجل ويعيب علينا ذكر الصحيح من فطرة النبى الكريم الآدمية والبشرية فى احساسه بالخوف والحزن والمصاب على فقده لأصحابه وأهله وان كانوا شهداء ؟ ثم نعود بالرجل الى (فاجعة) شهداء طائرة تلودي وهو يسخر منا ويقول ما المطلوب من البروف (يقصد احمد ابراهيم الطاهر) حتى يكون فى احساسه بالفجيعة ؟ هل يعيط ؟ وهل هو المسؤول عن اسقاطها ؟ ثم أفتحوا فمكم دهشة فالرجل يترافع عن هيئة الطيران المدنى كلها ويقول ان الرماة الذين تسببوا فى هزيمة معركة أحد وتسببوا فى موت اكثر من 70 شهيدا لم نسمع أحدا قد لامهم !!! (علامات التعجب من عندى ) سيدى عوض الهدى .. نحن لاتعوزنا دموعكم فى شئ فقط فمثل أسئلتك البلهاء واستدلالتك العرجاء هذه (لم يحاسب الرماة فى أحد) هى التى ستفتح أبوابا أخرى .. ليست للبكاء ولكنها (للغسيل) أعرفك انك لم تفهم .... وليس هذا بالأمر المهم .... سلام