وذكرنا أن السناريو هو إضعاف وتمزيق السودان وأن الاستهداف يرمي إلى نهب ثرواته .. وأن الحركة الشعبية هي مخلب القط الغربي .. وأن المفاوضات بأديس ابابا هي جزء من السناريو .. وأن اللصوص عيونهم على اليورانيوم في شمال شرق جنوب كردفان ودار فور – وعلى الأرض التي تفجرت بالمعدن النفيس في كل ولايات السودان – وذكرنا بأن الجيش الشعبي يحارب بالوكالة – وأن الحركة الشعبية لا تكفيها حدود 1956- فالحركة التي جعلت (كوش) رمزية لنشيدها الوطني – تعني أرض كوش الحقيقية – شمال وغرب وشرق ووسط السودان- السودان الجديد – بفكرتها وقناعتها – والمفاوضات الأخيرة كشفت أطماع الحركة الشعبية – لما رفعت اسم هجليج من بين المنلاطق المتنازع عليها – رغم أنها تعلم أن محكمة لاهاي – قد حسمت هجليج للسودان – ولما وقفنا ضد الحربات الأربعة –واتهمنا قصيري النظر بأننا دعاة حرب – كنا على يقين بأن الحريات كلمة باطل أريد بها باطل – فالحريات التي وقف معها حلفاء الحركة واليساريين – والعلمانيين- وبعض المخمومين – كان تحت الرماد وميض نار – كانت الحشود وكان الهجوم على هجليج وتلودي . ففي ليلة 8 ابريل – الموعد المحدد لتوفيق أوضاع مواطني الجنوب – تسربت الجزران والهوام وتحت جنح الليل إلى هجليج – فلول من المارقين والقتلة وشذاذ الآفاق وسماسرة الحروب إلى هجليج – والهدف واضح هو تدمير مدخرات الشعب السوداني – تدمير نفط السودان – لإضعاف دولة السودان وتركيعها لدولة الجنوب – جاءوا بحقدهم ومكرهم وغدرهم – فما رعوا الايادي التي قدمت لهم الخير – ما رعوا أن السودان منحهم كل مقومات الحياة – فارادوا أن يجازوه – جزاء سنمار – فكما الوحوش والكلاب المسعورة – كانوا في هجليج الكرامة تتبعهم كل السواقط – قطاع الشمال – العدل والمساواة وكل الشياطين – عقار – عرمان – الحلو واركوى – تلك الكلمات الشاذة في دفتر الوطن فعصابة الأربعة – ظلت وتظل تمارس أدوار العمالة – فقد تبلدت أحساسيها – وعميت بصيرتها في لا ترى إلا العمالة والارتزاق – لا ترى إلا الحقد على وطنها – لا ترى إلا شهوتها – بهذا السلوك المخنث – أصبحت عصابة الأربعة تمارس عهرها السياسي – فهي أشبه بعاهرة حيزبون شبقة – كل هذا الخليط المكون من قذران الدنيا ونفاياتها – حسبوا أن هجليج هي الفتاة التي سيفضون بكارتها – ويلحقون العار بأهلها ولكن هيهات لهم- فالجيش السوداني الذي ظل أكثر من ستين عاماً – يمارس القتال – ولم يهزم – قادر على حماية هجليج – وفك أسرها – وتشتيت كل هؤلاء الجرزان – ولا أحسب أنهم لا يعرفونه – فتوريت تشهد – والكرمك وتلودي – لم تجف دماء قتلاهم – فهؤلاء الأوغاد السفلة إنهم ليسوا في هجليج – فهم – في حوض ضريسة حفاة – في مستنقع وحل – فالمى حار ولا لعب قعونج – فترقبوا العويل ودق (الرورى) وترقبوا ولولتهم والركض نحو البيت الابيض – وحلفائهم – ترقبوا الفجر – والجيش السوداني – قد صبحهم ومساههم وبسطهم تراب –فكتائب الفرسان قد ركبت – لتصلي في هجليج الكرامة – فمن بعد هجليج – لا تفاوض ولا حركات – والجوه جوه والبره بره – فالحرب صبر واللقاء ثبات والموت في شأن إلاله حياه – ولا نامت أعين الجبناء .